| الريـاضيـة
* حوار: محمد العتيبي :
جاء قرار سمو الرئيس العام لرعاية الشباب بالعفو عن جميع الرياضيين الموقوفين والمشطوبين ليؤكد اهتمام المسؤولين عن شؤون هذه البلاد بصفة عامة والرياضة بصفة خاصة بأبنائهم الرياضيين الذين سبق أن اقترفوا الأخطاء التي استوجبوا العقوبة عليها، ولا شك أن أمير الرياضة والشباب يملك نظرة ثاقبة وبعيدة يستطيع بموجبها إدراك أهمية القرارات التربوية ومدى فائدتها لمن اتخذت بحقه.
ويعتبر لاعب فريق الهلال والمنتخب السعودي خميس العويران أبرز هؤلاء الرياضيين الذين شملهم عطف وتسامح القيادة الرياضية.
"الجزيرة" مع حرصها على مواكبة مثل هذه الأحداث لفائدة القارىء وإطلاعه على كل ما يحدث استوقفت "العويران" في هذا الحوار الذي تحدث فيه باسهاب عن الفوائد الكبيرة التي استفادها شخصياً من هذا القرار التربوي ووعد الجماهير السعودية عامة بأن تشاهد خميس العويران بشكل آخر. وتحدث أيضاً عن عدة أمور نوردها لكم في الحديث التالي:
* كيف استقبلت قرار الرئيس العام لرعاية الشباب بالعفو عن الموقوفين والمشطوبين؟
- لا أخفيك سراً أنني لا استطيع وصف شعوري فالحدث أكبر من أن يوصف ويمثل حدثاً هاماً في حياتي الخاصة والعامة. والقرار مفرح جداً بالنسبة لي وهذا العفو ليس بمستغرب من صاحب القلب الرحيم وصاحب العطف والإحسان "سلطان بن فهد" سلطان الرياضة السعودية كيف لا وهو ابن الفهد ومن سلالة عرفت بالعفو والطيب والتسامح وكظم الغيظ والقرار جاء في وقت كنت بالفعل في أمس الحاجة إلى الوقفة بجانبي ولم يكن لي إلا الله سبحانه ثم عطف وتسامح سلطان بن فهد الذي شمل الجميع بعطفه وتسامحه.
* وكيف استفدت من هذا القرار التربوي الذي صدر بحقك؟
- أولاً أشكر الله سبحانه وتعالى ثم القائمين على أمور هذه البلاد لأن مثل هذه القرارات هي قرارات تربوية ذات فائدة شاملة لأن العقوبة على فعل الذنب تعمل على تخفيفه وأنا سبق وأن اعترفت بهذا الخطأ الجسيم في حق نفسي وفي حق من وضع ثقته بي ولكن يظل الإنسان بشراً معرضاً للخطأ والصواب وإنني أعاهد الله سبحانه وتعالى ثم سمو الرئيس العام لرعاية الشباب على أنني استفدت جداً من هذا القرار ولن أعود إلى تكرار ما بدر مني.
* وكيف قضيت الفترة الماضية .. فترة إيقافك؟
- كانت من أصعب اللحظات في حياتي فبالإضافة إلى إحساسي بالذنب الذي اقترفته في حق نفسي وفي حق من وضع ثقته بي فإنني عانيت كثيراً من الابتعاد عن الشهرة والأضواء التي تعودت عليها كثيراً إضافة إلى إنني حرمت نفسي من خدمة بلدي من خلال المنتخب الوطني وأيضاً خدمة النادي الذي قدمني وعرفت عن طريقه، وكذلك خسرت زمالة إخواني لاعبي الهلال والمنتخب وأشياء كثيرة كنت أفكر بها خلال فترة التوقف ولا أخفيك سراً إن الأيام كانت تمر كالشهور بالنسبة لي إلى أن جاءت ساعة الفرج.
* ومن الذي كان بجانبك خلال هذه الفترة؟
- الحقيقة أن الإنسان يأخذ عبرة ودروساً من تلك الأمور وأنا مثل غيري علمتني الأيام أن حقيقة الناس التي دائماً تنكشف في الشدة وليس في الرضا والحمد لله أنا شخصياً حظيت باهتمام أناس أعزاء جداً بالنسبة لي ولم استغرب وقفتهم فقد كانوا معي خلال هذه الفترة وأشعروني بذنبي الذي اقترفته وهونوا علي كثيراً.
ولا استطيع في الحقيقة ذكر أسمائهم لأنني لا أريد أن أذكر أحدا وأنسى غيره، بالإضافة إلى أن أكثرهم لا يريد أن يذكر اسمه.
