| متابعة
* المهندسة سفانة العمير
كان الدين الإسلامي ولايزال أسرع الديانات انتشاراً في مشارق الأرض ومغاربها؛ ففي خلال قرن واحد من الزمان انتشر الإسلام غرباً عبر شمال افريقيا واسبانيا إلى المحيط الأطلسي، وشرقا حتى الصين لقد أعطت عملية التحام الثقافات والديانات المختلفة للنمط المعماري الإسلامي هويته المتميزة وجماله الاسطوري كما أنه من الواضح في أسلوب التصاميم الفنية المختلفة التي تمت ممارستها قدرة المسلمين على استيعاب ومتابعة التقاليد المحلية وتحديثها بكل نجاح مستخدمين النموذج والأيديولوجيا الإسلامية. لقد برز خلال حركة المعمار الإسلامي الكثير من الأعمال العظيمة التي اشتهرت بتصاميمها وتقنياتها وجمالها الذي لاينسى على سبيل المثال.
يعتبر جامع المتوكل بالله في سامراء، وقصر الحمراء في غرناطة وتاج محل في الهند امثلة لأعظم الإنجازات الباهرة التي تمت إلى الآن حيث ان تنوع وتباين تصاميمها والمواد التي ادخلت في بنائها ومواقعها ساعدت كلها في إضافة مساهمة جديرة بالاعتبار إلى المعمار الإسلامي والعالمي على حد سواء.
لقد تم بناء جامع المتوكل في بلدة سامراء في العراق عام 232ه وكان هذا الجامع يعتبر في يوم ما أكبر جامع في العالم الإسلامي يتمثل أعظم مظاهره الأخاذة في مئذنته الحلزونية مع درجاته الحلزونية الصاعدة والتي تصل إلى ارتفاع 55م ويقع الجامع تحت المنارة حيث تصل مساحته إلى 000. 30م2 ويستوعب 000 .100 مصل في آن واحد لقد شيد المبني من الآجر، ويتألف الجزء الداخلي من صفوف من الأعمدة التي يمكن ان تتوسع في أي اتجاه بحسب تزايد المصلين. لم يعد هذا الجامع العظيم مستخدما الآن ليؤدي الغرض الذي من أجله تم انشاؤه بل أضحى مجرد آثار داخل الصحراء.
أما قصر الحمراء فهو مثال العمارة الإسلامية المغاربية. بدأ العمل في بناء قلعة الحمراء عام 738ه حتى 792ه في غرناطة، اسبانيا خلال العهد الأموي في الأندلس تظهر المأثرة التي تضيفها المدينة المسورة إلى العمارة الإسلامية بادية في وحدة المناظر الطبيعية مع هندسة البناء حيث يمتزج الداخل والخارج معا بحيث يشكلان كيانا بديعا رائع المنظر إضافة إلى الماء الذي يتم جلبه عبر قنوات الري في شكل نوافير ويضم قصر الحمراء الأجنحة السكنية الملكية، ومجمعات البلاط، والحمام، والمسجد. تقع القلعة على ربوة تطل على مدينة غرناطة بحيث تشكل منظراً خلابا يجمع بين النوافير والباحات المرصوفة وبرك الماء العاكسة للضوء. وتجعل الزخارف الداخلية باستخدام اسلوب الحفر على الخشب والحجارة وانماط البلاط على الجدران والأسقف إلى جانب الأرضيات والتفاصيل المعقدة لكافة الأعمال من هذا القصر تجربة ساحرة وحالمة لزائره لن ينساها على الاطلاق.
لقد بني ضريح تاج محل بواسطة الامبراطور المغولي شاه جاهان كنصب تذكاري تخليداً لذكرى زوجته في عام 1039ه تقع هذه الأعجوبة التي تعتبر إحدى عجائب الدنيا في مدينة أجرا على ضفاف نهر بامونا، يتألف المجمع من البوابة الرئيسية، والمسجد، وبقية المنزل والحديقة، وضريح تاج محل. إن التناسق الدقيق للمبنى، والرخام الأبيض الذي يمتد في سائر انحاء المبنى وصورة المبنى المنعكسة على سطح الماء في بركة الحديقة الأمامية تترك انطباعاً في الذاكرة لاينسى أبدا يجمع هذا الأسلوب الفريد في البناء عناصر اسلوب المعمار الفارسي، والإسلامي ، والأوروبي، والآسيوي، حيث يظهر ذلك في التفاصيل الرائعة لكافة المجمع. وتعتبر فكرة تاج محل بمثابة احترام وتقدير للجمال وإعجاباً بأشعة الشمس التي تسطع عليه أو نور القمر الفضي الذي ينعكس منه. ويبقي هذا الصرح العتيد جزءاً هاما من العمارة الإسلامية وهدية للجنس البشري.
وهذه الأعمال المعمارية الثلاثة ليست إلا قليلاً من العمارة الإسلامية التي قدمتها الحضارة الاسلامية للعالم وبفضل أسلوب الأعمال الرائعة وجمالها الأخاذ ساهمت في تقدم المعمار في كثير من الأوجه بالفن المعماري.
|
|
|
|
|