| مقـالات
لو انك خرجت في عطلة نهاية الاسبوع لتتجول بسيارتك في مدينة كالرياض فماذا تتوقع ان تمر به من مواقف ومشاهد؟ ستصاب حتما بالدهشة وانت تشاهد سيارات فارهة، ومباني عصرية اكتست بالزجاج والرخام وناطحات سحاب ذات رونق هندسي باهر وشوارع واسعة تنعكس على سطوحها الانوار، واماكن «بل مدن» ترفيه جميلة، ومطاعم تقدم الطعام المحلي والعالمي باصنافه المشهورة، ومراكز تسوق تعرض تحت اضواء تخطف الابصار كل ماقد يخطر على قلبك مما انتجه الغرب والشرق، لكنك في الوقت نفسه ستصاب بالذهول والحسرة وانت تشاهد بأم عينك كيف لا يحترم شبابنا النظام العام ويهينون النظام المروري على رؤوس الاشهاد.
ولو تزامن وقت مرورك مع انتهاء مناسبة رياضية فسوف تشاهد العجب العجاب اقلها سلوكيات شبابية طائشة متهورة لا مسؤولة يصل ضررها الى الآخرين الآمنين. هل نكتفي فقط بالتحسر على حال هؤلاء الشباب؟
ان ما آل اليه حال معظم شبابنا يأتي حتما نتيجة لسياسات خاطئة لا تبرأ من وزرها مؤسساتنا الرسمية «تعليم، امن، تدريب، تعليم عال، توظيف... الخ».
ويستطيع اي امي ان يدرك خطورة الموقف بالنظر في اي صحيفة محلية ليجد ان صورة وزير المعارف اصبحت تعرض بمحاذاة صورة مدير الامن العام.
وهنا يثور في وجه مؤسساتنا عدد من الاسئلة، فالامن يسأل عن التراخي في عدم الحزم تجاه كل من يعبث بالنظام العام، ويسأل عن بقاء تلك المحلات التي يرتادها الشباب ليليا «بما فيها الاستراحات المؤجرة» تعمل حتى الفجر؟
هل يمكن ان تكون امة جادة تلك التي يأتي معلموها وطلابها الى قاعة الدرس ولم تتجاوز ساعات نومهم الثلاث ساعات؟ اما الاعلام فلا عاصم اليوم منه امام هذا الطوفان الثلاثي العالمي القاتل «جنس، مخدرات، عنف» الا من رحم.
يجب ان نعترف باننا لانعيش في جزيرة منعزلة عن العالم بعيدا عن هذا الزلزال العالمي الذي اصبح يهز بعنف كل قيمنا الروحية والاجتماعية من جذورها. واذا ما استمر بنا هذا الحال فقد ينتهي امرنا الى حال دول اصبح الامن الرسمي فيها هو الذي يحافظ على النظام المدرسي، وثبتت على بوابات مدارسها اجهزة كشف الكتروني. واصبحت حبوب منع الحمل والواقي توزع على الطلاب مع الكتب الدراسية، والحصيف هو من اعتبر بغيره ولم ينتظر حتى تستفحل مشكلته.
اما التعليم وما ادراك ما التعليم فإن اثره سيبقى محدودا وقليل الفاعلية طالما افتقدت مناهجنا الخبرات الحياتية الثرية والمهارات العقلية العالية التي تكسب طلابنا تعلما متعمقا مفيدا، وطالما افتقدنا المعلم القدوة الذي يعزز لديهم الايمان بالقيم والمثل العليا.
نحن نحدثهم عن السلوك والقيم والمثل دون ان يشاهدوها يوما على الارض، عجبي!..
Email:Alomar20@yahoo.com
|
|
|
|
|