أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 31th March,2001 العدد:10411الطبعةالاولـي السبت 6 ,محرم 1422

محليــات

مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء لـ«الجزيرة»:
أكثر من 3000 عملية زراعة كلى من متوفين دماغياً تمت بالمركز
حوار:عليان آل سعدان:
أوضح مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومركز الأمير سلمان الخيري لأمراض الكلى د. فيصل شاهين بأن المركز قد حقق منذ إنشائه إنجازات طبية كبيرة في مجال زراعة الأعضاء ومتابعة مرضى الفشل الكلوي والكبدي والرئوي وزراعة القرنيات.
3000 عملية
وقال في حديث شامل للجزيرة إن هذا المركز استطاع حتى اليوم أن يجري أكثر من 1121 عملية زراعة كلى من متوفين دماغياً، كما استطاع المركز أيضاً أن يجري أكثر من 1900 عملية زراعة كلية من الأحياء لأقاربهم الذين لديهم أمراض فشل كلوي.
وأكد الدكتور فيصل شاهين أن جميع تلك العمليات التي بلغ عددها أكثر من 3000 عملية زراعة كلى من متوفين دماغياً وأحياء منذ إنشاء المركز حتى اليوم حققت بتوفيق الله نجاحاً كبيراً جداً وجميع الذين أجريت لهم هذه العمليات يعتبرون اليوم أناساً طبيعيين جداً في حياتهم اليومية في مختلف المجالات ولا توجد لديهم أي مشاكل على الإطلاق من الكلى أو غيرها صحياً.
وبين أن برنامج زراعة الكلى في المملكة بدأ في عام 1979م لزراعة الكلى من الأحياء الأقارب ثم انشىء بعد ذلك المركز الوطني للكلى في عام 1985م وبدأت عملية تنظيم ممارسة زراعة الكلى بالتبرع من الأحياء والبدء بممارسة زراعة الكلى بالاستفادة من أعضاء المتوفين دماغياً بعد موافقة ذويهم على التبرع بالأعضاء بعد الوفاء. وقد أثبتت نتائج البرنامج في المملكة نجاحه في تحقيق أهدافه ومن نتائجه بشكل يماثل نجاح عمليات الزراعة في الدول الأوروبية وأمريكا. وقد استمر تطور برنامج زراعة الأعضاء مع تغيير مسمى المركز الوطني للكلى إلى المركز السعودي لزراعة الأعضاء في عام 1993م حتى أصبح يشمل متابعة مرضى الفشل القلبي والكبدي والرئوي وزراعة القرنيات.
ومع نهاية عام 2000م بلغ مجموع زراعة الكلى بالاستفادة من الأعضاء المتبرع بها من المتوفين دماغياً كما ذكرت أكثر من 1121 عملية وأكثر من 1900 عملية زراعة كلية من الأحياء الأقارب.
وأشار مدير المركز إلى أن الدراسات التي أجراها المركز السعودي لزراعة الأعضاء تشير بأن نسبة بقاء المرضى أحياء بعد اجراء زراعة الكلى من الأحياء الأقارب تعادل 97% بعد مرور ثلاث سنوات و90% لزراعة الكلى من المتوفين دماغياً، موضحاً أن عدد المراكز الممارسة لزراعة الكلى بالمملكة بلغت 13 مركزاً موزعة في مختلف مناطق المملكة.
بطاقات تبرع لزيادة الوعي
وأكد مدير المركز أن المركز يسعى حالياً إلى زيادة وعي كافة شرائح المجتمع حول الوفاة الدماغية وأهمية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة وذلك من خلال توزيع بطاقات التبرع أثناء مختلف المناسبات الوطنية والندوات واللقاءات. وقد تم فعلياً وفقاً لهذا التوجه الجديد توزيع أكثر من )2 مليون( بطاقة وتوقيعها من قبل المواطنين، وتهدف هذه البطاقات وفقاً لحديث رئيس المركز إلى تسهيل اتخاذ القرار بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاء للأقرباء حيث يستند استئصال الأعضاء بعد الوفاة بالمملكة وجود موافقة من ذوي المتوفى الذين يتم الاتصال بهم فوراً عن طريق هذه البطاقة بصورة عاجلة للاستفادة من أعضائه التي تبرع بها سابقاً قبل وفاته وزراعتها لمرضى محتاجين لهذه الأعضاء.
انتظار طويل جداً
وعن فترات الانتظار الطويلة التي يظل المريض فيها على قائمة الانتظار لفترات تصل إلى سنتين للحصول على كلية، قال مدير المركز حول ذلك: الحقيقة أن أطول فترة انتظار للمريض المصاب بالفشل الكلوي حتى يحصل على كلية من المركز وبالتالي زراعتها له تعتبر مشكلة عالمية ليس في المملكة فحسب، بل في كل دول العالم بما فيها أمريكيا وأكبر المراكز عالمياً لزراعة الأعضاء بصورة عامة والكلى بصورة خاصة تواجه مثل هذه المشكلة.
وبين مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء أن المركز يقوم بتحديد أولوية الزراعة حسب الحالة الصحية للمرضى مع اعطاء الأولوية للأطفال والحالات الطبية الخاصة. ولدينا قائمة انتظار عاجلة يتم على أساسها توزيع الكلى المتبرع بها لمختلف مناطق المملكة.
