| العالم اليوم
الذين شاهدوا القصف الذي قامت به الدبابات الإسرائيلية للبنايات السكنية في أكثر من مدينة فلسطينية وبالذات لحي أبو سنينة في الخليل والحي الذي يضم مقار ودوائر السلطة الفلسطينية في رام الله في يوم الأرض.
أقول الذين شاهدوا ذلك القصف وكيف كان السكان وخاصة الأطفال يحاولون الاختباء من قذائف وشظايا «دانات» شارون وأشراره، يزهد في الكتابة، بعد أن عجزت كل الكلمات في لفت الأنظار لما يجري من قتل متعمد وإبادة مستمرة للفلسطينيين في حين يطالب الأمريكيون الفلسطينيين بوقف العنف..!
سبعة شهداء سقطوا في يوم الأرض، وأكثر من مائة جريح، واستعدادات عسكرية إسرائيلية لاقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية.. الشهداء يسقطون واحداً بعد الآخر.. وما زالت طلبات الأمريكيين تطالب الضحايا بوقف العنف..!!
الكتّاب يكتبون.. والقادة العرب يشجبون وينددون بالفيتو الأمريكي.. وفرنسا.. وشيراك رئيسها.. وروسيا وبوتن زعيمها.. والاتحاد الأوروبي بكل دوله.. الجميع يطالب بوقف استعمال إسرائيل «الزائد» للعنف.. ولا أحد يستجيب في تل أبيب.. لأن سادة البيت الأبيض راضون عما يفعله شارون وأشراره فإن عمليات قتل وإبادة الفلسطينيين ستستمر.. وقد تدخل قوات شارون المدن الفلسطينية المحررة وتحدث مأساة أكبر، فالأشرار مثل شارون لا يمكن أن يشبعوا من الدماء مهما سالت من أجساد الضحايا.. والضمائر الغائبة عن الوعي في واشنطن وغيرها من العواصم الغربية الصامتة حتى الآن باستثناء باريس وموسكو.. لا يمكن أن تستيقظ، فالدماء التي تسيل دماء عربية لا قيمة لها في حسابات واشنطن وتلك العواصم.. فالعرب اعتادوا الذبح ولا يهم أن تكون السكين بيد شارون أو غيره.
وطالما أهل الضحية لا يفعلون شيئاً سوى التنديد.. والصراخ فالذبح سيستمر.. والله المستعان.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|