| الثقافية
بداية العام الجديد اصدر أحمد سلمان كمال كتابه الذي يتكون من اربعة اجزاء.. «أوراق صحفية» كل جزء اكثر من 280 ورقة. الغلاف الملون تنفيذ ابنته الفنانة التشكيلية نوال، وهي صديقة عزيزة.. وقد اهداني تلك الاجزاء مشكوراً، فمعرفتي بالاستاذ احمد قديمة تعود الى خمسة اعوام سابقة عندما رشحتني ابنته نوال للعمل كصحفية في جريدة «اخبار الخليج» البحرينية والتي كان يرأسها لمدة سبعة عشر عاما متواصلة ولماذا تركت عالم الصحافة ؟ يقول: لم اترك الكتابة اليومية وعمودي ينشر في جريدة الايام.. انه انتقال من موقع لآخر للتجديد والفائدة.. أيضا لأنني انتخبت عضوا في مجلس الشورى البحريني لدورتين متتاليتين.. وحول كتابه الضخم ذي الاجزاء الاربعة يسرد المسيرة منذ الخمسينات والقلم في يدي يتحرك مترجما نبضات القلب والشعور والايمان.. يتحرك ليضع سطورا على الورق تعكس صور المجتمع البحريني بكل نسيجه وجذوره المتشعبة المتباعدة احيانا والمتقاربة احيانا أخرى. الايمان العميق بالله.. الايمان العميق بالوطن.. والمبادىء.. ويعلم الله حين كتبت كل ما كتبت كنت ارمي الى مصلحة خاصة ولم اهدف الى مجاملة، فقط نبض قلوب قرائي يهزني ويدفعني للعطاء.. وهكذا نجد الاستاذ احمد كمال قد جمع مقالاته اليومية التي كان ينشرها في جريدة اخبار الخليج على مدى سبعة عشر عاما، وصنفها الى فصول تجمع السياسة والاجتماع والادارة وكل ما يمس الوطن، لأن القلم الصحفي هو محبس الطبيب الذي يعرف مكان الداء ويكشف عن الزلل وهو العين الفاحصة التي تساعد على الاستدلال على مواضع تحتاج الى اهتمام او علاج او تنمية.. ليس عين القلم ناقدة او جارحة، هنا يخرج القلم عن هدفه النبيل، بل هو مساعد ومعين في معرفة مواطن الضعف والقوة والاشارة إليها.. القلم فرس يفترض به الخير والنبل يرمح في ميدان فسيح هو الحرية، لابد من فسحة. من حرية من انطلاقة.. يستطيع التعبير دون وجل. بالطبع لكل شيء حده والالتزام الذاتي يعرف الخط الاحمر من الابيض والاستاذ احمد كمال تعلم في البحرين والتحق بدورات في الاذاعة البريطانية والاعلام والصحافة في بريطانيا وواشنطن وعمل كمعد ومنتج ومذيع في اذاعة البحرين لفترات طويلة والمحرر المسؤول عن جريدة الجلف ديلي نيوز التي تصدر بالانجليزية عن مؤسسة اخبار الخليج طوال مدة رئاسته للتحرير ثم انتخب في مجلس الشورى.
الى جانب انه قصاص وله مجموعة نشرت في الصحف ونال وسام السلطان قابوس ضمن 60 عالما مفكرا واديبا تم تكريمهم. الآن تفرغ لأعماله الكتابية ويضع خطة لاصدار مجلة اقتصادية ذات توجه عربي عالمي خليجي شامل، فقط ينتظر الشركاء للإعلان عن المجلة وقد رصد لها مبلغا لا يستهان به كبداية ان مقالاته ستكون سجلا لمواقف واحداث ومعاناة وافراح مرت بها البحرين وساهم فيها الشعب البحريني والخليجي والعربي ويقول: «لقد مرت البحرين والوطن العربي والعالم بمراحل حرجة ومختلفة ولابد للكاتب ان يعيش هذه المراحل وان يحدد موقفه من كل مرحلة بكل دقائقها وتفاصيلها وبكل منعطفاتها وكانت مواقفي واضحة ومحددة.. كان الوطن بالنسبة لي اولا ثم أمتي العربية، ومواقفي تنطلق اساسا من الحب لهذا الوطن عطاء قبل ان يكون أخذا.. وهو الدائن ونحن مدينون له.. فأرضه حملتنا وأطعمتنا. وسماؤه أظلتنا. ويتابع احمد كمال.. اختلف معي كثيرون، واتفق معي كثيرون أيضاً ولكني لم افكر في يوم في الاساءة لمن اختلف معي ولم يصبني الغرور لما اسمعه ممن اتفقوا معي..
وهكذا نستقبل ابداع احمد كمال المخضرم الذي عاصر مواقف مختلفة واشخاصاً متباينين، وفي زمنه تغيرت مفاهيم وعايش تبدل النفوس وانقلبت امامه بعض الامور وتداخلت.. وهذه سنة الحياة ولكن المبادىء تبقى ولا تتغير لدى النفوس المضيئة والقلوب الحية.. وحتى لو جاءت معايير جديدة كما يقول استاذنا الجليل احمد كمال: فإن الحق والعدل والصدق.. هي التزام ذاتي وشجاعة دائمة.. والمبادىء الثابتة ستظل ساطعة دائمة ما دامت الحياة.
|
|
|
|
|