* وماذا تقول لهؤلاء؟
- أقول لهم شكراً على وقفاتكم النبيلة غير المستغربة وأحب أن أوجه كلمة لجميع محبي خميس العويران ولكافة الجماهير الهلالية والسعودية وأقول لهم "سوف تشاهدون خميس شخصاً آخر غير خميس الذي تعرفونه".
وأنا على ثقة تامة بأن الجميع يدركون أن ما حصل ما هو إلا خطأ اقترفته ولن أعود إليه وثقتي بكم كبيرة وأنا على ثقة أن الجماهير لن تهتز ثقتها في خميس العويران كما عودته هي دائماً زرع الثقة فيه.
* وما هي كلمتك لإخوانك الرياضيين خصوصاً من شملهم هذا العفو؟
- أقول لهم أن يعملوا على الاستفادة من تلك القرارات ويعملوا على إعادة حساباتهم من جديد وفتح صفحة جديدة مع أنفسهم وأن يندموا على ما فعلوا "لأن الندم هو أساس التوبة".
ووقف أي رياضي عن ممارسة نشاطه مثل ما هو قرار مفيد وتربوي للشخص الذي يتخذ بحقه إلا أن الوقف يهز الرياضي أو اللاعب كثيراً لأنه يحد من توهجه ويجعل مستوى اللاعب يهبط من القمة إلى القاع إلى الأرض وانصح إخواني الرياضيين بالتحلي بالأخلاق والحرص والعمل وفق التعاليم الإسلامية.
* وهل كنت منقطعاً عن التمارين أثناء فترة الوقف؟
- لا لم أكن منقطعاً ولكن كنت أتمرن بشكل غير منتظم لذلك لا زلت احتاج إلى وقت كبير لكي استعيد لياقتي إلى الوقت الطبيعي ولا أعلم كم من الوقت يستغرق ذلك وأتمنى بالفعل أن أكون جاهزاً لتمثيل الفريق في المربع الذهبي من كأس دوري خادم الحرمين الشريفين.
* وكيف شاهدت فريق الهلال خلال فترة غيابك؟
- يا أخي الهلال هو الذي يصنع اللاعبين وهم الذين يحتاجون للهلال وليس الهلال هو الذي يحتاجهم لأن الهلال لا يتوقف على لاعب معين ومثلما هو ملاحظ يتغير اللاعبون وتتغير التشكيلة ويبقى ارتباط الهلال بمنصات التتويج وثيقاً والفريق يسير في طريق صحيح ولا خوف عليه لأن اللاعبين الموجودين فيهم الخير والبركة والفريق تقوده إدارة واعية ورائعة بقيادة الأمير الشاب سعود بن تركي وخلفه أعضاء الشرف يتفقون على حب الهلال ودعمه وقيادته بكل اقتدار إلى عالم البطولات.
* ولكن يلاحظ أن الفريق الهلالي أصبح يفتقد إلى لاعب المحور المتمكن بعد غيابك واتضح ذلك جلياً في الكثير من المباريات.. ما تعليقك؟
- أنا أخالفك الرأي تماماً لأن الهلال يختلف عن غيره من الأندية بوجود البديل الجاهز، بل إن البديل في الهلال أفضل من الأساسي وهذا سر توهج الهلال وهناك لاعبون في المحور أمثال فيصل أبو ثنين وتركي القحطاني وكذلك عمر الغامدي وغيرهم.
* وكيف شاهدت مستوى اللاعب البرازيلي "توليو" خصوصاً وهو يلعب في نفس مركزك؟
- اعتقد أن الهلال وجد ضالته في هذا اللاعب لأن لديه إمكانات كبيرة ويجيد أدواره الدفاعية والهجومية بكل اقتدار وهو بلا شك مكسب للفريق.
* عمرك الرياضي يعتبر كبيراً مقارنة بغيرك من لاعبي الهلال.. هل لا زلت تحتفظ بوهجك السابق؟
- أنا متلهف جداً للعودة لتمثيل فريقي ومنتخب بلدي وكما أسلفت لا زلت اعاني من ضعف الجانب اللياقي وهذا شيء طبيعي واحتاج لفترة حتى تكتمل جاهزيتي وعند ذلك يمكنكم الحكم عليّ.
* ما رأيك بمدرب الفريق الفرنسي سافيت؟
- أنا كنت بعيداً عن الفريق خلال الفترة الماضية ولكن المدرب يبدو لي أنه جيد ولم يخسر الفريق معه أي مباراة محلية حتى الآن وأتمنى له التوفيق في بطولة النخبة.
|
|
|
|
|