|
| عزيزتـي الجزيرة
قبل كل شيء نصلي ونسلم على رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم وبعد:
توجيه النبي صلى الله عليه وسلم الى ترك ما لا يعني الانسان مقرون ببيان علة ذلك وفائدته، فهو طريق لتحسين اسلام المرء، وزيادة الايمان، والترقي في سلم درجات الكمال ومراتبه التي يُحرَمُها من انشغل بما لا يعنيه.
قال الامام ابن تيمية:«فإذا خاض فيما لا يعنيه نقص من حسن اسلامه ولهذا قال تعالى:)لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت( فما يعمل أحد إلا عليه أو له.
وحينئذ فإن من أشغل نفسه بما لا يعنيه فقد أضرها وربما أوبقها لكونه انشغل بغير ما خلق له وأضاع وقته فيما لا يقربه من مرضاة ربه فإن اضاعة الوقت في غير فائدة انشغال بغير العبودية.
وإذا أدمن العبد انشغال نفسه بما لا يعنيه وأكثر من انفاق وقته فيه فإنه يُخشى عليه أن يُعاقب بصرف همته وتحويلها الى ما لا يعنيه.. حتى إنه قد لا يطيق الرجوع لافتقاره الى عون الله وتأييده وقد فرط فيه طويلا وهذا عين الحرمان وأعظم الخذلان نعوذ منه بالرحمن.
قال الحسن البصري:«من علامة إعراض الله عزوجل عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه».
وسئل مظفر: ما خير ما أعطي العبد؟ قال فراغ القلب عما لا يعنيه ليتفرغ الى ما يعنيه.
وقال سهل التستري: «من ظن ظن السوء حُرم اليقين ومن تكلم فيما لا يعنيه حُرم الصدق ومن اشتغل بالفضول حُرم الورع؟ فإذا حُرم هذه الثلاثة هلك وهو مثبت في ديوان الأعداء» وأيضا قال:«من اشتغل بما لا يعنيه نال العدو منه حاجته في يقظته ومنامه».
أيها المؤمن:
بالانشغال المفيد يحظى العبد ببركة اتباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته والصالحين من بعده وبه ينال الحكمة «قيل للقمان: ما حكمتك؟ قال: لا أسأل عما قد كفيت ولا أتكلف ما لا يعنيني».
نادر علي سلمان المطيري
المذنب
|
|
|
|
|
