| المجتمـع
تحقيق - فهد المطرفي:
اصبح خروج الموظفين من اعمالهم قبل نهاية وقت الدوام ظاهرة تعاني منها معظم الدوائر الحكومية وغير الحكومية وانتشار هذه الظاهرة لها دلالات خطيرة لعل اهمهما الاهمال والكسل وهذا يوضحه ما تفعله الاعداد الكبيرة من الموظفين الذين يحضرون الى العمل فقط للجلوس على المكاتب وقراءة الصحف و (دق الحنك) مع الزملاء الآخرين لو تغاضينا عن ذلك لا يمكننا ان نتغاضى عن خروج الموظف قبل نهاية الدوام الرسمي لأن العمل اولاً وآخراً هو التزام من الموظف منذ بداية الدوام وحتى نهايته ولكن الحاصل لدينا هو عدم الولاء للعمل الذي يقوم به الموظف فلا يكاد وقت الدوام يقترب من نهايته حتى تجد الموظفين وهم يتسابقون للخروج من العمل وما يحدث خلال ايام الاسبوع يهون، عما يحدث يوم الاربعاء، فمن يمر بالطرق السريعة داخل مدينة الرياض يشاهد اعداداً هائلة من الموظفين (الهاربين) من اعمالهم قبل نهاية وقت الدوام بثلاث ساعات تقريبا متجهين الى منازلهم هذا ما يحدث لدينا.
ولكن هل صحيح ان هذا الموضوع بدأ يشكل ظاهرة، واذا كان كذلك فكيف يمكن السيطرة عليه وماهي اهم الاعذار التي يتعذر بها الموظفون للخروج مبكراً من العمل وتساؤلات اخرى سنحاول بهذا التحقيق الاجابة عليها.
التوقيع علىالحضور والانصراف
البداية كانت مع الاستاذ فواز الجاسر مدير ادارة الموارد البشرية في شركة بي دي ام العالمية التابعة للقوات الجوية الذي تحدث عن انتشار هذا الامر فقال: يعتبر موضوع خروج الموظفين قبل نهاية وقت الدوام من الموضوعات الهامة التي نحاول السيطرة عليها رغم انها غير متفشية لدينا بتلك الدرجة التي تصبح فيها ظاهرة، وعن كيفية سيطرتهم على الوضع يقول الجاسر السيطرة على هذا الامر سهل، وذلك بوجود بيان التوقيع بالحضور والانصراف وبذلك نعرف من يبقى الى نهاية الدوام ومن ينصرف قبل نهاية الوقت الرسمي للدوام.
وبخصوص موضوع اكثر الاعذار التي يقدمها من يريد الخروج يضيف الجاسر ان الاسباب كثيرة ولكن اكثرها مراجعة المستشفيات والظروف العائلية والتظاهر بالمرض وغيرها.
ويضيف الجاسر ان اصحاب الاعذار الكاذبة معروفون وذلك من خلال ما نعرفه عنه من انضباطه في عمله وحضوره الدائم وعدم تغيبه وكذلك من خلال خبرتي الوظيفية وايضاً من خلال وجود التقارير الرسمية سواء الطبية اوغيرها.
ويضيف انه عندما يتكرر خروج الموظف اثناء الدوام فان هناك عدداً من الامور التي نعملها للحد من هذا الامر، واول هذه الامور هو التنبيه ثم الانذار الشفوي وبعد ذلك لفت نظر قوي واذا لم نجد نتيجة فإن الانذار الخطي يكون آخر مرحلة قبل الفصل من العمل.
نسمح لأصحاب الاعذار الواضحة فقط
من جهته يقول الاستاذ عبدالرحمن الحسيني نائب مدير ادارة الموارد البشرية ان بعض الموظفين لا يقدر مواقفنا له بالخروج من العمل اثناء الدوام ويذهب لقضاء مالديه من اعمال طارئة ولا يعود مرة اخرى الى العمل رغم انه يطلب ساعة او ساعتين.
