| محليــات
وانطلاقاً من إدراك القوم من التربويين بأزمة المرور في منعطفات زمنية حرجة، وضاغطة، بالمجتمع العربي على وجه العموم، والاسلامي على وجه الخصوص، وتعرّض أبنائها لمتغيرات حادة قادرة على المساس بقيم البنية الأساس في كيانهم الأخلاقي، ... فإنّ «مجرد» وضع «الأخلاق» موضوعاً للنقاش، وحصرها في خانة المواجهة مع تحديات العصر، لهو دليل واضح على انتباه يقظ يتحلَّى به هؤلاء ...
وقيام إدارة تعليم منطقة المدينة بالكشف عن يقظة التربويين في هذا الشأن والإشارة إلى نباهتهم فيه ... يؤكد أنَّ خطوة على الأقل كفيلة بفتح الأبواب نحو ولوج الطرق التي تجعل من «حماس» القوم نحو «أخلاقهم» عملاً، ومن ثم تأدية مجزاه.
«التربية الأخلاقية» في لقاء إدارة تعليم المدينة ارتكزت على محورين أساسيين هما:
)الجانب الفكري( كما جاء في خطاب سعادة رئيس اللجنة الإعلامية/ علي بن عبدالرحمن العمري، فيما جاء المرتكز الثاني محور )الجانب الإجرائي(.
ومنطلقات الجانب الأول: نماذج عالمية للتعامل مع مشكلة الانضباط في المدارس، وسمات البيئة التعليمية المشجعة على الانضباط، والتعامل مع الطلاب المعرضين للخطر وذوي الظروف الخاصة، ودراسة المشكلات السلوكية من واقع المدارس وكيفية التعامل معها، وتجارب ميدانية متميزة في مجال ضبط السلوك في المدارس، وإدارة الصف ورعاية السلوك، والتربية الأخلاقية في الإسلام، أصولها، وغاياتها، وأساليبها، والتربية الأخلاقية في التعليم السعودي من خلال )السياسة التعليمية المقررات إعداد المعلم الأنشطة(، والمؤثرات السلبية في التربية الأخلاقية من البيئة الداخلية والخارجية للمدرسة، ودور الأسرة المدرسة المعلم الإعلام المجتمع في التربية الأخلاقية، ودور الأنظمة المدرسية في دعم التربية الأخلاقية، الأمن الأخلاقي، ودور الإعلام في التربية الأخلاقية، والتغير الاجتماعي وأثره فيها، وأخيراً التربية الأخلاقية كسلوك متجدد.
ولعل هنا ما يظل مجهولاً دون الوقوف على «محتوى» أوراق العمل التي ستقدم ... ذلك لأن في جملة من العناوين التي سبقت ما يخرج عن الإطار النظري لموضوع اللقاء . كما أن ما تأخر منها كان لابد أن يوضع في البدء وتداخل جزء إجرائي مع الإطار النظري في الموضوع ... وخرجت بعض الموضوعات بعناوينها عن الهدف الذي رسمته شخصياً على الأقل من لقاء التربويين حول مائدة الأخلاق ...
غير أن الجانب الفكري الذي أحسب أنه وظّف كي يكون إطاراً نظرياً يمثّل المنطلقات النظرية في أدبيات الأخلاق يمكن أن يركز على الموضوعات التي تكشف عن التربية الأخلاقية في الإسلام كما جاء في أحد العناوين بوضع أسسها وغاياتها وأساليب تنفيذها على أيدي أوائل المسلمين الذين تشكّلوا بين يدي ذي الخلق العظيم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم كي تكون منطلق التأسيس. إذ لا يتحقق «الانضباط» السلوكي لدى الفرد إلاَّ ... بعد غرس الأسس ذلك لأن الانضباط هو شكل من الأشكال التطبيقية للأخلاق، وليس هو الأخلاق ذاتها، إنه قيمة محصلة من ضمن القيم التي تشكل الأخلاق. فإذا ما تشكلت في الأسرة، وفي المدرسة أمكن المجتمع أن يتمثّلها في أفراده وعندها تحتاج إلى «بناء» جمعي يقف سداً أمام المتغيرات ويحاول كبح تأثيرها وغلغلته في جذور المجتمع وتلك لعمري مهمة خطيرة توخيت أن تشملها «عناوين» موضوعات هذا اللقاء كي أطمئن إلى ما سيطمئن إليه سواي من نباهة القوم، وإني أثق أن سيكون هذا الاطمئنان هو محصلة قراءتي لأوراق العمل لكل موضوع من هذه الموضوعات.
ذلك لأنني على يقين من أنَّ موضوعات اللقاء كما سوف تجيء مكتوبة تكشف عن الهدف منها ذلك الذي لم يتأكد لي من العناوين السابقة التي رأيت أنها في شكلٍ ما تبعد عن الموضوع الرئيس في إطار «عنوانه».
ويتحقق لي هذا الظن عند قراءة عناوين الجانب الإجرائي لهذا اللقاء التي شملت ما يفيد الكشف عن آليات تنفيذ قرارات وأنظمة إدارية نحو تطوير الأداء في سبيل تحسين «مستوى» تحصيل الدارسين عندما تمّ تمكينهم من استخدام بعض الوسائل الحديثة في التعليم كوسيلة «الحاسب الآلي» ... وهو موضوع لا يمت للإجراء في سبيل مواجهة تربية الأخلاق لتحديات العصر، إلاَّ في حال أن يكشف لنا «اللقاء» ما يفيد الاستفادة من هذه الوسيلة في التربية الأخلاقية مما سوف يحقق إنجازاً جميلاً في هذا الخصوص.
تحية لمن فكّر في هذا الأمر ...
وممن ساهم، ولمن أشرف ... ولمن سوف يكون له سبق التغطية نحو تربية الأخلاق في معقل التربية والتعليم.
تحية لإدارة تعليم منطقة المدينة
.. أنتظر التفضّل بتزويدي بنسخة من أوراق عمل اللقاء كي تكشف لي عن بدء بناء فعلي لتأسيس الأبنية الأخلاقية في مواجهة تحديات متغيرات العصر. وتلك لعمري مسؤولية من أقامها في داره فليكن البدء، ولتغرس التربة.
وليوفقكم الله.
|
|
|
|
|