| وَرّاق الجزيرة
كنت أتصفح بعض الوثائق فعثرت على وثيقة تخص بلد الفرعة بالوشم كاتبها الشيخ ابراهيم بن صالح بن عيسى )12701343ه( ونقلها من خطة الشيخ عبدالعزيز بن عامر )12591357ه( وقد لفت انتباهي محتواها المتضمن أمرين هما:
الأول تعداد الدور واسم أصحابها.
الثاني: تحديد الصبرة على كل دار بالجديدة العملة القديمة آنذاك.
فعلى الرغم من حداثة كتابتها فهي تعني شيئا قديما بعض الشيء فقد أوضحت كثيرا من الدور في بلد الفرعة وبينت لمن تعود كل دار وحددت مقدار صبرة كل دار بتلك العملة. ومن هذه الدور:
دار محمد بن موسى جديدة، ودار ابن فارس جديدة، ودار ابن جبر جديدة، ودار ابراهيم بن عبيد جديدة، ودار ابن جبرين جديدة، ودار بن عبيد الذي تحت قهوة عبدالرحمن جديدة، وقهوة عبدالرحمن نصف جديدة، ودار القصير الذي في مهارش هي وبرجها نصف جديدة.. الى آخر الوثيقة التي عددت ستة وأربعين دارا وحوشا.
هذه الدور التي عددتها الوثيقة بعض مساكن بلد الفرعة التي أقيمت في نهاية القرن الحادي عشر وأول الثاني عشر والمعروفة في الوقت الحاضر بسوق العبدان )سكة الصويلح والعبدالكريم( وسوق الشقارى )سكة الشقارى( وقسم من الدور الواقعة في السوق المتجه لسوق العقيدة. وهذه الأسواق الثلاثة تقع في الشمال الغربي لمساحة الأرض التي أحيطت بسور في عهد ابراهيم بن حسين الناصري.
ويبدو والله أعلم أن فرض هذه الصبرة عائد لأحد سببين أو كليهما وهما:
1 أن تكون المساحة التي أقيمت عليها تلك الدور كانت مملوكة للسكان القدماء وقد فرضت تلك الصبرة كتعويض لهم.
2 أو أن يكون فرض الصبرة مقابل منافع يستفيد منها صاحب الدار كتوجيه مياه الأمطار والمياه والمنافع الأخرى الى الطرف الآخر.
وتكمن أهمية هذه الوثيقة في اختصاصها ببلد الفرعة وسكانها إذ أوضحت بعضا من سكان البلدة من لا يعرف في الوقت الحاضر. كما أنها شبه موثقة من الشيخ علي بن عبدالله العيسى رحمه الله الذي رأى في فتواه ان من عنده جديد يلزمه دفع بدلها ثمن ريال وعلل ان الريال وزن ثمان جدد. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.
* باحث في التاريخ والأنساب الرياض
|
|
|
|
|