| المجتمـع
أجرى الحوار - صالح العقيل
لما للتغذية من اهمية في التقدم بالنمو الطفولي والتحصيل الدراسي وحيث ان السلوكيات الغذائية السلبية من اهم العوامل التي تؤدي الى ظهور حالات سوء التغذية خاصة في المجتمعات التي لا تعاني من نقص في الموارد الغذائية او البلدان ذات مستوى الدخول المرتفعة، فاننا نسلم بضرورة غرس العادات الغذائية السليمة بين افراد المجتمع في مراحل الطفولة المبكرة، لهذا كان للجزيرة هذا اللقاء مع مديرة مركز الاشراف الطبي على الوحدات الصحية التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات بالرياض د. عذراء عبدالعزيز العقيل حيث تركز الحديث حول اهمية التغذية الصحية السليمة للاطفال قبل السن الدراسية على امل ان يتجدد اللقاء مع القراء في حلقة قادمة حول اهمية التغذية الصحية السليمة في المرحلة الابتدائية من الدراسة.
* ما المقصود بالتغذية الصحية ونقص التغذية وسوء التغذية؟
- التغذية الصحية: هي التي تمد الجسم بسعرات حرارية كافية، والعناصر الغذائية اللازمة لوظائف الاعضاء وصحة الجسم.
اما نقص التغذية فانه تعبير يستخدم لوصف العجز المتواصل عن الحصول على كمية كافية من الاغذية لتأمين حاجات الجسم من الطاقة اما سوء التغذية فانه يكون الغذاء من الناحية الكمية كافياً لتأمين الطاقة وقد يزيد عنها غير انه في نفس الوقت يقصر عن توفير البروتين والفيتامينات والمعادن بكميات تؤمن الصحة الطبيعية والنمو والحيوية.
* مم ينتج سوء التغذية؟
- ليس بالضرورة ان يكون سوء التغذية ناتجا عن الفقر وعدم توفر الغذاء، فقد يكون محصلة الممارسات الغذائية الخاطئة، وعدم توفر المعرفة بأسس التغذية وكذلك الامراض المزمنة..وقد اكدت الدراسات على انه كلما زادت معرفة الام بالاسس الغذائية زادت حصيلة الطفل من الكالسيوم، الحديد، الريبوفلافين والاسكوربيك اسيد، كما ان تكوين العادات الغذائية لدى الاطفال لا يحدث بمعزل فالسلوك الغذائي للآباء مثلاً اكثر مؤشر لرغبة الابناء او عدم رغبتهم في تناول الطعام اضافة الى انه يعكس ما تحويه الوجبة من اصناف متعددة.
* ما هي الآثار الصحية المرتبطة بسوء التغذية؟
- ان الاصابة بسوء التغذية تؤدي الى ضعف المناعة الطبيعية، تخلف النمو الطبيعي للاطفال، التعويق الجسدي العرضي او الدائم ، التعويق العقلي الدائم او العرضي مثل البلاجرا وتضخم الغدة الدرقية، وكذلك هبوط الانجازات العقلية والجسدية مثل السمنة والهزال وفقر الدم.
* ماهي العلاقة بين الغذاء والتحصيل الدراسي؟
- ترتبط التغذية الفعالة ارتباطاً وثيقاً بالعملية التربوية فكلما كانت الحالة الغذائية ضعيفة قلت الفائدة المكتسبة من التعليم والحياة الدراسية، وقد اكدت بعض الدراسات على ان التأخر في النمو ترافقه حصيلة دراسية متدنية، كما اتضح انه عند استهلاك وجبة الافطار يكون للتلاميذ توجه احسن وسجل مدرسياً افضل، ايضاً اتضح ان هناك علاقة بين درجة الذكاء ومستوى الهيموجلوبين حيث ظهر تدني درجة الذكاء وسط التلاميذ الذين يعانون من الانيميا.
* ما علاقة البيئة المدرسية بتغذية الطالب او الطالبة؟ نقصد الروضة؟
- بمجرد دخول الطفل في البيئة المدرسية واحتكاكه بزملائه فانه يغلب تأثرهم ببعض ويظهر ذلك من خلال الرفض المفاجئ للغذاء بالمنزل او طلب غذاء اكثر شعبية!! وكلما تقدم الطفل بالسن زاد اهتمامه بالمال بغرض استهلاك المزيد من الوجبات السريعة او الاكل خارج المنزل وايضاً يزداد تأثره بنوع الغذاء الذي يقدم في بوفيه المدرسة او الذي يباع في التموينات او المطاعم والوجبات السريعة وغيرها..وبالتالي فانهم يتبنون منحى غذائيا بديلا ينتج عنه استهلاك انواع من الغذاء ذات قيمة غذائية مثيرة للتساؤل!!
* ماهي مميزات وخواص النمو في مرحلة ما قبل السن المدرسية؟
- يتميز النمو في هذه المرحلة بظواهر جسمية اهمها ان الجسم يصبح اقل امتلاءً وسمنة من مرحلة الرضاعة ويزول الشحم من حول الخصر فيبدو الطفل اطول ويقل حجم البطن وتطول الرقبة والذراعان والساقان ويكون حجم الرأس اصغر بالنسبة للجسم الكلي، ولكن بعض الامهات يقلقان على اولادهن ويتوهمن بأن اطفالهن اصبحوا ضعاف البنية وانهم لا يأكلون فعلى الام ان تتفهم هذا التغير الطبيعي وتدع القلق جانباً..ومن المميزات ايضا اكتساب الطفل المهارات التي تمنحه الاعتماد على النفس والاستقلال في الاكل ونشأة وتطور ما يفضله من طعام، كما يتعلم الطفل بهذه المرحلة التحكم في وظائف الجسم والتفاعل مع الآخرين والتصرف بسلوك اجتماعي مقبول..لذا تعتبر هذه المرحلة مهمة لغرس العادات السليمة والسلوك الحسن سواءً ما يتعلق بالتغذية او غيرها!!
