| مدارات شعبية
الغالبية من الذين حاولوا تعريف الشعر سبقوا تعريفاتهم تلك بتحفظات توحي بصعوبة وضع تعريف له وكأني بهم يسلمون مسبقا بأن ايراد تعريف جامع مانع للشعر غير ممكن. فالاقدمون من العرب يقولون بأن الشعر هو الكلام الموزون المقفى ويأخذ عليه ابن قصورة ويعرف الشعر بأنه الكلام البليغ المبني على الاستعارة والاوصاف المفصل باجزائه المتفقة في الوزن والروي المستقل كل بيت منه بغرضه ومقصده عما قبله، الجاري على اساليب مخصوصة. ولقد قال القدماء من الافرنج ما يشابه ما قاله العرب فالنقاد والكتاب الغربيون ساروا على منوال الاقدمين من العرب فقال رسكن: ان الشعر هو ابراز العواطف النبيلة بطريق الخيال ويقول انه فيضان من شعور قوي نبع من عواطف تجمعت في هدوء واما )ورد زورث( فيعرفه على انه هو الحق ينقله الشعور حيا الى القلب. لكن من المسلم به عند العرب والافرنج على حد سواء هو تمييز الشعر عن النثر في شكله ومبناه وان اختلط عند الغالبية في جوهره ومعناه. اذن فالشعر عند الاقدمين كلام موزون مقفى زاد عليه المحدثون الذين نسمح لانفسنا ان نسميهم اتباع الكلاسيكية الجديدة في الادب العربي شرطا اضافيا الى الوزن والقافية وهو اتصاله بالشعور او مخاطبته للمشاعر لكن اختلفوا او لم يختلفوا في تعريفه فهو ثوب جميل نعشقه في صدقه وكذبه، نلبسه او لا نلبسه نعطي به التصوير والتعبير لنزرع من حياتنا ربيع الحس والبهاء وندفن فيه حرارة الحزن والكآبة.
عبدالعزيز محمد الدهيليس بريدة
|
|
|
|
|