| مقـالات
هذا الاجتياح الجريمي والتمثل في الأحداث الدامية في مختلف أقطار العالم ماذا يدل. أليس من الخلل والظلم وعدم الاستقرار العائلي )الخيانة الطلاق( هذا بالفعل هو الانطباع المبدئي للشكوى العارمة التي جعلت المسرح ينتقل ما بين مجتمعات ميسورة غنية وأخرى فقيرة معدمة.
وإلا من كان يتوقع بأن صبيا في عمر الورود في مجتمع مرفه يسيطر على سلاح الجريمة ثم تقوده قدماه بالسلاح الناري لكي يشهره ويطلقه عشوائياً على أصدقائه من الطلبة في المدرسة التي يتعلم فيها؟ هل هو جائع؟ كلا بالتأكيد؟ هل بسبب تناول مواد مخدرة ليس مؤكداً. إنما العلة في هذا المحيط العدواني.. المحيط الذي تعكسه الأعمال الفنية بشكل أو بآخر. رغم انحسارموجة التفرقة العنصرية فهي ما زالت موجودة في أعماق سلالة ذلك الفرد المغامر الذي هرب من أوروبا بعد ارتكاب جريمة من نوع ما وجاء يلوذ في هذه القارة البكر بسكانها الأصليين البسطاء الذين لم تبلغهم تباشير المدنية بما تحمله من مضامين معتمة فعاشوا على فطرتهم في جهل متوارث، فجاءت هذه الأقوام المغامرة من كل مجتمع متنافر لتتحد في مقاتلة شعب بسيط يعيش على تربية الحيوانات السائمة فرفعوا في وجوههم سلاح البطش والتقتيل لطردهم من أراضيهم ومصادرة أملاكهم بعد التنكيل البشع بأفرادهم حتى تم لهم ما أرادوا من السيطرة وخضوع الآخر الى حكمهم الجائر ثم التفتوا الى هذا الجنس الملون فاحتقروه لأنه خاضع لجبروتهم فنالوا منه احتقارا وازدراء حتى ترفعوا عن مخاطبته أو الجلوس معه.
ولسنا نريد ان نطرح تاريخ هذه الدولة المتعجرفة لأنه سجل بشع مهما ارتفعت مكانتها عالميا إنما اردنا فقط العودة الى منابع هذا الشعب منذ مئات السنين والذي ما زال يحن الى تلك الأصول الدامية في اختياراته الفنية ووسائل الحقد الصهيونية المسيطرة وعلاقاته المتشابكة التي تركز على الجريمة اقتصاديا وسياسيا مع شعوب الأرض الضعيفة.. وهو بعقلية الأغنياء يتصرف من وحي السيد المطاع للقوة التي ترفده فتغطي على أخطائه أو تخفف منها فلا تبدي بشاعتها وغطرستها. فالظلم من خلال هذا الذي ذكرناه بارز السمات متغلغل في الأعماق انتقل بالوراثة من الأحفاد إلى الأبناء وما زالوا يتصورون بأن كل شيء يمكن الحصول عليه بالسلاح القاتل كطبيعة الكاوبوي عوضا عن الحوار والنقاش.. وهو اتجاه أفرزه هذا المد الإعلامي المخل بالسلوك والطبيعة البشرية. وهناك أمثلة كثيرة في جميع المجتمعات توضح خيبة الأفراد حتى في محيط الأسرة من الانضواء تحت مظلة العدل. والوقائع اليومية تعطي الدليل تلو الآخر بأن القوة مادية أو معنوية هي التي تسود اليوم وتبسط ظلها في نهاية المطاف مهما افتقرت الى العدل والمساواة بين البشر. وما لم يتحقق المساواة والعدل وأخذ كل فرد النصيب الذي يستحقه سوف تبقى جمرات الجريمة تحت الرماد تتحين الفرصة لتنفجر وهي مسؤولية كل راع عن رعيته وقائد نحو مجتمعه فإذا لم يكن هو القدوة في احلال العدل واعطاء الحقوق انتفى أي وازع واستمرت الغيوم متلبدة حتى تبهت الابتسامة لتغدو تكشيرة مخادعة فاللهم ارحم عبادك من هذا الوضع المهين و مكن العقل والوئام بأن يسود في آفاق البشرية وليس من سبيل الى ذلك سوى رحمتك التي وسعت كل شيء وسبحان القائل «إذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمّرناها تدميراً».
ص.ب: 6324 الرياض: 11442
|
|
|
|
|