أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 31th March,2001 العدد:10411الطبعةالاولـي السبت 6 ,محرم 1422

الريـاضيـة

الاتحادات الرياضية.. التغيير الكبير.. للمهمة الكبرى
تركي ناصر السديري
أكد الأمير سلطان بن فهد في خطابه الهام والتاريخي الذي ألقاه في حفل اعلان التشكيلات الجديدة للاتحادات الرياضية على أهمية المرحلة الجديدة التي تنتظر الحركة الرياضية السعودية لكونها مرحلة «إعادة بناء» بعض الأسس التي تقوم عليها القاعدة الرياضية السعودية.
وحدد سموه بالتسمية )خصخصة الأندية الرياضة( وما يترتب على ذلك من مسؤوليات مضاعفة تقع على كافة الهيئات الرياضية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية والأندية لتقديم الرؤية المناسبة والهافة والبناءة للنهوض بالالعاب الرياضية ومنافساتها.. ليساهم كل ذلك في تشكيل المرحلة المقبلة وما تتطلبه من عمل دؤوب.
الخطوة الجديدة، التي تبنتها المؤسسة الرياضية السعودية من خلال اختيار الكفاءات التي ستتولى هندسة النشاط الرياضي السعودي الجديد، جاءت مواكبة ومستجيبة للمرحلة الجديدة التي تعيشها الحركة الرياضة السعودية التي قد بلغت الآن الأربعين عاماً، مما يجعل منها حركة رياضية أكثر رسوخاً وخبرة وثقة وقد أكملت البنية الأساسية الرياضية، لتبدأ وتنتقل الى مرحلة جديدة من أهم خصائصها التواجد في الميدان التنافسي الفعال اقليمياً وقارياً ودولياً، وهو مابدأت بشائره الأولية في أولمبياد سيدني عندما حققت العاب رياضية )غير كرة القدم( حضورها المقتدر، المؤكد على امتلاك الرياضة السعودية لاقتدارية التواجد الأكثر منافسة في المحفل التنافسي الدولي.
ولأن الرياضة كنشاط وممارسة ضرورة وحاجة يحتاجها ويطلبها المجتمع كأفراد ومنظومات، فإن تفعيل دور القطاع الخاص وكافة هيئات ومؤسسات المجتمع للمساهمة الفاعلة والحيوية لتنشيط الممارسة والمنافسة الرياضية يشكل هذا التفعيل إحدى ركائز الاستراتيجية الجديدة التي تبنتها المؤسسة الرياضية السعودية وهو ما يعد انعطافة تاريخية تشهدها الحركة الرياضية السعودية من خلال توسيع المشاركة لكافة فعاليات المجتمع في المساهمة والمشاركة والادارة للمسيرة الرياضية.. التي هي لكل المجتمع ومن المجتمع وإليه.
لهذا شدد سمو الأمير سلطان مهندس الحركة الرياضية الجديدة الحديثة في خطابه الهام والتاريخي على ان التعاون المستمر مع كافة الجهات والهيئات الحكومية، ليس فقط بالترشيحات لعضوية الاتحادات الرياضية وانما بالعمل )التكاملي( الشامل مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الاولمبية تواصلاً لتحقيق اهداف الحركة الرياضية ودعمها وتنمية اعمالها، والتطلع الى مزيد من التعاون مع القطاع الخاص ورجال الاعمال لما يمثله ذلك من دور ها في تحقيق الأهداف المأمولة.
نعم.. تدخل الحركة الرياضية السعودية الى مضمار الألفية الجديدة بروح جديدة، وعقلية جديدة، وكفاءات جديدة، ورؤية جديدة، وآلية مستجدة طموحاً ونتاجاً وقدرة.
فرح الرياضيون بالثوب
السعودي الرياضي الجديد.
وفرح الرياضيون بقيادتهم الرياضية الجديدة المستنيرة رؤية وخطوة ، والمستجيبة لمتطلبات الواقع المتجدد والمستقبل المتغير.. من خلال الإيمان بالعمل والعلم في اعمالها وبرامجها وطموحاتها، والمشاركة الكاملة لكافة فعاليات المجتمع في صنع القرارات ورسم الخطوات وتنفيذ الاحتياجات.
