|
| العالم اليوم
* بلغراد د.ب.أ:
ذكر راديو بلجراد امس أن الرئيس اليوغوسلافي المعزول سلوبودان ميلوسيفيتش قد استسلم أخيرا للسلطات الصربية بعد يوم كامل من حصار القوات الصربية الخاصة لمقر إقامته الرئاسي بقلب العاصمة بلجراد. وتمت عملية استسلام ميلوسيفيتش عقب قيام القوات الخاصة بعملية اقتحام جديدة للفيلا التي يقيم بها فجر امس والتي يبدو أنها تمت بنجاح هذه المرة لتنتهي بذلك المواجهة الطويلة بينها وبين طاقم حرسه الخاص.
وذكرت تقارير غير مؤكدة أنه تم بالفعل إيداع ميلوسيفيتش بالسجن المركزي في بلجراد، إلا أنه لم يصدر تأكيد رسمي بعد لذلك. وأضافت أنه تم سماع أصوات طلقات النيران قامت بعدها خمس أو ست عربات جيب بمغادرة مقر إقامة الرئيس اليوغوسلافي السابق والذي رفض الاستسلام لمدة 30 ساعة كاملة إلا أنه قرر تسليم نفسه طواعية.ويأتي استسلام ميلوسيفيتش قبل ساعتين فقط من انقضاء المهلة التي كانت قد حددتها واشنطن للسلطات اليوغوسلافية الجديدة لكي تنفذ عملية القبض على الرئيس اليوغوسلافي السابق تمهيدا لمثوله في نهاية المطاف أمام محكمة جرائم الحرب الدولية بلاهاي مقابل استمرار دعم واشنطن لبلجراد.
ويبدو أن ميلوسيفيتش قرر تسليم نفسه طواعية وفي هدوء الان عقب اقتناعه بضرورة ذلك من خلال جولة من المفاوضات المكثفة مع السلطات الصربية.وكانت القوات الصربية الخاصة قد أعدت العدة لتنفيذ عملية الاقتحام الجديدة لفيلا ميلوسيفيتش المحصنة لتقديمه للمحاكمة بتهم تتعلق بالفساد بينما يؤكد هو أن سجله نظيف منها تماما.
وقال مراسلون أنه تم سماع صوت خمسة أعيرة نارية خلال عملية إلقاء القبض على ميلوسيفيتش.
وكانت القوات الصربية قد حاولت مرتين أمس الاول تنفيذ عملية الاقتحام دون جدوى نتيجة مقاومة حرس الرئيس اليوغوسلافي السابق والذي يقال إن البعض من أفراد طاقمه من صفوف الجيش الموالي له وتم تبادل إطلاق النيران خلال تلك المحاولتين دون جدوى.
كما باءت المحاولة الاولى التي تم تنفيذها يوم «الجمعة» الماضي بالفشل أيضا خوفا من إراقة الدماء.وتمت عملية استسلام ميلوسيفيتش دون لجوء قوات مكافحة الشغب إلى تنفيذ عملية اقتحام جديدة للفيلا التي يقيم بها بعد أن قرر تسليم نفسه في هدوء لتنتهي بذلك المواجهة الطويلة بين تلك القوات الخاصة وبين طاقم حرسه الخاص.
واكدت السلطات الصربية عقب ذلك أنه تم إيداع الرئيس اليوغوسلافي المعزول بالفعل بالسجن المركزي في بلج هذا واكدت وقو ع اطلاق نار قامت به ابنة ميلو سيفيتش (ماريا) من داخل مقره الرئاسي ولكن تأكد فيما بعد عدم صحة هذا النبأ.
وكانت مصادر معارضة قد زعمت ان سبب اطلاق النار يرجع الى محولة من قوات الامن لاعتقال سياسية متطرفة تدعى سينيسا فوسيفيتش قامت بقيادة عملية المقاومة التي ابداها حرس ميلوسيفيتش داخل الفيلاالرئاسية خلال اليومين الماضيين .
هذاوذكرتقريرآخرأن مارياوزوجة ميلوسيفيتش مازالتا داخل الفيلاالرئاسية.ومن جانب اخر فقد عقد حزب صربيا الاشتراكي مؤتمرا صحفياامس وتؤكد السلطات الصربية أنها تشعر بالراحة لاعتقال الرئيس اليوغوسلافي السابق الذي اضطر إلى التنحي عن السلطة في تشرين أول/أكتوبر الماضي.
كما تؤكد أن اعتقال ميلوسيفيتش الان لا علاقة له برغبة الغرب الملحة في تقديمه لمحكمة جرائم الحرب الدولية وأنه سيتم تقديمه لمحكمة صربية بتهم تتعلق بالفساد.
ويتعين تعديل بنود الدستور اليوغوسلافي قبل تسليم ميلوسيفيتش.وبذلك يسدل الستار على حقبة ميلوسيفيتش الطويلة حيث استمر في حكم البلاد لحوالي 13 عاما تميزت بالتوتر في منطقة البلقان واندلاع أكثر من حرب عرقية تسبب فيها هناك مما دفع الغرب إلى شن حملته الجوية عبر منظمة حلف شمال الاطلنطي في ربيع عام 1999 لوقف حملة التطهير العرقي التي كان قد أمر بها في إقليم كوسوفو الصربي الجنوبي الذي تقطنه أغلبية من العرقيين الالبان.
وخلال فترة حكم ميلوسيفيتش تفتت الاتحاد اليوغوسلافي السابق حيث أصبح يقتصر الان على صربيا ومونتنيجرو (جمهورية الجبل الاسود) ذات التوجهات الغربية والنزعة الاستقلالية.
|
|
|
|
|
