|
| العالم اليوم
* باريس )ا،ف . ب(:
بعد سبعة اشهر على اندلاع الانتفاضة الفلسطينية تقف الاسرة الدولية عاجزةاكثر من اي وقت مضى عن التحرك للجم تصاعد موجة العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين،ولم تعد دعواتها الروتينية الى استئناف الحوار تلقى اي صدى. وخلافا للعزم الذي ابدته الادارة الاميركية السابقة فان ادارة الرئيس الجديد جورج بوش اعتمدت سياسة متحفظة حيال ازمة الشرق الاوسط. من جهته لايملك الاتحاد الاوروبي الوسائل التي تمكنه من لعب دور اكبر، كما ان الامم المتحدة مصابة بشلل مزمن. وفي هذا السياق قال دبلوماسي شرق اوسطي معتمد في باريس وبلاده معنية في النزاع لوكالة فرانس برس « في الظرف الحالي لا احد يعرف كيف يمكن الخروج من الوضع الراهن.نمر في مرحلة من الغموض الكامل» واضاف هذا الدبلوماسي طالبا عدم ذكر اسمه«نشهد في كل مكان غيابا للارادة»في مواجهة المشكلة مضيفا «ان الاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء لا يعرفون كيف يمكن الخروج من الطريق المسدود» مع ذلك عبر الاميركيون والاوروبيون بصوت واحد عن قلقهم من مجرى الاحداث ووجهوا في الساعات الاخيرة دعوات تطلب من الطرفين ضبط النفس واستئناف«المحادثات المباشرة» حول مسائل الامن واتخاذ تدابير لارساء«اجواء من الثقة». لكن وعلى خلفية هذا الوضع المتفجر تبدو عودة الاتصالات بين الطرفين شبه مستحيلة ما لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل معين. ومنذ بدء الانتفاضة في 28 ايلول/سبتمبر 2000 قتل 456 شخصا في الاراضي الفلسطينية واسرائيل: 373 فلسطينيا و13 عربيا اسرائيليا و69 اسرائيليا والماني. الى ذلك فقد اظهر عجز مجلس الامن الدولي عن تبني قرار الثلاثاء يدعو الى تشكيل قوة حماية للمدنيين الفلسطينيين صعوبة القيام بأي تحرك ولو رمزيمن قبل عرابي عملية السلام )الاميركيون والروس(.
وللمرة الاولى منذ اربع سنوات استخدمت الولايات المتحدة حق النقض )الفيتو( لمواجهة مشروع القرار الذي ينص على تشكيل قوة غير مسلحة لحماية الفلسطينيين مما اثار غضب العالم العربي. وقد صوت تسعة اعضاء في مجلس الامن الدولي بينهم روسيا والصين مع مشروع القرار لكن الفيتو الاميركي ادى الى امتناع اربع دول اوروبية اعضاء عن التصويت.وهذه الدول الاربع، فرنسا وبريطانيا وايرلندا والنروج، كانت تسعى الى التصويت على نص توافقي.
وبذلك فشل الفلسطينيون مرة جديدة في محاولتهم لتدويل النزاع. وفي الواقع سعت ادارة بوش عبر سلسلة من التدابير الى الحد من التزام الولايات المتحدة في هذا النزاع.
وبين هذه التدابير الغاء منصب المبعوث الخاص الى الشرق الاوسط وقرارانهاء دور الوسيط الذي تلعبه وكالة الاستخبارات المركزية)سي آي اي( في المحادثات الامنية بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وكان دور اجهزة الاستخبارات الاميركية تكرس رسميا في العام 1998 في اطارالاتفاقات الموقعة في واي بلانتيشن وذلك نزولا عند رغبة الفلسطينيين.
ويرى الفلسطينيون المصابون بخيبة الامل ان السياسة الاميركية الجديدة تذهب في اتجاه الاسرائيليين.
وخلافا للولايات المتحدة تتساءل فرنسا حول ميل القادة الاسرائيليين الى عدم طرح مسألة علاقاتهم مع الفلسطينيين الا في اطار امني واصرارهم على التخلي المسبق عن العنف من قبل الفلسطينيين».
وفي هذا الصدد لفت سفير عربي معتمد في باريس الى ان «ما زاد من خيبة امل الفلسطينيين هو ان ادارة بوش لم تحدد بعد اي موعد لزيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى واشنطن».
فضلا عن ذلك فان الاتحاد الاوروبي لا يعرف حتى الان ما هو «الدور الاكبر»الذي يمكن ان يلعبه بمعزل عن كونه الممول الرئيسي للسلطة الفلسطينية التي باتت على شفير الانهيار.
وقد وجه القادة الاوروبيون الذين اجتمعوا خلال عطلة نهاية الاسبوع المنصرم في ستوكهولم والذين سئموا على ما يبدو من بقاء دورهم محصورا بمهمة«دافعي الاموال»، «دعوة الى جهات دولية مانحة اخرى للالتزام ايضا بتقديم الدعم المالي للموازنة الفلسطينية».
|
|
|
|
|
