| محليــات
كثير من المنجزات، وكثير من المعطيات الخيرة التي اصبحت المملكة العربية السعودية تزخر بها واصبح الانسان السعودي يتفيأ ظلالها بفضل من الله عز وجل ثم بفضل السياسة الحكيمة التي تنتهجها حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رعاه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهما الله، انطلاقا من ايامنها اعزها الله بالثوابت الاسلامية الصحيحة النابعة من شريعة سمحة مصدرها القرآن الكريم والسنة النبوية التي تشع بنورها لتضيء للانسان طريقه القويم في الحياة ورسالته على الأرض والحكمة من خلقه.
وانطلاقا من هذا الإيمان الكامل بأهمية القرآن الكريم كدستور رباني سماوي يحمل الخير للبشرية وينير لها طريق الهدى ومصدر تشريعي لخير أمة اخرجت للناس جاء اهتمام قيادات هذه البلاد منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود يرحمه الله بالقرآن الكريم والعناية به خير عناية فأولته جل اهتمامها بتطبيق أحكامه وتبيان افضاله وتشجيع تعلمه حفظا وتدبرا.
واذا كان المقام هنا لا يسمح برصد الجهود الخيرة التي قامت وما زالت تقوم بها الدولة اعزها الله في هذا المجال فان هنالك العديد من الشواهد التي لا يستطيع المنصف تجاوز الاشارة اليها بكل صدق وأمانة، والتي تتجلى في عدد من المشروعات الاسلامية الكبيرة والعطاءات الخيرة التي تضطلع بها حكومة هذه البلاد في مجال العناية بالقرآن الكريم ومنها انشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي اصبح يتميز بدور عظيم في ايصال النسخ الصحيحة من كتاب الله عز وجل الى أبناء الأمة الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها والعناية بترجمة معانيه الى جميع اللغات لتيسير وصولها الى كل مسلم أيا كانت لغته، والعمل على نشر مدارس تحفيظ القرآن الكريم في كافة مدن ومناطق المملكة، وتقديم كل الدعم والتشجيع للمؤسسات والجمعيات الخيرية التي تعنى بتحفيظ القرآن وتجويده وتدبر معانيه، والتي اصبحت ولله الحمد تخرج آلاف الشباب من حفظه كتاب الله ليكونوا أئمة ومعلمين.
وما تعدد مسابقات القرآن الكريم حفظا وتجويدا وتلاوة والجوائز الرامية الى تشجيع الناشئة والشباب على حفظه وتدبر معانيه وانتشارها في كافة مناطق المملكة واتساع التفاعل التنافسي فيها من الشباب والناشئة الا نتيجة لهذا الاهتمام المتزايد بكتاب الله والعناية التي يحظى بها على كافة المستويات.
وان تواصل المسابقة المحلية على جائزة سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات التي تنظمها وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد كل عام وتعد من اكبر المسابقات الوطنية وأهمها ما هي الا احدى هذه المعطيات الخيرة والنفحات المباركة التي تفوح بها هذه الأرض المباركة ويتسم بها انسانها تأكيدا للمكانة التي منحها الله سبحانه وتعالى لحفظة كتابه وابراز القيمة العظيمة له في حياة المسلمين.
وتجسيدا لما توليه قيادة هذه البلاد رعاها الله من عناية بكتاب الله وتشجيع على حفظه تتواصل رعاية سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لهذه المناسبة الغالية كل عام، ولا شك ان هذا التواصل الكريم من سموه مع فعاليات هذه المسابقة التي تحمل اسمه ومع ابنائه المشاركين فيها اعطاها مزيدا من الأهمية، واكسبها دورا كبير الأثر في تشجيع الشباب والناشئة على المشاركة في منافستها المباركة وصولا الى الأهداف النبيلة التي وضعت من اجلها.
وهو الهدف نفسه الذي تسعى الرئاسة العامة لرعاية الشباب الى تحقيقه من منطلق مسؤولياتها العظيمة تجاه شباب هذا الوطن وبنائه السليم وذلك من خلال عدد من مناشطها وبرامجها المختلفة والتي من اهمها مسابقات حفظ القرآن الكريم التي تنظمها على مستوى المملكة لشباب الأندية ويتم من خلالها اختيار المشاركين في المسابقات الخارجية بالاضافة الى مسابقات اخرى في حفظ كتاب الله والسنة النبوية تقيمها الجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب لاعضائها ويشارك بها العديد من شباب هذا الوطن من مختلف المناطق.
وفي الختام أتوجه بالشكر لمعالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد على الجهود المباركة في تنظيم هذه المسابقة المباركة وأبارك للقائمين عليها هذه النجاحات والمستويات المثلى التي تحققت لها على مدى السنوات الماضية.. كما اهنىء المشاركين فيها من ابنائنا حفظة كتاب الله الذين يمثلون شباب المملكة السباق الى كل عمل خير وبناء..
والله اسأل ان يوفق الجميع الى ما فيه خير الدنيا والآخرة .. انه سميع مجيبوالحمد لله رب العالمين.
|
|
|
|
|