| عزيزتـي الجزيرة
قال تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) وقال تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون) وقال تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون) إن المتوفى أديت عليه الصلاة في مسجد الأمير محمد بن عبدالرحمن في عتيقة بمدينة الرياض مع غيره (يرحمهم الله أجمعين) بعد صلاة العصر من يوم السبت 6/1/1422ه المولود في محافظة الحريق عام 1324ه، وحدثني عنه مراراً من قال: إنني أحببت الصلاة وتعلّق قلبي بها وبالمساجد عندما صليت خلفه (يرحمه الله) وعمري لايتجاوز السادسة صليت خلفه صلاة التراويح والقيام في شهر رمضان في المسجد الجامع الكبير في محافظة الحريق، لحسن صوته وتلذذي بقراءته القرآن الكريم. إنه يرحمه الله درس في الكتاتيب في هذه المحافظة، وحفظ القرآن الكريم كله قبل بلوغه توفيقاً من الله وحرصاً من أبيه نحوه يرحمهما الله، وفور بلوغه أمَّ المصلين في الجامع كما أمَّ المصلين في مسجد آل خثلان في محافظة الحريق صلاة التراويح والقيام وتواتر انه (يرحمه الله) ختم القرآن الكريم كله بإمامة المصلين في هذا المسجد بالعشر الأواخر من شهر رمضان وكان يحتاج إلى من يصاحبه ليلاً بالذهاب والعودة إلى هذا المسجد لصغره وبعد المسجد ووعورة الطريق وعدم توفر الإضاءة ولأبيه دور في هذا فيذهب معه إلى منتصف الطريق ويستقبله أحد جماعة مسجد آل خثلان بعد ذلك انتقل إلى مدينة الرياض ودرس في معهد إمام الدعوة العلمي في الرياض وتخرّج من كلية الشريعة في الرياض وأثناء ذلك أمَّ مسجد الوسيطي الثاني بالرياض، وعمل رئيساً لمركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حي معكال وقد أريد لمناصب مرموقة إلا أنه عزف عنها قبل تخرجه من كلية الشريعة وأحسبه والله حسيبي وحسيبه أنه من الصالحين وأتذكر قول الشاعر محمد بن عبدالله بن عثيمين:
تخرم الصالحون المقتدى بهم
وقام منهم مقام المبتدأ الخبر |
وبعد تخرجه من كلية الشريعة في الرياض عيّن قاضياً في محكمة نعام لمدة ثلاثة عشر عاماً، ثم تولى قضاء (خف) لمدة ست سنوات، ثم أحيل على التقاعد، وانقطع بتقاعده لطاعة الله وتلاوة كلامه المطهر، واستفاد منه من قصده في الفتوى وأمور الدين، بالإضافة إلى إبداء المشورة السديدة عند طلبها منه، وله رأي سديد ويتصف رحمه الله بالأناة، والتواضع، ولين الجانب ، وفي قضائه يسعى جاهداً إلى الإصلاح بين المتخاصمين ما استطاع إليه سبيلا، وعاش محبوبا في مجتمعه وممن يترافعون وترافعوا أمامه يذكرونه بالذكر الحسن وفي مجلسه متحدثاً بالكتاب والسنة وعلى دراية بالتاريخ والوقائع. إنه فضيلة الشيخ حسن بن عبدالعزيز بن حسين آل الشيخ الذي ووري ثراه في مقبرة منفوحة في مدينة الرياض أسأل الله له ولعموم موتى المسلمين المغفرة والرحمة وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان وأن يصلح أولاده وأحفاده وأن يكونوا خير خلف لخير سلف.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
د. سعد بن عبدالعزيز بن كليب
وكيل هيئة الرقابة والتحقيق لشؤون التحقيق
|
|
|
|
|