| محليــات
** قرأت قبل أيام.. محاضرة قيمة جداً.. لسماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ عن الغش والغشاشين. وكانت المحاضرة.. شاملة وافية تحدث فيها سماحته عن أصناف من الغش وحكم الشرع فيها..
** وبعد أن قرأت هذه المحاضرة التي اخذت صفحتين في احدى المجلات.. تذكرت أصنافاً أخرى للغش.. يمارسها البعض في غياب من الضمير والمبدأ والخلق.. ويؤطرها عدم الخوف من الله..
** نحن نعرف ان الغش قد يقع في سوق الخضار.. أو يقع في أسواق التمور.. وقد تشتري صندوق فاكهة أسفله كله خربان..
** وقد تشتري «تنكة» سكري نصفها الأسفل كله أسود.
** لكن أن يصل الغش الى أمور خطيرة تهدد حياة الناس.. ويكون مخططاً له.. ويتفنن فيه الغشاشون بطريقة خبيثة.. فهذا هو محل التساؤل.
** هل تصدقون أن تلك الخردات التي تملأ الشوارع وكلها مهلهلة وفاسدة ولا يمكن ان تصل قيمة إحداهن لخمسمائة ريال.
هل تصدقون أن هذه الخردات تجتاز الفحص الدوري بكل تفوق مع أنها لا تحمل أي شيء صالح؟
** هل تصدقون ان هذه الخردة التي تملأ الشوارع بدخانها.. تملأ الدنيا ضجيجاً و«قربعة».. وإذا شاهدتها تبتعد عنها مسافة.. و«تطق اللطمة» هل تصدق أنها تتساوى مع سيارة تساوي نصف مليون ريال في الفحص الدوري؟
** ولكن.. كيف تجتاز الفحص؟
** المسألة ليست معقدة.. وكل ما في الأمر ان هناك عمالة وافدة مهمتها انجاحك.. مثلما يغششون تلميذاً بليداً في الامتحان.. فيحصل على المركز الأول.
** هؤلاء العمال الذين يتفنون في الغش والخداع بكل أحكامه.. يبدأون من العادم «الشكمان» الذي تحول الى أسود.. فيدخلون فيه «خيشة» مبللة بالماء ليتحول الى أبيض لامع... ثم يضعون «خيشة» اخرى مبللة بالماء وسط العادم «الكنداسة»
** أما المكينة.. فيقومون باغلاق بعض «البلوف» حتى لا يخرج دخان ساعة الفحص.. وهكذا سائر المشكلات الأخرى.. لديهم لها ألف حل وحل.. ولهذا.. تجتاز هذه الخردة.. الفحص بكل كفاءة.. وتحصل على شهادة النجاح.. مع أنها لا تصلح لأي شيء.. ولا حتى «وِقِرْ» لدى الفلاحين.
** أما لو كان لديك مشكلة.. في الكفرات.. فهناك أناس مهمتهم «تأجير» الكفرات بكل جنوطها.. وجاهزة للتركيب خلال نصف دقيقة..
ويأخذون كفرك «الْمِنْسَحِلْ» ويركبون لك كفراً جيداً.. ومدة التأجير محدودة.. والسعر معروف.. وما عليك سوى أن تفحص بهذا الكفر المستأجر ثم تعيده بعد ان تحدى الفحص وعاد بكل كفاءة.. وتأخذ كفرك «المنسحل» وعادة ما يستخدم هذه الحيلة إلا أصحاب الشاحنات الكبيرة لأن قيمة الكفر تتجاوز الألفي ريال.. وقيمة التأجير لا تتعدى خمسين ريالا للكفر الواحد.
** أما الصحة والسلامة والمبدأ والاخلاق.. فهو شيء معدوم عند هؤلاء.. ولا يفكرون فيه حتى مجرد تفكير.
** الأنظمة واللوائح..ومنها الفحص.. وُضعت من أجل سلامة هؤلاء أولاً.. لأنهم هم الذين سيركبون المركبة المغشوشة.. وهم الذين سينكوون بنارها فيما لو حصل مكروه.. ولكن المشكلة في عقول هؤلاء..
** مشكلة هؤلاء.. أنهم يعتقدون ان هذا النظام «نظام الفحص» هو مجرد نظام روتيني لا قيمة له.. وقد لا يدركون انه وضع لحمايتهم وسلامتهم.. ولتحذيرهم.. ابتداء من أي خطر محتمل قد يقع في أي لحظة.
** إن أبطال هذه الطرق المعوجة من الغش الاحترافي.. هم من الاجانب «العمالة الوافدة السائبة» و«جلد مهوب جلدك جِرَّه على الشوك».
|
|
|
|
|