| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
ما أقسى الحياة عندما تحياها في ألم وندم
ما أفظع ان ترى الدمار والخراب والسلب والنهب
ما أفظع ان تنزع الرحمة من القلوب وتصبح كالصخر بل أشد
ما أفظع ان ترى أطفالا يحرمون من أفراحهم من استقرارهم حتى من أعمارهم.
ما أبشع ان ترى الدماء تروي الصحراء
ما أبشع ان ترى جثث الشهداء على الطرقات بدلاً من الأشجار
ما أقسى ان تصبح إسرائيل قيدا في يدي فلسطين يمنعها الحراك
ما أقسى ان تصبح بيوت الأبرياء سجنا لهم
حرمتهم إسرائيل من حريتهم..
من أموالهم من أطفالهم
ما أقسى ان ترى وتسمع. ما أقسى ان يتحطم القلب والعين تدمع
ما أبشع ان تقتل النفس بلا سبب
ما أبشع ان تغتصب الضحكة من العيون
ويغرس مكانها خوف دائم وشجون
ما أبشع ان يقتل طفلك بين يديك
أن يحرم أهلك منك ويتمزقوا ألما عليك
ما أقسى ان تعيش غريبا في ديارك
أن تحرم من حريتك ويتشرد أهلك وجيرانك
ما أقسى ان نرى فلسطين باتت في يد المغتصب الأثيم
فلسطين الفجر الذي غاب نوره وراء سحب الدمار السوداء
فلسطين ذلك اليأس الذي ترك آثاره في كل مكان وباتت رمال صحرائه الصفراء مختلطة بدماء الشهداء لقد غابت شمس الحرية وراء ضباب الاستعمار الكافر أين الأصدقاء؟
لقد تفرقوا على طرقات الموت أين الأمان؟ لقد اختفى وراء جبال الخوف والهلع.
أين الأطفال الأبرياء؟ لقد باتوا هدفا تصطادهم أسلحة اليهود
أين الشرفاء الأوفياء؟ انهم وراء قضبان السجون يعذبون يشنقون
وباتت إسرائيل هي الحاضنة لأرض القدس العربيةبات أهلها بعيدين محرومين من إقامة شعائرهم الدينية بحرية
ولكن ربما يأتي حين
ويظهر من بلاد المسلمين
من يسترد لفلسطين أرضها
ويدافع عن دينها وعرضها
وتستظل أرض الأنبياء بغيمة الأمان والأمن والحرية
نداء:
أيها الشهداء؟ يا من فديتم فلسطين
بروح ودماء
يا من ناديتم رغم الصعاب رغم العذاب
رغم طلقات النيران التي تندفع من كل مكان
رغم برودة الشتاء رغم النار والظلماء
تقدمتهم دافعتم رفعتم شعار (نموت وتحيا فلسطين) تحديتم وسطرتم بدماذكم اسم بلدكم في كل وقت وحين
لم تبالوا بأحلى أيام العمر والسنين
تحديتم الكافرين الظالمين المغتصبين
دفعتم عمركم وشبابكم الغض ثمنا
وباتت جثثكم في كل مكان
فهي أصل للوفاء وعنوان
أقول لكم وكل الشعوب تناديكم
نحن نقتدي بكم
رسمنا طريقنا من طريقكم
رافعين شعار الروح فداء
زارعين أشجار التضحية والعطاء
لكم منا ورود بيضاء رمز الشفافية والنقاء
أيها الأبرياء الأوفياء
رشا العبد التواب
|
|
|
|
|