| مقـالات
لا يزال الناس يبنون عمارات ملاصقة للشوارع تصطف عليها الدكاكين التي يحتلها البوفيه والحلاق والغسال والمطعم الصغير والسباك والكهربائي والنجار وغيرهم.
ولا يزال العقاريون يسمون الدكاكين المصطفة على الرصيف بالولد الصالح لأنها تؤجر وتأتي بالمال إما بصفتها منشآت تجارية أو بصفتها سكن عمال أو لأغراض اخرى مثل التخزين.
وشوارع الأحياء عندنا اليوم كلها صفوف من الدكاكين حتى يصعب تخيل شارع واحد يزيد عرضه على ثلاثين مترا بدون دكاكين بشعة تغلقها ابواب بائسة او تفتح عن محلات بسيطة يديرها عامل مسكين يقدم السندويتشات او يقص الشعر او يبيع الحلوى للأطفال.
في نفس الوقت تنعدم في المدينة المسطحات ولاحظوا أني لا اقول المسطحات الخضراء لأنه لا امل فيها في بيئة مثل بيئتنا الصحراوية لكن اقول مسطحات التنفس الصحراوي التي تجعل البيوت اكثر جمالا والعمارات تقف مرئية من البعيد والناس تمارس التمشي الحر في الفضاء الطلق.
المسطحات والفراغات في مدينة الرياض مثلا مازالت مليئة بمخلفات البناء وهي خارج صلاحيات شركات النظافة والتطوير لأنها مملوكة لمن تركوها مصرفا للنفايات حتى يحين وقت بنائها وتأجيرها على شكل شقق وصفوف من الدكاكين الغبية.
أضع هذه الصورة امام اللجان المسؤولة في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وامانات وبلديات المدن لتدارك ما يمكن تداركه من التلوث البنائي بغياب نظم صارمة، لأن الواقع الحالي لرخص البناء يسهم بحثه على جشع العقار، وأقترح ان يصار الى تحديد مجمعات تجارية في الأحياء ولا تكون قابعة تحت جذور العمائر المصطفة التي لا تكفي مواقفها لوقوف نزلائها.
|
|
|
|
|