| مقـالات
*قبس:
«العدالة دون القوة عاجزة، والقوة دون عدالة طاغية»
«حكمة عالمية»
***
طبقاً للأرقام التي توردها احصائيات الامم المتحدة، فقد زاد عدد الجرائم التي ابلغ عنها خلال عشر سنوات على نطاق العالم بنسبة 5% في السنة، وهذا أعلى من مستوى الزيادة في السكان.
المعدل مخيف والمجتمعات الانسانية في تحرك دائم لمكافحة الجريمة.
وقد كنت لفترة من الوقت مضت احاول البحث في اسباب العنف في المجتمعات العربية، واتطلع باعجاب الى عودة الغرب الى الاعتراف بأهمية الدين في تكوين مرجعية ثابتة للانسان في المجتمع وحدث ان تفاجأنا جميعا بحادثة اغتيال الاعلامية هداية السالم وحينها لم استطع الكتابة في هذا الموضوع وظللت طوال الاسبوع الماضي ارصد انطباعات وردود الفعل الاعلامية تجاه حادثة اغتيال الانسانة هداية السالم.. كنت اريد ان اعرف من الذي قتل تلك المرأة؟
القضية ليست في البحث عن هوية الانسان الذي استعمل اداة القتل لكنها الفكرة التي سيطرت على انسان ما ليتحول من انسان كرمه الله بالعقل الى انسان يستعمل ادوات من حياة الغاب.
كيف استطاع انسان يعمل في جهاز يعاقب المخالفين لقانون المجتمع ان يرتكب ذات العمل المشين.. انسان مدرك للعقوبة كيف بالامكان ان يرتكب سلوك القتل.. الفعل المخالف لنظام المجتمع الانساني وقبل كل شيء مخالف للاسلام؟
العنف الموجود في المجتمعات الانسانية بشكل عام مسؤولية من؟
العنف كما يعرفه العلماء هو استجابة سلوكية تتميز بصيغة انفعالية شديدة قد تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والفكر.ويرى العلماء ان العنف سلوك عدواني او هو وليد الشعور بالعداوة، قد يوجه ضد الطبيعة او يوجه من افراد الى افراد او من افراد الى جماعات منتظمة او من جماعات منتظمة الى جماعات اخرى منتظمة.
هذا التعريف يجعلنا نفهم كيف ان رجلاً ينتمي الى جهاز امني في المجتمع يقوم بارتكاب جريمة ما فالعنف لايمكن ان يكون وليد لحظة ما بل هو سلوك بمعنى ان تكوينه جاء من بيئة زرعت بذوره ومن هنا فهي العامل الاساسي في ارتكاب الجريمة وقد اشارت دراسة حديثة اجريت بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس الى صعوبة الفصل بين السمات النفسية والشخصية للمجرم والبيئة التي نشأ فيها.
ان دور البيئة جد خطير وتحديداً البيئة الاولية التي هي الاسرة ولا ابرئ العوامل الاخرى كوسائل الاعلام والاصدقاء.
ان انهاء حياة انسان قسراً مسألة ليست هينة فالحياة والموت ضمن ارادة الله وحده وعلينا ان نلتفت كمجتمعات عربية الى انتشار العنف في ظل متغيرات العصر الحديث.. علينا ان نبحث في تكوين الاسرة والمؤسسات الاجتماعية لنضع ايدينا على الجرح فنعالجه افضل من تكبيته او هدهدته!!.
|
|
|
|
|