| الريـاضيـة
بعد عطاء تجاوز الثلاثين عاما في الاتحاد السعودي لكرة القدم ترجل الفارس الهمام ورجل كل المهام الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن دهام. وكم سيكون الفراغ الذي خلفه "أبو عزوز" كبيرا.. وكم ستكون المهام والمسؤوليات جساما على خلفه "أعانه الله".
فالدهام لم يكن موظفا بيروقراطياً يحضر الى مقر عمله في السابعة والنصف صباحا ويغادره الثانية والنصف ظهرا. بل كان هو القلب النابض والدينمو المحرك في الاتحاد. كان مجموعة مسؤولين في مسؤول ومجموعة موظفين في موظف.
لم يعرف للحياة الخاصة طعما ولا لونا. نذر نفسه لخدمة الوطن في كل موقع وكل زمان فحظي بتقدير المسؤولين ونال ثقتهم الغالية وكان سمو فقيد الأمة فيصل بن فهد يرحمه الله يعهد إليه بالمهام الجسام ويجد فيه خير من يترجم توجيهاته وكان يرحمه الله يتعامل معه بقاعدة أرسل حكيماً ولا توصه.وكذلك فعل معه سلطان بن فهد.
كان عبدالرحمن بن دهام قويا بإخلاصه في عمله وقويا بثقة المسؤولين فيه وقويا بأمانته في القيام بمسؤولياته فرغم حساسية موقعه وحراجة التعامل مع كثيرمن الأطراف التي يتعامل معها فإنه لم يتعامل بمجاملة أو مداراة مع أحد على حساب العمل وأمانته وأنظمتة. وربما هذا ما جعل البعض يتصادم معه أو يأخذ على خاطره منه لكن سرعان ما يتراجع ليقينه أن أبا عزيز على حق بعدل الأنظمة واللوائح وأمانة التطبيق.
لقد كان أكثر من يحترمه ويقدره هم من يختلفون معه.
وإذا كنا سنفتقد ابن دهام كمسؤول في اتحاد كرة القدم وفي مركز كان فيه أبو عزيز ملء السمع والبصر، فإن عقولنا وقلوبنا لن تفتقد هذا الرجل النادر الذي سيبقى يحتل حيزا واسعا ومكانة أثيرة في قلوبنا جميعا كرياضيين.
ولكننا بالفعل سنفتقد الدهام الذي تعودنا ملاحقته مع إطلالة كل موسم كروي وتعودنا منافحته ومحاماته عن الحكام، سنفتقده عندما نرى أي خطأ فني أو احتجاج لفريق، سنفتقده عند أي تتويج أو مراسم ختام.
لقد تعودنا ان نرى هذا الرجل فوق عشب كل ملعب وتحت سقف كل صالة مغلقة.
لقد ترجل "الرجال" وليس الرجل.. و "المسؤولون" وليس المسؤول عبدالرحمن الدهام من موقعه الهام والبارز في أمانة اتحاد القدم وعزاؤنا أنه ما زال يعيش بيننا بشحمه ولحمه وأنفاسه متعه الله بطول العمر وأفاض عليه من نعمه التي لا تحصى.
وسنبقى مقصرين مع هذا الرجل مهما تحدثنا وكتبنا فمسيرة الأربعين عاما من العطاء لا يمكن اختزالها في دقائق قليلة وسطور متواضعة، إنها رحلة وفاء وشموخ لهذا الرجل الوطني الغيور إنك فارس يا أبا عزوز نراك تترجل من صهوة جوادك مرفوع الهامة شامخ القامة.. فلك من الجميع كل حب وتقدير وإجلال.
|
|
|
|
|