| العالم اليوم
لم يترك الأمريكيون وسيلة إلا وقاموا بها لوقف الانتفاضة الفلسطينية.
قبل الادارة الحالية قاد الرئيس السابق بيل كلنتون الجهود الامريكية لإجهاض الانتفاضة بتقديم «جزر طازج» للفلسطينيين من خلال مبادرته التي سوقها في كامب ديفيد وأكمل عرضها في شرم الشيخ... إلا ان الفلسطينيين لم يستسيغوا جزر كلنتون لأن باراك تأخر في تقديم الطبق للفلسطينيين، وعندما تأكد من ان حظه في الانتخابات سيكون مثل حظ إبليس في الجنة.. أراد ان يحصل على نصف «الجزر» من الفلسطينيين ليسوقوه انتخابياً بقبول ما يعرضه عليهم حتى يظهر كبطل للسلام.. وكأن عرفات مخرج افلام اعلانات وليس قائداً لثورة شعب..!!
المهم بعد فشل الأمريكيين في اغراء الفلسطينيين ب«جزر كلنتون» غيرت واشنطن استراتيجيتها لوأد الانتفاضة الفلسطينية مع مجيء الإدارة الامريكية الجديدة.. والرئيس جورج بوش الابن الذي تمناه كثير من العرب ليخيب آمالهم حتى الآن...!! فبوش الابن ليس كبوش الأب.. والذين يحيطون به لا يوجد بينهم واحد حتى الآن بجرأة وقوة جيمس بيكر.
المهم غير بوش الابن الاستراتيجية فاستبدل «جزر كلنتون» ب«عصا شارون» اذا استقبل من كان منبوذاً في واشنطن وان كان يستحيل على الامريكيين أن ينبذوا يهودياً طويلاً حتى وإن كان في قرارة أنفسهم ينبذون الكثير منهم..!!
مرة ثانية نقول المهم.. استقبل شارون واستمع إليه بأذان مفتوحة.. وخرج من البيت الابيض ليعود الى تل أبيب بعد ان حصل على «الضوء الأخضر» لتشغيل «العصا الاسرائيلية» لقمع الفلسطينيين... مع تعهد امريكي ب«حماية ظهره» سياسياً ودولياً.. فوضع «الفيتو» في خدمته إضافة الى ارهاب الفلسطينيين والعرب حتى يقبلوا بما يعرض عليهم من شارون..!!
أولى بدايات الضغط والترهيب وجهت لعرفات، في البداية طلب من عرفات عن طريق كولن باول ان يعلن رفضه للعنف.. ثم طلب منه أن يمنع العنف وأخيراً ظهر الرئيس بوش الابن شخصياً ليطلب وفي مؤتمر صحفي ان يشجب عرفات العنف... ويقوم باعتقال المسئولين عن تفجير العنف.. والمقصود بالعنف هذا طبعاً الانتفاضة...!!
وبما ان عرفات لم ترهبه «العصا » الامريكية التي اوكلت استعمالها لشارون، فان الامريكيين يحاولون ان يستثمروا زيارتي الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن حسين لواشنطن لإقناعهما حتى يقوما بالضغط على القيادة الفلسطينية لكي توقف الانتفاضة، وقد بدأت الاوساط السياسية وبعض مسئولي الادارة الامريكية يتحدثون عن هذا التوجه دون اي خجل ومنهم ادوارد ووكر مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الاوسط الذي طالب الرئيس مبارك بإعادة السفير المصري الى تل ابيب... وأن يوقف حملة الصحف المصرية على اسرائيل .... و.... و...
الحملة التي بدأت توجه لمصر وللرئيس حسني مبارك بدأت وقبل ان تقلع طائرته من القاهرة، فقد زعم راديو اسرائيل ان الرئيس حسني مبارك أبلغ عن عزم اسرائيل الاغارة على مواقع القوة 17 «حرس الرئيس عرفات»... وهدف إسرائيل التي تروّج لهذه الكذبة عن طريق اذاعتها الرسمية لايخفى على كل عاقل، إذ لا يمكن لاسرائيل ان تبلغ رئيس عربي بنيتها تنفيذ عدوان على موقع عربي فكيف إذا كان هذا الرئيس مبارك... والموقع... يخص حرس عرفات..!!
كذبة لا يمكن لأحد أن يبتلعها.. ولكن هدفها واضح ومعروف.. ايجاد بلبلة.. وشرخ في العلاقات العربية العربية التي بدأت بوادر عافيتها تهل... كما أنها تتوافق مع حملة الإرهاب والترهيب ضد العرب والفلسطينيين جميعاً.. ليوقفوا الانتفاضة.. وكأن القادة العرب يمتلكون زراً كهربائياً لوقف هذه الانتفاضة التي صعقت إسرائيل... ومن يدعم إسرائيل.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|