***
التجديد الكبير، الذي شهده اتحاد الكرة أكثر الاتحادات أهمية لدى معظم الرياضيين، كان نجم التشكيلات الجديدة، وحديث مدرجات أهل الرياضة وصوالينهم.
أجمع الجميع على أهمية التغيير، وضرورته، وفرحوا كثيراً وتعشموا بالاعضاء الجدد ان يكونوا على مستوى المسئولية والاستيعاب لمتطلبات
المرحلة الجديدة القادمة.
انا شخصياً ، وفي اقصى حالات التفاؤل والتخمين، لم اتصور ان يكون التجديد بالحجم الذي حدث به ولله الحمد.
انه ربما اكبر مما تمنيته، وما توقعته، ومما ظننته.
يبقى أن أشير هنا إلى ان كفاءات الاتحاد السابق في معظمها كفاءات ذات خبرة وقدرة كبيرة، نجحت باقتدار في أن تخدم الكرة السعودية، وبذلت ما في وسعها في بناء كرة سعودية مرموقة، لهم منا الشكر والامتنان، وسيظلون مشاعل ضوء وعون للكرة السعودية اليوم وغداً ، كما كانوا كذلك في السابق.
انها سنة الحياة والتطور: التغيير، والتجديد، ليس لعدم كفاءة أو جدارة، إنما لتجديد العطاء وتجدده واتساع مدى تعدده وتلاقحه العطائي والانتاجي.
***
ولكن.. هذا لا يكفي..
تشكيل الاتحادات الجديدة، بما حققته من ضخ الاتحادات الرياضية بكفاءات جديدة، أكثر علماً، واستنارة، وامتلاكاً لشروط العمل الرياضي الحديث، )لا يكفي( وحده، للنهوض بمستوى الالعاب الرياضية والارتقاء بعطائها و تفاعلها الاجتماعي والتنافسي الحضاري.
)إنما( تحتاج المرحلة الجديدة وبإلحاح الى ايجاد المنظومة اللوائحية المستجيبة لمتغيرات واحتياجات المرحلة الجديدة. أعني اعادة صياغة لجميع اللوائح والأنظمة الرياضية على مستويات الاتحادات والأندية الرياضية.. لتتمكن من العمل والحركة في مساحة أكبر اتساعاً من الاستقلالية في قراراتها وخطواتها، وقنوات انتاجها ومداخيلها ونشاطاتها الرياضية والاجتماعية.
إن استمرار الاندية الرياضية في مرحلة )الحضانة( حيث الاعتماد الكبير على معونة ورعاية ودعم الرئاسة المالي والتنظيمي.. لم تعد توجبه متغيرات المرحلة الحالية ولا المستقبلية، ولم تعد أساساً ملزمة باستمراره أقول ان انتقال الاندية السعودية من مرحلة )الحضانة( هذه الى مرحلة «الاعتماد على النفس» إحدى الاستراتيجيات التي لا يمكن القفز على حقيقتها وحاسميتها )التي لا مفر منها في ظل عولمة الجات الجديدة(. ان الاندية الرياضية تحتاج منذ الآن الى لوائح وانظمة جديدة )تهيىء( لها ولوج المرحلة الجديدة، لعل من أهم ما يجب ان تتضمنه وتحققه اي اللوائح الجديدة ان توفر للأندية الرياضية مساحة اكبر من الاستقلالية وامتلاك الصفة الاعتبارية والقانونية والمالية التي تحولها الى )منشأة رياضية( قادرة على كسب الصفة والثقة القانونية والاستثمارية والحقوقية عند القطاع الخاص بكافة مؤسساته وتشكيلاته.
