| مقـالات
اللقاء النسائي المهني الأول «واقع التحاق الفتاةالعربية بالتعليم المهني والتقني وسبل تحسينه» الذي نظمه مكتب التربية العربي لدول الخليج والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم واستضافته الرئاسة العامة لتعليم البنات يعد فرصة جيدة لتدارس الوضع المهني للفتاة العربية خاصة في هذا العصر المزدحم بتقنيات مختلفة ومهارات مهنية متعددة والتعليم المهني هو تدريب وتطوير لقدرات الشخص في مناح عملية مختلفة ويعني تزويد الفرد بمهارات يحتاجها شخصيا ويحتاج اليها المجتمع بشكل عام.
دول كثيرة لديها تنظيمات وتشريعات وموازنات وقوانين للتعليم المهني وتتبارى هذه الدول في توفير افضل السبل والطرائق والتقنيات والامكانيات للمحافظة على وضعها المهني والتقني والدفع به الى الأمام والابقاء عليه في وضع تنافسي.
ربما لم تأخذ الفتاة في عالمنا العربي نصيبها الكامل من هذا التعليم والتدريب مع وجود الفوارق والامكانات والفرص المتوفرة للمرأة من دولة عربية لأخرى. التعليم المهني هو ليس فقط تدريبا على صنعة او مهارة فقط وانما هو تخطيط وادارة وتدريب واقتصاد وقاعدة عريضة من التنظيمات والقوانين. ويعتمد نجاح التدريب المهني على هذه الأمور وغيرها الكثير فلا بد من وجود قاعدة تنظيمية قوية في النواحي المالية والتخطيطية والادارية والتدريبية يعتمد عليها التدريب والتعليم المهني خاصة المتعلق بالمرأة وينطلق منها.
والحاجة لتدريب الفتاة مهنيا وتقنيا حاجة ماضية وحاضرة ومستقبلية وهو عمل مستمر لا يقف عند نقطة معينة نظرا لانه يتطور ويتغير ويتجدد بشكل سريع ومستمر. لذلك فان هناك حاجة لمواكبة هذا التغير والتطور المهني والتقني السريع خاصة للفتاة العربية.
أتمنى ان يكون اللقاء الذي عقد حول تعليم الفتاة المهني قد خرج من الاطار والوضع التقليدي القديم الذي نعرفه وهو تزويد المرأة بمهارات الطبخ والتطريز والخياطة والتدبير وبالرغم من ان جميع هذه الأشياء مهمة ويجب تعلمها خاصة لبعض الفئات النسوية المتوسطة التعليم الا ان هناك أموراً كثيرة استجدت في هذا العصر وكلنا نعرفها.
وعلى سبيل المثال ففي المملكة العربية السعودية تقوم الرئاسة بتولي مهام تدريب المرأة المهني في مؤسساتها الرسمية كما ان هناك الكثير من المعاهد والمؤسسات الأهلية تقدم تدريبا مهنياً وتقنياًَ على الحاسبات الآلية والادارة والمحاسة وغيرها. كما تقدم الجامعات برامج مختلفة في المجال المهني للنساء ولكن هل خرج اللقاء المهني النسائي بتصورات جديدة تكون في مصلحة التعليم المهني والنساء ويضيف على ماهو موجود الآن ويتيح فرصا اكبر للفتاة السعودية لتتعلم وتتدرب مهنيا بما يوافق الشريعة الاسلامية والعادات الاجتماعية.
نتمنى ذلك بكل تأكيد خاصة في مثل هذه اللقاءات النسوية النادرة التي تجمع خبرات نسائية عربية كثيرة. ويبقى لدي تساؤلات اوجهها للمشاركين في هذا اللقاء الذي كان فرصة طيبة لتدارس وضع المرأة المهني التقني:
هل استعراض واقع التعليم المهني والتقني في كل دولة عربية وبمجرد سرد ما هو قائم يكفي لتحقيق الأهداف وتطوير التعليم المهني للفتاة؟.
هل وصلت الفتاة العربية في المجال المهني لما تطمح اليه الدول العربية وبما يماثل نظيراتها في دول اخرى وفي حدود الشريعة الاسلامية؟.
هل توصل المشاركون الى آليات لتدعيم الوضع المادي والمعنوي والاجتماعي للتعليم المهني للفتاة؟.
هل هناك تنسيق بين الدول العربية في مجال تعليم المرأة المهني؟.
هل تم استعراض ومناقشة أو إضافة مهارات جديدة ومناشط تدريبية مختلفة تتفق مع طبيعة العصر وحاجة المجتمعات العربية.
هل سيتم تبسيط وتخفيف شروط الالتحاق بالتعليم الفني للمرأة العربية لمن يضع شروطا للانضمام لهذا المجال.
هل وفرت الدول العربية فرص التعليم المهني لجميع النساء الراغبات فيه وفي كل مكان في كل دولة بحيث يصبح سهل الوصول والانضمام؟.
هل الامكانات المهنية والفنية والمالية والتدريبية والادارية والتخطيطية تؤهل وتمكن الفتاة العربية لامتلاك هذا النوع من التأهيل والتدريب والتعليم وتكون منافسة لغيرها من الفتيات في دول العالم وبما يناسب الشريعة الاسلامية؟.
هل ما تقدمه الرئاسة العامة لتعليم البنات في المجال المهني والتعليم الفني والتقني للفتاة يكفي لتحقيق طموحاتنا واهدافنا في هذا المجال؟.
أرجو ألا تؤخذ هذه النقاط على انها انتقاد للقاء انما هي تساؤلات نوجهها لمن شارك في هذا اللقاء حيث انها فرصة نادرة جمعت النساء العربيات لتدارس مسألة عصرية هامة خاصة وان هذه الأمور تأتي ضمن التعليم والتدريب المستمر.
وعلى الله الاتكال
* كلية التربية جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|