* ما مقدار حاجة الطفل للكالسيوم واين يوجد؟
- تبلغ احتياجات الطفل اليومية حوالي 800-1000 مليجرام/يومياً وذلك لبناء الهيكل العظمي بالاضافة الى وظائف الجسم الحيوية الاخرى ويلزم وجود الفسفور وفيتامين (D) لامتصاص وتمثيل عنصر الكالسيوم في جسم الانسان والحليب ومشتقاته والسمك والخضروات الخضراء مصدر جيد للكالسيوم اما اللحوم فانها مصدر للفسفور ويوجد فيتامين (D) بالزبدة ومنتجات الحليب الاخرى والجزر والمشمش والخوخ ومعظم الفواكه الخضراء والصفراء.
* ماهو مقدار السعرات الحرارية بالنسبة للطفل؟
ان التوصيات المسموح بها من الطاقة بالنسبة للطفل من سنة الى ثلاث سنوات هي 102 كالوري لكل كيلو جرام من وزن الجسم، وبالنسبة للطفل من عمر 4-6 سنوات هي 90 كالوري لكل كيلو جرام من وزن الجسم والاغذية المناسبة لمد الجسم بالطاقة هي الحبوب ومنتجاتها مثل الارز والخبز والبسكوت وحبوب الافطار وكذلك الخضروات والفاكهة.
* ما مقدار حاجة الطفل للبروتين والدهون؟؟
- ان المخصص اليومي من البروتين للطفل الذي يتراوح عمره من سنة الى ثلاث سنوات هو 16 غراماً ويزيد الى 24 غراما في الفترة العمرية من 4-6 سنوات ويعتبر معدل النمو ونوعية البروتين الذي يتناوله الطفل من العوامل التي تحدد وتؤثر على احتياجات او متطلبات كل طفل واهم مصادر البروتين في غذاء الطفل الحليب، البيض، اللحوم والبقوليات، المطبوخة، اما بالنسبة للدهون فانه يستمر الاطفال في حاجة اليها بغذائهم كما كانت حاجتهم لها وهم رضع حيث يجب ان يكون 30-50% من الكالوري في صورة دهون، الا ان زيادة الدهن مثل شرب كميات كبيرة من اللبن كامل الدسم - قد يؤثر على شهية الطفل ويمنعه من تناول الاطعمة الاخرى لهذا يجب المحافظة على التوازن والتنوع في الوجبات.
* ماهي اهم العوامل التي تشجع الطفل على تكوين السلوك الغذائي الايجابي؟
- هناك عوامل كثير من اهمها:
1- تنويع مصادر الغذاء وتشجيع الطفل على الاختيارات المتعددة والمتنوعة واتاحة الفرصة للاطفال في المساهمة بشراء واعداد الغذاء.
2- السلوك الغذائي للاسرة خاصة عند اجتماعهم على مائدة الطعام فعادة ما يقلد الطفل من حوله في تقبلهم او عدم تقبلهم للاغذية.
3- الصحة العامة والمزاج النفسي للطفل لها علاقة اكيدة بالشهية الجيدة وتقبل الطعام لذا يجب مراعاة ان يكون الطفل في حالة من السعادة والبهجة اثناء الاكل وعدم استخدام الطعام او سفرته مصدرا للازعاج او القلق.
4- كمية الغذاء في الوجبة حيث وجد ان الكميات المناسبة من الغذاء والمتنوعة تشجع الطفل على تناول الطعام بينما تقديم الطعام بكميات كبيرة واجبار الطفل على تناولها تجعله شخصية رافضة للطعام وفي هذا تأكيد على النهي عن الاسراف والتبذير في هذا الخصوص.
5- الاكل كسلاح ضد الوالدين حيث يستخدم الطفل رفض الطعام كسلاح ضد الوالدين خاصة الام لذا يجب على الام ان تحرص تماماً على عدم وصول طفلها الى هذه المرحلة من السلوك حيث تصعب معالجتها.
6- السلوك الغذائي والاتجاهات حيث يتم تشجيع نواحي القوة في هذا السلوك عن طريق البيئة الاسرية والبيئة الاجتماعية والحضارية التي يعيش فيها الطفل وذلك لتكوين السلوك الايجابي الذي يعمل على رفع مستوى التغذية في المجتمع.
7- عدم استخدام الطعام كوسيلة للتشجيع والمكافأة او استعماله كوسيلة للعقاب كأن يقال مثلاً: اذا اكلت خضاراً فسوف اعطيك حلوى وبذلك توحي الام لطفلها ان طعم الخضار غير مقبول لذا سوف يكافأ على اكله بحلوى!! كما يجب الا يستخدم الطعام كوسيلة لمعايشة الحزن او الفرح لان ذلك ينمي عند الفرد هذا الاحساس فنجد الطفل في الكبر يلجأ الى الاكل كلما مر بضغوط او مؤثرات نفسية مختلفة.
|
|
|
|
|