| مقـالات
منذ بدأت الكتابة والى فترة قريبة كان هناك قضية تطرح بشكل مستمر، في الصحافة على وجه الخصوص، وهي توقف الكاتبات عن الكتابة.. وكانت أكثر الأسباب وضوحا هو الزواج الذي يضع حدا للكتابة.. حيث يرفض بعض الأزواج الكتابة ولابد للزوجة حينئد من الانصياع والتمشي مع ذلك للحفاظ على حياتها الزوجية.. وكانت بعض الكاتبات ان لم يكن جميعهن حين يتقدم لها أحد الرجال خطيبا تحرص على ان تفصح له عن تلك المهنة وعن معرفة إذا كان لا مانع لديه أم لا؟!
الى درجة توحي بها بأن هذا الأمر يبدو أمرا مستنكرا ومستهجنا ولابد من التأكد من قبول الخطيب وموافقته عليه!!
كنت طوال الوقت أنظر الى هذه القضية كأمر مسلم به وأفكر فيها في هذا المسار.. إلا أنني في الآونة الأخيرة بدأت أغير اتجاه تفكيري حول ذلك وأصل الى قناعة أكثر قوة... فالكتابة بعد فترة من الممارسة تصبح مهنة مثل سواها ويصبح بينها وبين صاحبها علاقة حميمة ساخنة من الصعب ان يساوم عليها أو يستبدلها بشيء آخر.. بمعنى انها تصبح عملية ملازمة له مثلما يتحدث ويتأمل ويفكر ويتنفس ويتنهد ويضحك ويفرح ويحزن، وينام ويحلم..
هي شبيهة كثيرا بأي مهنة أخرى.. بالتدريس والطب والخياطة والتطريز.. ولها في الوقت ذاته سماتها ومزاياها، وربما تكون الشهرة أمرا ملازما لها.. إلا أنها للكاتب الحقيقي الملتزم ليست هدفا بحد ذاتها ولا تشكل أمرا ذا بال.
من جانب آخر لم تكن مهنة الكتابة يوما أمرا مضادا لحب الزوج ومهددا للاستقرار والدفء العائلي.
لقد تغير العالم بأكمله وأصبحت الحياة ذات إيقاع سريع في كافة المجالات.. وقد آن الأوان ان تزول هذه النظرة وليس أدل على ذلك من تزايد عدد الكاتبات عن ذي قبل. آن الأوان ان نكون أكثر تقبلا للكاتبات ولمهنة الكتابة بشكل عام.
üü حين أكتب عنك
فوق البحر غير المتوسط لأحزاني
والصمت محدِّق بي من كل جانب
تطلع بهدوء فوق سطوري.. جزيرةٌ
لعلها كانت غارقة في قاع الورقة
حتى عرفتك!
ما أضيق الكلمات على صدري
كلما تنهدت حبك الشاسع..
غ.س
Email:Fowzj@hotmail.com
ص.ب: 61905
|
|
|
|
|