| محليــات
بعد كلُّ «حزمة» نار ترمى في طريق «المشاعر» الإنسانية، فأُصاب بحرقها كغيري، وبعد كلِّ «كومة حصى» تُقذف بها «طمأنينة» الإنسانية فتجرحها، وأُجرح بها، في سلسلة «مواقف» في «اللعبة» السياسية «المصمَّمة» بخامات «العنصرية» و«العرْقية»، و«العقْدية»، الملونة بتركيبة «الفكرية» و«التَّوجُّهية» النَّفسية، المركَّبة من «تراكمية» تأريخية لا منزع لها إلا «بؤر» «التشكيلة» الكلية من كلِّ ذلك، «القائمة» بتوجُّهات «الحاجة» أو «الحاجات» الحياتية الموجهة «للبنْية» «الاقتصادية»، و«الفكرية» و«التكنولوجية الاستهلاكية»، المنطلقة من «الرغبة» في الهيمنة على منافذ ومداخل ومخارج التغلغل في أنسجة الحياة من أجل الحياة لا من أجل البقاء الأفضل...
بعد كل «هزّة» إيقاظية لأي غفوة إنسانية تُحرك في الإنسان بؤر الوعي بمثالب، ومخاطر هذه اللُّعبة «السياسية» التي يمسك بأزرتها القويِّ ماديّاً وتكنولوجيّاً، فيؤازرِ فوق ساحة هذه اللُّعبة على امتداد مسافات ومساحات الأرض من يحقق له هذه التركيبة بكلِّ تفاصيلها وصفاتها وسماتِها...
بعد كلِّ هزَّة يُصاب بها العقل فيفطَن عنها إلى جديد...
أفطن مع الذين يفعلون فيزداد حرقي، وجرحي، ويقظتي...
وكنتُ أتساءل وهذه الفواجع المتكررة المتلاحقة في ساحات الصراع القائم على أرضِ أقرب «موطيء» قدم منا «فلسطين»، و«جنوب لبنان»، إلى متى؟! وكيف؟ ولماذا؟ ثم تلاشت «كيف»، ولِحقَت بها «لماذا»، وظلَّت «إلى متى» معلقةً كرأسٍ مُجْتَثٍّ بقيَ في حبل المشنقة ولم يبارح!!
وهذه سلسلة بل سلاسل المواقف بأقوالها، وأفعالها، وأفكارها، وتبادل الأدوار فيها، ورجحان كفة، عن كفة، وتبدُّل نتائج، واختلاف توقُّعات، واتفاق قرارات، وتناقض قرارات، وغموض مواقف، وفُجاءات لا معقولة، كلُّها تنزل بالإنسان نزول الصواعق، وتحلُّ به حلول النكبات، وتعمُّ حياته حتى يألف أن يتآلف مع الفجيعة، فلا يعود الجرح ينزُّ فيؤلِم، ولا الحرق يوغل فيُبكي...، تبلَّدالأحساس في الإنسان.. لكن الذي لم يتبلَّد يكمن في أرضية بِنيته أُسَّاً ليقظةٍ فطريةٍ تلك المرتبطة بخيوط تركيبته العقْدية...!
وصراع العقائد أقوى الصراعات على الأرض...
ولعل هذه اللعبة السياسية غير العادلة في فلسطين، وأفغانستان، والشيشان ونحوها بلغت مداها...
ونُشرت سحائبها السوداء ولفَّت بؤر الاطمئنان في جوانب كلَّ نابضٍ بوعي فوق الأرض...
«متى» استفهامٌ ناهضٌ كرمحٍ في قلب الواقع... لا يُدميه لأنَّ عِرقاً واحداً لم يعد فيه من الدم ما ينزف له جرح الرمح فيه...
وتتكشف الأوراق الشجرية التي يَقذِف بها الناسُ في شتى البقاع التي يمارسون حرية الحركة فيها، يلقون هنا قولاً ، وهناك مقولة، ويسجلون هنا موقفاً، وهناك آخر... حتى إنَّ الناس تحسبهم دعاة «القومية» الممثلين لها...
في الموقف الأخير الذي ألقى فيه «ثلةٌ» من هؤلاء بمسامير الشمع التي كانوا يمسكون بها أقلاماً تُسجل لهم تلك المواقف في مواجهة حزم النار، وحصى الجروح، الموجَّهة إلي كيانهم العقْدي، وقوميتهم، هي ذاتها مساميرهم الشمعية التي وقَّعوا بها رفضهم لمؤتمر الكشف عن أصحاب النار، والحصى...
فتكشَّفت هشاشة الأوراق الشجرية التي تزيَّفوا بها بين الموقف القومي، والحداثة الفكرية، وتغريب القيم العقْدية، وعِلَل النظرة إلى قضية «الذات» التي يمثلون في ساحتها ما ظنَّ بهم حسناً كثيرون...!، وهم الذين حُسب أنهم يفقهون!!...
ومن الفواجع النَّوازل التي تأتي بهدوء لا يحرك دهشةً، ولا يثير سؤالاً...
ما حدث منهم...
فمنهم من تذبذب وتناقض في مواقفه...
ومنهم من خرج بثوبٍ ما أُلف عليه...
فإن غلبوا فتلك مصيبةٌ، وإن خُدعوا فالمصيبة أعظم...
ذلك لأنَّ التغريب الفكري، والاستسلام له، وفيه، يقود إلى رخص التراب، فعدم الاحساس به، ومن ثمَّ التلاشي أمام عظمة قطرة الدم، وذرة التراب...، مما يأذن لهم منح آصحاب النّار قاذفي الحصى شهادات ميلادٍ على حساب شهادات وفاتهم في صفحات تأريخ الوطن...
لكن التراب يأبى بكلَّ قطرة دم سكبت من أجله إلا أنَّ يظل في مواجهة الفجائع يُنْبت...
ذلك لأنَّ الله تعالى يأبى إلا أن يُتمَّ نورَه...
فالقادم قادم...
مهما توارت أسئلة السؤال، وعلامات السؤال...
ومهما بقيت إلى متى؟!
لأنَّ القادم قادم لا محالة...
|
|
|
|
|