شمائل الأم بالآفاق تأتلقُ
وخيرها صار بالأرجاء يستبقُ
ياليت حبري يصوغ اليوم ملحمةً
ويشدو في روضة الإبداع يأتلق
ويكتب الشعر أبياتاً منمقةً
كالعقد في ليلة الأفراح يحتلق
ياليت شعري يغنِّي في مناقبها
ويكتسي حلةً يزهو بها الألق
الطيب منهجها والحلم ديدنها
والود مذهبها إذ عطفها لبق
وتسهر الليل في بؤسٍ وفي كبدٍ
تسامر السهد حتى يظهر الفلق
كم ليلةٍ يسدل الإصباح ظلمتها
وينبي عن حال أمٍّ دمعها غدق
إذا حزنتَ يدكّ الحزن بهجتها
وإن ضحكتَ يزول الهم والقلق
إن جئتَ يوماً يطير القلب من فرحٍ
أو غبتَ يوماً فإن القلب يحترق
واليوم ضيعت حق الأم وا أسفا
تعصي أوامرها والبر تخترق
تهيم في عقها دوماً وتنهرها
وتمتطي مركباً للنار ينزلق
نسيت َعهداً به الأشجان تعصفها
إذ أتتك صروف الدهر تنبئق
أفضالها جمةً كيف العقوق بها
إني أراك كساك الجهل والحمق
أما علمت بأن الأم دعوتها
مجابةً عند رب خيره سبق
يا غافلاً تُب فإن الذنب مغتفر
ما دمت في عيشيةٍ يسري بها رمق
ياغافلاً في عقوق الأم منغمساً
فعن قريب عن الدنيا ستفترق
رباه يا خير من يدعى بمسألةٍ
إن علّق الباب أو ضاقت بنا الطرق
اغفر لأمي كما ربتني في صغري
واجعلها في جنة الفردوس تنطلق
واحشرني مع زمرة الاخيار والرسل
واجعلني في برها أسمو وأأتلق