| الاخيــرة
لو اجتمع زعماء العالم مع علماء الفضاء في «ناسا» وغيرهم من علماء الكرة الأرضية في شتى بقاع المعمورة، وحاولوا بما يملكون من قدرات تقنية متطورة، وطاقات بشرية متفانية؛ وقرروا وقف حركة الزمن ثانية واحدة أو إعادته إلى الوراء دقيقة واحدة أو تقديمه إلى الأمام لحظة واحدة.. فهل تراهم سيفلحون في مسعاهم؟! إن جهودهم ستبوء بالفشل الذريع ولو كان سكان الأرض جميعاً من إنس وجان لهم ظهيرا..
فالكون يدار بقدرة إلهية، بنظام محكم، في نسق منظم «لا الشمسُ ينبغي لها أن تُدرك القمر ولا الليلُ سابقُ النهارِ وكُلٌ في فلكٍ يسبحون».
يتعاقب فيها الليل والنهار، وتتابع الأيام والشهور والأعوام، وتأخذ فصول السنة دورتها كاملة، في دقة متناهية الإعجاز، والإنسان يكيف حياته مع مجريات هذا التغير الزمني، ليلحق بركب الأيام وينجز ما يسمح له الوقت بإنجازه، في لحظته التي يعيشها، فهو لا يملك من عمره سواها، فالماضي القريب أو البعيد قد طويت صفحته ولا حول له في تغيير ما جرى فيه، والمستقبل في علم الغيب قد يبلغه أو يقضى أجله دونه.
ويبقى الماضي ذكريات وأحلام، والمستقبل أمل ورجاء، وما بينهما هو الحياة الواقعية للإنسان، ولكي يحياها سعيداً، عليه أن ينطلق من قاعدة «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً» إنها معادلة مهمة للتوازن، إن استطاع الإنسان المحافظة على الدقة في التعامل مع عنصريها؛ بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر، يصل إلى أعلى درجة في فهم المعنى الحقيقي للحياة، ويفوز فيها فوزاً يحقق له سعادة الدنيا والآخرة، وإن اختل توازن المعادلة لديه، فإن نظام حياته حينئذ في حاجة ماسة إلى إعادة تأهيل، ولعل دخول العام الهجري الجديد حافز للمبادرة بالبدء ببرنامج إعادة التأهيل لتحقيق التوازن المطلوب.
وكل عام وأنتم بخير..
|
|
|
|
|