آن الأوان الآن الى اعادة ترتيب وتشكيل وضعية وهيكلية الأندية الرياضية انطلاقاً من الأخذ بالعمل الوظيفي للمنتسبين العاملين في هذه الأندية، لكون )العمل التطوعي( لم يعد مقبولاً ومطلوباً ومنتجاً في ظل المستجد الاحترافي الجديد.. وايضا حاجات الأندية الاستثمارية والادارية الجديدة.
اندية بلا هياكل تنظيمية.. لن تستطيع ان تشارك بفعالية في الارتقاء بالمستوى العطائي والتنافسي لأية لعبة رياضية.
اندية بلا برامج وبلا كوادر ادارية متخصصة سيظل فعلها مجرد استهلاك للوقت والجهد وهدر لإمكانيات وتجهيزات البنية الرياضية الأساسية التي تتمناها أية حركة رياضية في الدنيا.. والتي وفرتها لنا ولله الحمد مؤسستنا الرياضية بدءاً من مقرات الأندية والملاعب والصالات الرياضية الكاملة المتكاملة.
آن الأوان.. إذاً، أن يعاد ترتيب العمل الاداري في الأندية السعودية، بدءاً من ايجاد اللائحة التنظيمية لشكل ونمط ومهمة النادي الرياضي المتواجد في حقبة الرياضة العولمية الاحترافية الجديدة..
علينا إذاً أن نستوعب حقيقة لا مفر من قدرها تلك المتمثلة في أن )الارتجالية( و)التطوعية( لادارة النادي الرياضي في الالفية الجديدة.. لا يؤكل نفعاً، ولا يجلب شروط التنافس في أية ميدان رياضي، ولا يفعل التطوير والرقي.. لأية رياضة.
***
شكراً لمؤسس الرياضة السعودية الحديثة الجديدة القيادي الرياضي المؤمن بالعلم والمدرك لأهمية التخطيط العلمي في رسم الخطوات وتراتب خطوها.
شكراً للقيادة الرياضية المملوءة بالطموح واستباق خطوات البذل والعطاء نحو أفق أكثر اشراقاً وعطاء لرياضة الخيمة السعودية الخضراء.
شكراً للأمير سلطان.
وشكراً لساعده الأيمن الشاب المملوء حيوية وعلماً الأمير نواف..
شكراً لكل من يعمل بوعي وعلم لخدمة رياضة جزيرة العرب.. التي ينتظر تواجد فرسان التنافس المرتدين لطموحها ونموذجها.. كل العالم.. كل العالم الجديد... والمتجدد.
اللهم لك الشكر.. والمنة.. وأنت القائل في محكم كتابك «لأن شكرتم لأزيدنكم...».
***
للهلاليين...
أتمنى ان لا ينسى الفوز الرباعي الكبير، الهلاليون أحوال ناديهم الادارية، بل لعل ما قدمه )نجوم الهلال( يلحّ في أهمية وسرعة ترتيب الاوضاع التنظيمية والادارية في نادي الهلال، التي من المحزن ان يمتلك لهذه )الألى( الثمينه.. ولا يمتلك لهيكل اداري وتنظيمي يضمن استمرار توهج العطاء الهلالي واستثماره بشكل فاعل ومثمر.
قبل الذهاب الى طهران، كان الفوز السداسي على الرياض!... وها هو الآن يذهب الهلال الى اللاذقية بفوز رباعي.
اخشى ان تسقط الفانلة الزرقاء في )الفخ( ولكن ما قد يطرد هذه الظنية... ان الهلاليين يدركون أكثر من غيرهم )ان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين(.
ما زال لدى مدرج الهلال كبير العشم بأمير الهلال المحترم الأمير سعود في ان يعيد تنظيم وترتيب الهلال حتى يكون فعلاً منشأة رياضية مملوءة بالعلمية كوادر ولوائح.. تماماً... تاماً... واستجابة.. استجابة لمتطلبات المرحلة الجديدة التي ولجتها الرياضة السعودية.. واخذت بفعل خطوتها العملية الاولى من خلال التشكيلات الجديدة لثوب الرياضة السعودية الجديد.
)لي عودة قادمة لهذا الموضوع في مقالة قادمة بمشيئة الله(.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved