| مقـالات
نخطئ أحياناً في صياغة ما نريد التعبير عنه أو طرحه كمقولة وثقنا بصحتها ولا نطيق مجرد مناقشتها من ذلك التأكيد على ان العاطفة بمنأى عن كثير من تصرفاتنا أو انها هي بالتحديد سبب موقف معين وبذلك نضع فاصلاً بينها وبين العقل رغم انهما يصدران عن جهاز متقارب ومتجاور في ذات الوقت بينما تثبت الأبحاث البيلوجية بأن لا شيء يصدر بمعزل عن ارادة العقل ولو بنسبة ضئيلة أحياناً عند فقد السيطرة على التصرفات والأفعال مثل تناول عقاقير أو مواد معينة تستخدم طبعاً في بعض الأغراض الطبية أي أن التصرف مرق دون استيفائه للتحكم ومشاورة من العقل لانشغاله في أمور أخرى بما في ذلك الغفلة التي تحتسب في عداد الأحلام.. وبعيداً عن فرويد وتخرصاته الانطباعية فإن العقل يبقى هو المهيمن على مشاعرنا بل ويتحكم في تصرفاتنا بما فيها ما يسيل من تدفق العاطفة أو تعبث به الأهواء الآنية التي هي وليدة لحظات خاطفة.. والارتباك الذي يؤدي إلى أفعال خاطئة هو من قبيل الغرر العقلي. وفي بعض الدول انشئت معاهد متخصصة لرصد انعكاسات العطاء العقلي من خلال الإشارات التي يتلقاها هذا الجهاز وروده عليها وهي من الأمور المعقدة جداً والتي يحتاج تحليلها إلى سنوات طويلة باعتبارها شفرات موغلة في العمق والدلالات البعيدة حتى في الاستيعاب لأول وهلة ولهذا يحرص الزعماء في العالم بأن يستدنوا منهم الفئات التي عرفت باللماحة وبعد النظر كمستشارين حتى تشاركهم الرأي في الأزمات وما أبغضها عليهم.
وتسمية الإنسان بالعاطفي تدعوه أحياناً إلى الضيق لكون المعنى ينسحب بعيداً عن القرار العقلي المتزن، بينما الشعراء وحدهم تفرحهم هذه التسمية لأنها تبعدهم عن التصنع والجفاف الشعوري فيما أزعم بأن العقل يكاد يكون هو المسيطر في الحالات السوية مع ان تدفق الشعر قد يأتي انفعالياً أي محتدماً مع التصور العقلي المتردد لأن البوح الشعوري بانفعالاته العاطفية يحاول ان يطيح بكل ما يحاول الوثوب في مجرى تدفقه، ولا غرو في تراشق الاتهام لأن طبيعة البشر السوية هي الموائمة بدافع عقلي أولاً وقبل كل شيء.
للمراسلة/ص.ب 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|