| المجتمـع
* تحقيق إبراهيم الدهيش:
في مثل هذه الأيام من كل عام يتم تلقيح او تأبير النخيل بعد "الفلق" وهو خروج العذوق من اكمامها "الكافور" وذلك بنزع "الكافور" عن العذق ووضع شماريخ اللقاح التي تؤخذ من "الفحال" وهو ذكر النخل، حول تلك العملية وما يتبعها حدثنا سليمان بن محمد المجلي احد الخبراء في هذا المجال صاحب مزرعة حيث قال: يسبق عملية اللقاح عمليات "الجرد" او التقليم أو التنظيف وعزق الأرض وإضافة السماد، اما بخصوص اللقاح فيفضل التبكير به وان تأخر بعض الأيام فلا بأس لكن في ايام "الحميم" وهي الأيام الأخيرة من الفلق يجب عدم التأخير او التبكير في ذلك.
وعن عملية اللقاح وكيف تتم اوضح قائلا: أثناء التلقيح تؤخذ شماريخ "الفحال" وهو الذكر وهو الذي يتوجب فيه طول الشمراخ ما امكن بالإضافة إلى وفرة الطحين وتتحدد كمية وعدد من الشماريخ حسب نوعية النخلة على اعتبار ان هناك نوعيات من النخيل تحتاج إلى زيادة في كمية اللقاح ونسميها "الشرهة" وبعضها الآخر "قنوع" ويُعرف ذلك لمن لا يعرف النخل بنوعية العذق لذا نجد بعض النخيل تحتاج بالإضافة إلى اللقاح إلى من يضربها "بالصرار" وهو عبارة عن قطعة من القماش يوضع داخلها كمية من طحين اللقاح والبعض الآخر يحتاج إلى تغطيته بعد تلقيحه بالليف أو الورق حتى يحتفظ باللقاح مدة أطول وبعضها لا يحتاج هذا ولا ذاك وانما للقاح الخفيف وقلة اللقاح يتسبب في فساد الثمرة وهو ما يسمى "بالشيص" ويفضل اللقاح الجديد، اما القديم او المعتق كما يسميه البعض ففي الغالب يكون حاراً.
وعن كيفية العملية يقول: توضع شماريخ الفحال داخل العذق رؤوسها إلى أعلى والبعض الآخر إلى الأسفل ليصل اللقاح إلى كل العذق وبعد ذلك يتم ربطها بالخوص وأثناء عملية التلقيح يفضل قص شماريخ العذق إذا كانت طويلة ما يعاد قبضة اليد كما يفضل خلع أو قص بعض العذوق إذا كانت كثيرة للتخفيف عن النخلة ولضمان جودة الثمرة وكبرها خاصة الصيفي منها وليست "المبكرة"، وبعد هذه العملية علينا بالاقتصاد في المياه "الري" وخاصة في فصل الشتاء حتى اكتمال الثمر واستدارته في العذق، ولا أنسى ان انبه على شيء مهم ألا وهو انه لا يفضل التلقيح اثناء نزول المطر مباشرة ولا أثناء هبوب العواصف والرياح.
وبعد استدارة الثمرة يقول: علينا بفك الخوص عن اللقاح وربط العذق من أسفل الثمرة وهو ما يُعرف ب"التحجيل" ومن ثم وضعه على "العسيب" حفاظاً عليه من الكسر، وهناك من يفضل عزق الحوض وإضافة السماد والري حتى بعد استدارة الثمرة بُغية الحصول على ثمر كبير وغير ناشف ومليء ب"الدبس".
وعن "الخراف" او جني الثمار قال: هناك نوعيات من النخيل لا تحتاج إلى "خراف" وانما تحتاج إلى "صرام" وهو نزع العذق كاملاً بعد النضج تماماً مثل الصقعي، الخلاص، الخضري، والسكري، والبعض الآخر يحتاج إلى مباشرة الخراف مثل المقفزي، الدخيني، السلج والحلوة ويستحسن اثناء الخراف عدم تقليب الشماريخ لأن هذا يصيب النخلة ب"الهضاب" وفساد الثمر وتساقطه.
أما عن عذوق اللقاح فحدثنا قائلاً: يتم خلعها من الفحال بعد الفلق طبعاً، ومن ثم تشريحها إلى عدة أجزاء وتعليقها في مكان "ذاري" عن الهواء وتقلبات الجو لضمان بقاء الطحين وعدم تسربه فيما يُعرف "فورانه".
ومن يقوم بعمليات التلقيح هذه قال: للأسف ان من يقوم بهذه العملية هم من العمال والمقيمين بعد ان تعلموا هنا وهناك منهم من يزداد دخله هذه الأيام وتتحسن احواله ومع هذا الله يرزقهم مادمنا آثرنا الكسل والخمول.
|
|
|
|
|