ويضيف الحسيني الاصل لا يحق لأي موظف الخروج من العمل ولكن تقديرنا لما يستجد من ظروف خاصة بالموظف تجعلنا نسمح له احياناً ولكن ليس من المعقول ان يطلب الموظف الخروج بشكل يومي او بصورة اكثر من حاجته، لذلك لا يمكن لنا ان نسمح بخروج الموظف الا بوجود عذر واضح وصريح يلزمه بالخروج من العمل.
الامر يحتاج لوقفة صارمة
ويقول الموظف عبدالله الزهراني صحيح ان هذا الموضوع اصبح يشكل ظاهرة منتشرة ولكن ليس كل من يخرج من العمل مبكراً هو موظف عابث او غير ملتزم بل ان كثيراً من هؤلاء الموظفين تكون لديهم اسبابهم التي تحتم عليهم الخروج اثناء الدوام الرسمي لقضاء بعض الامور التي يكون بعضها طارئاً.
ولكن الذي يجب ان يقال هو ان بعضاً من هؤلاء الموظفين يكثرون من الاستئذان والخروج بشكل دائم اثناء العمل وهذا الامر يحتاج الى وقفة صارمة من المسؤولين عن الموظفين حتى لا يتطور الامر الى اكثر من ذلك، ويصبح صاحب العذر الشرعي يعامل مثل اصحاب الاعذار الواهية، والواقع ان المسألة برمتها تقع تحت مسؤولية المدير فبحسب قوة المدير وحسن تعامله وحزمه في بعض الاحيان يجعل هذه الظاهرة تنتهي ولكن ايضاً يجب ان يراعي المدير ان بعض الموظفين صادقون ولديهم اعذارهم ولكن ايضاً هناك موظفون ليس لديهم اعذار تسمح لم بالخروج من العمل.
أسباب الخروج
موظف آخر هو علي الاسمري يوضح اسباب خروج بعض الموظفين من العمل اثناء الدوام الرسمي فيقول هناك اسباب كثيرة تجعل بعضاً من الموظفين يضطر للخروج اثناء الدوام كمراجعة بعض المستشفيات سواء له شخصياً او لأحد افراد اسرته وكذلك هناك بعض الظروف العائلية التي تفرض على الموظف الخروج المبكر ولا يمكن ان ننسى ايضاً مراجعة الموظف لبعض المصالح الحكومية التي لا تعمل الا في وقت الصباح ولا تعمل في المساء فيضطر الموظف الى انهاء بعض معاملاته اثناء الوقت الذي يجب ا ن يكون فيه بعمله فيكون ملزماً بالاستئذان من مديره المباشر ومن ثم الذهاب وجهته التي يريد.
كما لا يجب الا ننسى بعض الاحداث المفاجئة التي تصل الى الموظف من اسرته وتحتم عليه الذهاب الى بيته لينظر ماذا حدث.
ولكن ورغم وجود العديد من الا سباب التي تجعل خروج الموظف من عمله امراً ضرورياً وجائزاً الا ان هناك بعضاً من الموظفين يشغلون مثل هذه الاسباب ليسمح لهم بالخروج اثناء الدوام فبعضهم يدعي المرض وبعضهم يصنطع الظروف وآخرون يتعذرون بأعذار واهية لا تمت للحقيقة بصلة.
أسباب اخرى لخروج الموظفين
من جانبه تحدث الموظف والم النايف عن اسباب اخرى قد تجعل الموظف يرغب في الخروج مبكراً من العمل وهي عدم وجود الحوافز التشجيعية التي ترغب الموظف بالعمل المتواصل وتحقيق النتائج المرجوة. كذلك عدم متابعة المدير الدائمة وتسيبه مع بعض الموظفين أيضاً قد يكون عدم وجود الاعمال التي ترغم الموظف على البقاء في عمله سبباً في خروجه من العمل، وبذلك نرى ان الاسباب كثيرة ومتنوعة، وهناك اسباب اخرى ايضاً ولكن المدير وحده هو من يستطيع تحديد مشروعية الاعذار او عدم مشروعيتها لذلك فالمدير عليه مسؤولية كبيرة وهو يعتبر ولي امر الجميع الموظفين وعليه ان يدير ادارته او مؤسسته بشكل سليم.
|
|
|
|
|