| العالم اليوم
غضب الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية من العرض والتحليل العلمي الذي قدمه الرئيس السوري بشار الأسد عن المجتمع الاسرائيلي الذي انتخب لرئاسة حكومته شخصاً بمواصفات آرييل شارون الذي كان وإلى وقت غير بعيد شخصاً غير مرغوب فيه في الولايات المتحدة الامريكية، وأن «محامي» الرئيس الامريكي الجديد السيد جيمس بيكر قد رفض استقباله حينا كان بيكر وزيراً للخارجية الأمريكية في عهد والد الرئيس الحالي، وكان شارون وزيراً للمواصلات.
الذين شاهدوا الناطق باسم الخارجية الامريكية وهو الذي يفترض أن يكون دبلوماسياً متمرساً هادئاً ومقنعاً وغير منفعلٍ.. رأوه غير ذلك تماماً... فقد كان على العكس من ذلك منفعلاً بدائياً في رفضه لصفة النازية عن الاسرائيليين مبرئا لهم من هذه الصفة التي تنطبق عليهم تماماً بل وأكثر.
وعلى عكس الدبلوماسي الامريكي.. كان الرئيس السوري هادئاً وهو يشرح ويطرح المبررات التي دفعته لوصم الاسرائيليين بالنازية... وكل من شاهد الاثنين يكتشف الفرق بين الذي يطرح رؤيته المدعمة بالحجج وبين الذي لايريد أن يقتنع بالحقيقة المؤلمة.
والواقع أن ما قدمه الرئيس بشار الأسد يصعب دحضه أو نفيه وحتى اسلوب التكذيب الذي تقوم به حكومات دول العالم الثالث التي تعد في هذه المسألة اشطر من الامريكيين فهي لا تتورط في فضح غبائها بالتورط في الدفاع عن القضايا الميؤوس منها.
ونازية الاسرائيليين التي يغمض الامريكيون وكل الأوروبيين والغربيين عيونهم عنها تؤكدها وقائع عديدة، منها بالإضافة الى ماعرضه الرئيس بشار الأسد، فالمجتمع اي مجتمع يعبر عن توجهاته الفكرية وسلوكه العام بخياراته السياسية وما ينصِّبه من قادة وما يفرزه من ساسة، والقائمة التي عرضها بشار من رؤساء الحكومات الاسرائيليين تاريخهم ومسلكهم يكشف معدنهم وعداءهم للإنسانية.
ثم نأتي للموضوع الذي لايتحدث عنه الامريكيون والغربيون الذين يزعمون عداءهم للحكومات العسكرية، ألم يلاحظ الامريكيون والغربيون عموماً من أين يأتي ساسة اسرائيل..؟
كم جنرالاً في حكومة شارون الآن؟وكم جنرالاً تناوب على رئاسة الحكومة الاسرائيلية..؟ يصعب الإحاطة بكل الضباط الذين يعملون في الشأن السياسي الاسرائيلي.
وبالنسبة للمجتمع الاسرائيلي تكون الإجابة اسهل إذا ما سألنا: كم مدنياً لا علاقة له بالقتل والحرب يعمل في السياسة الاسرائيلية؟ فحتى بن غوريون كان عسكرياً بثياب مدنية وكذا جولدا مائير التي سبقت كل النساء المسترجلات كانت اشد شراسة واجراما من كل جنرالات القتل الاسرائيليين حسب ما جاء في مذكرات اسحاق رابين الذي اعتبرها الرجل الوحيد في الحكومة التي تقرر العمليات العسكرية... كما أن شيمون بيريس ايضاً كان عسكرياً في ملابس مدنية ووجد في ادارته لوزارة الدفاع الاسرائيلية تنفيساً لعقده من العسكريين الاسرائيليين فزايد على اعمالهم الاجرامية وفي عهده عندما كان وزيراً للدفاع ثم رئيساً للحكومة نفذ جرائم قتل ضد الفلسطينيين واللبنانيين لايمكن ان تقاس بها جرائم النازيين.. ومجزرة قانا تذكر كل من ينسى جرائم النازيين.
ولعل المجتمع الاسرائيلي من المجتمعات المعاصرة التي لا مثيل لها في تكوينها، سواء من خلال الممارسات العنصرية التي لاتحتاج الى اثبات ويكفي ما يلاقيه العرب الذين يحملون الجنسية الاسرائيليية من تميز.. بل حتى اليهود الشرقيون من تميز عبر عنه ديفيد ليفي اكثر من مرة وكذا انصار حزب شاس.. اما الذي ينفرد به الاسرائيليون دون غيرهم فهم المجتمع الوحيد الذي يعد القتل فيه مهنة لكل فرد .. من خلال انتمائه اولاً للمؤسسة العسكرية الاسرائيلية... والشعب الاسرائيلي، إذا اعتبرنا الغرباء الذين جُلبوا لأرض فلسطين شعباً..
نقول الشعب الاسرائيلي... الشعب الوحيد في العالم الذي يعد كل فرد فيه عسكرياً مهنته القتل خارج الحدود وليس الدفاع عن الحدود كباقي الجيوش.. ومجتمع مثل هذا المجتمع مهنته القتل مجتمع نازي عنصري .. وللتأكيد على عنصريته فهو لا يقبل في مؤسسته العسكرية 20% ممن يحملون جنسية... فالعرب لا وجود لهم في هذه المؤسسة تعففاً من العرب... وكراهية من اليهود.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|