وعن الظاهرة الجديدة للسفر للعلاج والحصول على كلية من الخارج قال: الحقيقة بدأت الظاهرة تنتشر في السنوات الأخيرة، ولكن لهذه الظاهرة عواقب كثيرة طبية واقتصادية يمكن تفاديها في حال تفهم عائلة المريض المتبرع بكلية من الأحياء الأقارب حيث تتفوق نتائج ونجاح العمليات المجراة بالتبرع من الأقارب الأحياء مع تلك العمليات المجراة بالخارج بواسطة الشراء بصورة كبيرة جداً، والمملكة يوجد بها 11 مركزاً متخصصاً يمارس زراعة الكلى من المتوفين دماغياً ومن الأحياء الأقارب وهذه المراكز موزعة في كافة مناطق المملكة حيث يوجد 3 مراكز في العاصمة الرياض و3 مراكز في محافظة جدة ومراكز في مدينة تبوك ومراكز في الطائف والمدينة المنورة وخميس مشيط بالمنطقة الجنوبية ومركز بالظهران. وكل هذه المراكز بالتنسيق مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء الذي يشرف على البرنامج بصورة عامة وخاصة فيما يخص قوائم الانتظار والحصول على الكلى المتبرع بها وضوابط الممارسة الطبية والأخلاقية لزراعة الأعضاء في المملكة العربية السعودية.
وقال إن الدراسات التي يقوم بها المركز السعودي لزراعة الأعضاء من حين لآخر تعتبر أساس التطور الطبي والعلمي لما فيه خدمة المرضى ونحن نسعى جاهدين لإجراء الدراسات الميدانية لمعرفة أسباب ونسب حدوث الفشل العضوي، ولكن لا يوجد لدينا برنامج لإجراء تجارب علمية من أجل صناعة أعضاء صناعية ومثل هذا الأمر يتطلب موازنة كبيرة جداً.
العائق الوحيد
وشدد مدير المركز على أن عملية عدم وجود متبرع مناسب لعضو ما أهم عائق يحول دون زراعة الأعضاء في كل دول العالم ومن ضمن هذه الدول المملكة وهناك نقص في عدد الأعضاء المتبرع بها في كل دول العالم، وينبع ذلك من النجاح الكبير لزراعة الأعضاء في العالم وزيادة الطلب على الأعضاء من مرضى الفشل الكلوي العضوي متعباً لهذا النجاح . وقد زادت أعداد المرضى المنتظرين لعمليات زراعة الأعضاء بكافة أنواعها من كلية وقلب وكبد وقرنية ونخاع عظم.
ويعتبر التبرع من المتوفين دماغياً مصدراً هاماً وأساسياً لا غنى عنه للتبرع بالقلب والرئتين والكبد والقرنية. وتقدر حالات الوفاة الدماغية في المملكة العربية السعودية ب1000 حالة سنوياً يمكنها أن تؤمن احتياجات المملكة من الأعضاء إذا ما تم تشخيص هذه الحالات مبكراً من قبل الأطباء وإذا ما تمت الموافقة على التبرع بالأعضاء من كل أسر المتوفين دماغياً، ولكن للأسف لا يتم التعرف والتبليغ إلا عن 350 370 حالة سنوياً من المستشفيات المختلفة في المملكة ويتم توثيق تشخيص الوفاة الدماغية في 70% من الحالات بينما يوافق ذوي المتوفين دماغياً في حوالي 35% فقط من الحالات الموثقة.
التبرع من الأحياء غير الأقارب
وكشف عن بروز فكرة التبرع من الأحياء غير الأقارب في ضوء النقص الكبير في عدد المتبرعين بالأعضاء في العالم، إلا أن لهذا التبرع محاذيره وأهمها الاحتمال الكبير في فتح باب البيع والشراء الذي حرمه الشرع الإسلامي وأيضاً تعطيل برنامج التبرع من المتوفين دماغياً، هذا بالإضافة إلى أن التبرع من الأحياء غير الأقارب محصور في المملكة في تبرع الزوجة لزوجها وبالعكس وأيضاً في تبرع الأقارب من الرضاعة وذلك من أجل عدم فتح باب الاتجار بالأعضاء. ويدخل في التبرع من الأحياء غير الأقارب إمكانية تبادل الأعضاء بين الأسر في حال وجود مريضين مصابين بالفشل الكلوي النهائي، ينتميان إلى أسرتين مختلفتين ولكن المتبرعين من الأقارب غير مناسبين، ويمكن أن يكون أحد الأفراد في الأسرة الأولى متوافقاً مع مريض الأسرة الثانية وبنفس الوقت يكون أحد أفراد الأسرة الثانية متوافقاً مع مريض الأسرة الأولى فيتم التبادل بمعرفة الأطباء المعالجين.
وهناك بعض الدول تنظم عملية التبرع من غير الأقارب عن طريق هيئة حكومية تشرف إشرافاً مباشراً على هذا البرنامج حتى لا تقع في محاذير البيع والشراء من هذه الدول دولة إيران الإسلامية وبالتالي أصبحت الدولة الوحيدة في العالم بدون قوائم انتظار لزراعة الكلى وليست لديهم حاجة لافتتاح مراكز الغسيل الجديدة والعالية التكلفة.


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved