* القاهرة مكتب الجزيرة محمد سامي:
اعترافا بقيمة ما قدمه من اسهامات جليلة خدمت طلاب العلم في جوانبه المختلفة تاريخيا وأدبيا وإعلاميا وتحقيقا لكتب التراث أقام مجمع اللغة العربية خلال مؤتمره السنوي الذي تم عقده في القاهرة على مدى اسبوعين حفل تأبين للشيخ حمد الجاسر عضو المجمع الراحل وأحد أعمدته الذين أفادوا المجمع كثيرا بتحقيقه للعديد من أماكن الجزيرة العربية حيث كانت لجنة المعجم الكبير على صلة دائمة به تستشيره في تحديد أماكن الجزيرة العربية فيوافها بفيض علمه وأدبه، وقد انتخب الشيخ حمد عضوا بمجمع اللغة العربية سنة 1958م في المكان الذي خلا بوفاة المرحوم الشيخ عبدالوهاب خلاف وتم استقباله في مستهل عام 1959م وقال عنه الدكتور عبدالوهاب عزام وهو يستقبله عضوا بالمجمع: «الأستاذ المحتفل به عالم ثبت خبير بمواضع الجزيرة العربية ومعالمها، وسيجد الأدباء والمؤرخون والجغرافيون غناء وفائدة حين ينشر كتبه».
وشارك في الحفل أعضاء المجمع والأعضاء المراسلون من جميع أنحاء العالم وتضمن الحفل كلمة للأستاذ حسن عبدالله القرشي قال فيها: استأثرت رحمة الله بشخصية نابهة قل أن يجود الزمان بمثلها فقد كان الشيخ حمد بن محمد الجاسر صديقا صدوقا وعلامة جليلا وباحثا لغويا قديرا، فكان أحد علامات الجزيرة العربية بعلمه الفذ في شتى فنون وألوان المعرفة حيث كان منكبا طيلة حياته على البحث والتأليف والتحقيق والنشر بعد ان انصرف عن الشعر الذي مارس كتابته في حداثته ليذكرنا بأفذاذ العربية الأوائل وفطاحلها في غابر أمجادها وسالف عصورها.
وأشار القرشي أنه منذ لحق الشيخ حمد الجاسر بالرفيق الأعلى لم تنقطع الكتابة عنه في الصحف والمجلات المختلفة ممن يعرفه شخصيا وممن يعرف أياديه البيض على دولة ا لعلم والتاريخ وعلى الاشتغال بتحقيق العديد من المؤلفات الثمينة والمخطوطات العريقة، كما تم تكريمه وتخليد اسمه حينما تبنى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورعى بناء «مؤسسة حمد الجاسر الخيرية ومركز الثقافة» ونهض بها مجموعة من أفاضل أبناء المملكة، كما تم تكريمه في حياته وحصل على العديد من الجوائز الثقافية ومن أهمها جائزة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأدب العربي عام 1416ه، ومنحته جامعة الملك سعود درجة الدكتوراه الفخرية ونال وسام الملك عبدالعزيز وجائزة الكويت للتقدم العلمي، كما كرمته مؤسسة التراث «الجنادرية» كأول مكرميها سنة 1419ه وقد سميت باسمه شوارع عديدة في بلدان المملكة تخليدا لذكراه.
كما تضمن حفل تأبين الشيخ حمد الجاسر قصيدة في رثائه كتبها وألقاها عبدالله بن خميس عضو المجمع تحدث فيها عن صفات ومناقب الراحل وعن دأبه وبذله نفسه في سبيل العلم واللغة منها هذه الأبيات: