يقول الشاعر احمد شوقي في همزيته التي امتدح سيدنا ونبينا محمداً بن عبدالله صلى الله عليه وسلم:
الاشتراكيون أنت أمامهم
لولا دعاوى القوم والغلواء
ومفهوم القول في البيت الأول ربما فسره اهل الأهواء بما لم يكن يقصده الشاعر لأن هناك اشتراكية واشتراكيين يدعون لها ويرفعون اعلامها وهي كما نعرفها مذهب شيوعي بعيد عن الإسلام بل هو من ألد أعداء الإسلام واقبح خصومه.
وخوفا من ان يفسر البيت بأن الاشتراكية الشيوعية قائمة على مبدأ من التشريع الإسلامي والسنة المحمدية أو أن يلج في فهمه الجهلة الذين لا يميزون بين الاشتراكية من حيث المفهوم اللغوي لها وواقعها كمذهب فاسد أقل ما في فساده عدم حماية ملكية الفرد أو تحريم ماله على نفسه فضلا عن كبت حريته وعدم التصرف في نفسه.. فإن تجنب الاستشهاد به في عصرنا هذا الذي تموج فيه الفلسفات والتحليلات الخاضعة للشهوات العقدية التي تناهض الإسلام يعد أمرا مستحسنا أقول وجهة النظر هذه بعد ما قرأت البيت المذكور ضمن موضوع نشرته جريدة الرياض في عددها 8676 الخميس 23 رمضان سنة 1412ه تحت عنوان «الزكاة والصدقة» للأستاذ الأديب الدكتور/ محمد بن سعد بن حسين ورغم انه قد نبّه إلى سوء تفسيره واستدرك ذلك بقوله: وقد جهل قوم فقالوا ان شوقيا قد أخطأ في هذا القول حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم إماما للاشتراكيين وهذا فهم سيئ خاطىء ينفيه الشطر الثاني من البيت الأول وكذلك البيت الثاني جميعه وإلا فما هو عمل لولا وانا أقول البعد عن الشر أولى ونحن في غنى عن الاستشهاد بأي قول تدور حوله شبهة تحمل المغرضين على تفسيره بما لا يعنيه قائله حتى لا ندخل في جدل طويل نكون نحن الذين هيأنا الظرف لوجوده.
أخيرا يحسن بي ان اختم هذا التعليق البسيط بأبيات من تلك الهمزية لتكون مسك الختام وكيف لا تكون مسكا ختاميا وهي مديحة رائعة في افضل من صلى وصام.. يقول شوقي في تلك القصيدة التي تبلغ 130 بيتا تقريبا..
لي في مديحك يا رسول عرائس
تيمن فيك وشاقهن جلاء
هن الحسان فإن قبلت تكرما
فمهورهن شفاعة حسناء
انت الذي نظم البرية دينُه
ماذا يقول وينظم الشعراء
المصلحون أصابع جُمعت يدا
هي انت بل انت اليد البيضاء
ومنها قوله:
ظلموا شريعتك التي نلنا بها
ما لم ينل في روقة الفقهاء
مشت الحضارة في سناها واهتدى
في الدين والدنيا بها السعداء
ويبقى القول بأن شوقياً قد أفرغ في هذه القصيدة مشاعره الإسلامية بدليل أنه يُستشهد بكثير من أبياتها فيما يكتب من موضوعات اسلامية.