| عزيزتـي الجزيرة
كل عام وأنتم جميعا بخير بمناسبة العام الهجري الجديد 1422ه لقد مضى عام علينا وانقضى بكل مافيه من أحداث سواء على المستوى الشخصي أو الأسري أو حتى على مستوى المجتمع ككل، وها هو عام جديد يهل علينا بأحداث جديدة، وبرؤى جديدة لكل منا ويحمل معه آمال وأحلام الكثيرين منا، على أمل تحقيقها إن شاء الله.
ولكن هل يمكن ان تمر علينا الأيام والسنون هكذا مرور الكرام دون ان نستنبط من أحداثها وتجاربها الحلوة منها والمرة، ما نتأمله ونتدبره حتى نستفيد ونفيد؟
إن كل دقيقة تمر على الإنسان هي في الوقت نفسه دقيقة تنقضي من عمر الإنسان.. فما بالنا بعام يمر.. كم من الدقائق والساعات والأيام فيه؟ هل مر ذلك كله مرور الكرام دون إفادة أو استفادة.. إذا كان الأمر كذلك وأمني نفسي بالعكس فما الفائدة التي نجنيها من وراء ذلك..؟ ماذا فعلنا خلال عام كامل بطوله وعرضه؟ ماذا فعلنا لأنفسنا ولذوينا ولمجتمعنا؟في داخل كل أسرة لماذا لا يجلس كل فرد فيها يحاسب نفسه على ما قدمه خلال عام؟ يسأل الأب نفسه ماذا قدم لأفراد أسرته وماذا قدم في عمله سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو عمله الحر؟ ونفس الشيء ينطبق على كل أم هل انشغلت وأضاعت وقتها في حفلات الاستقبال وليالي الأفراح وتركت صغارها للخادمة؟
هل استشعرت الأم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها وأخذت بناصية الأمر وتفرغت هي وليست الخادمة لتربية الأبناء ومتابعة دروسهم في المدرسة وزرع القيم والمبادئ التي كادت تنتهي في عالم اليوم؟ هل تركت أبناءها فريسة لمحطات الدش الذي اعتبره أشد فتكا بالأبناء من أي آفة أخرى أصابت المجتمع؟ ليسمح لي كل أب وكل أم أن يجلسا معا في بداية العام الجديد ليحاسب كل منهم نفسه عما قدمه للأسرة ولتكن المحاسبة صريحة الى أبعد الحدود وحتى لو كان هناك خطأ أو إهمال حدث فليس من العيب أبدا الاعتراف به ومن منا لم يخطئ؟! إن الاعتراف بالخطأ هو أول خطوة في طريق تصحيحه.
إنني أخص بالذكر هنا الأب والأم لأنهما بطبيعة الحال عماد الأسرة التي هي عماد المجتمع.. إن الأسرة السليمة لابد ان ينشأ عنها مجتمع سليم كل فرد فيه يعرف حقوقه وواجباته.. والحياة اليوم ليست كما كانت بالأمس فالنجاح في الحياة لا يأتي بضربة حظ ولكنه من المؤكد نتيجة جد واجتهاد، وعلى قدر هذا الجد وهذا الاجتهاد يكون حجم النجاح في الحياة.
نحن مجتمع أنعم الله عليه بنعمة الإسلام التي لا تضاهيها نعمة فلنحمد الله كثيرا على ذلك، ولتكن مبادئ شريعتنا الغراء وتقاليدنا العربية الأصيلة نبراسا لنا في كل شيء إذا أردنا النجاح لأنفسنا والتقدم لمجتمعنا.
ونحن والله خير أمة أخرجت للناس فلماذا نترك باقي الأمم تتفوق علينا ونلهث وراءها كي نلحق بما وصلت إليه من علم ومعرفة رغم ماضينا العريق وتفوقنا عليهم في كافة الأزمان.
ونحن والله لدينا من الإمكانات ومن العقول البشرية المستنيرة ما يهد الجبال ويحول المستحيل الى واقع ملموس وكل الفرص أتاحتها حكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وما بقي علينا هو ان يؤدي كل منا دوره في المجتمع على الوجه الأكمل.
كلنا شركاء في النهوض بالمجتمع والوصول به الى القمة بإذن الله وليست المسؤولية مقصورة على المسؤولين فقط بل يجب ان نكون لهم عونا في تنفيذ خططهم ولن يتأتى ذلك إلا إذا قام كل منا بأداء دوره على الوجه الصحيح.
على كل واحد منا ان يراجع نفسه.. هل قدم لأسرته ولمجتمعه ولوطنه ما يعادل ما أخذ منهم؟ أرجو ذلك والى اللقاء في بداية عام جديد بإذن الله.
سامية محمد العباسي جدة
|
|
|
|
|