| محليــات
*حوار/ سعد العجيبان
ثمن مساعد مدير عام جمعية الاطفال المعوقين للعلاقات العامة والإعلام رئيس لجنة المراسم والعلاقات العامة للمؤتمر السعودي الثاني للتطوع الدكتور عبدالعزيز المقوشي الدور الريادي الذي تقوم به المملكة في مجالات الخدمات التطوعية على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية في إطار الدعم اللا محدود من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني لتتبوأ المملكة المكانة المرموقة بين الدول في مجالات العمل التطوعي. وقال د. المقوشي في حديث ل«الجزيرة» بمناسبة انعقاد المؤتمر السعودي الثاني للتطوع الذي يعقد تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في الفترة من23 إلى 25 من الشهر الحالي.. وقال إن المؤتمر يأتي لبلورة مفهوم متفرد للعمل التطوعي السعودي، وفيما يلي نص الحديث:
* ترأسون لجنة التنظيم والعلاقات والمراسم للمؤتمر السعودي الثاني للتطوع.. حبذا لو ألقيتم بعض الضوء على هذا المؤتمر الهام وفعالياته؟
في ظل تنامي الدور الريادي البارز الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في مجالات الخدمات التطوعية محلياً وإقليمياً ودولياً، وفي إطار الدعم غير المحدود من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، لتتبوأ المملكة تلك المكانة المرموقة في مجالات العمل التطوعي بين الدول، يأتي المؤتمر السعودي الثاني للتطوع والذي سيعقد تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية، وتنظمه جمعية الهلال الأحمر السعودي والمديرية العامة للدفاع المدني، والغرفة التجارية الصناعية بالرياض، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وذلك خلال الفترة من 2325 محرم 1422ه الموافق 1719 أبريل 2001م في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض. ويأتي هذا المؤتمر لبلورة مفهوم متفرد للعمل التطوعي السعودي.. فقبل أكثر من 14 قرناً رسم ديننا الإسلامي الحنيف قواعد العدالة الاجتماعية وقدم للإنسانية نموذجاً رائعاً للتكافل الاجتماعي برز فيه دور العمل التطوعي كترجمة لمعاني الخير في الإنسان، هدفه معاونة الغير وسد حاجاته وحل مشكلاته، مما ينعكس بالضروة على نمو المجتمع.. ولأن المملكة العربية السعودية تنهض على قواعد العقيدة الإسلامية الراسخة، متخذة من الشريعة الإسلامية منهجاً، فإن العمل التطوعي في بلادنا يزدهر باتساقه مع المناخ الفكري والثقافي والاجتماعي السائدة في بلادنا، لأن الدين الإسلامي يحثنا على ذلك في إطار من الأعراف والتقاليد والعادات والقيم الأخلاقية والاجتماعية الحاكمة لمجمل العلاقات الإنسانية، لهذا تتزايد حركة العمل التطوعي في المملكة، ويتم إفادة الدول الصديقة والفقيرة منها، في صور وأشكال متعددة مثل تجارب جهود هيئات الإغاثة، والجمعيات الأخرى. كل ذلك يطرحه المؤتمر السعودي الثاني للتطوع، كما يناقش المؤتمر التطوع في مختلف المجالات المعنية بالحماية المدنية والتي تتمثل في المستويات الصحية والإغاثية والدعوية، بالإضافة إلى حقوق وواجبات المتطوعين، ولأن المؤتمر دولي وتشارك فيه العديد من الدول فان أهم محاوره ستكون حول التطوع من وجهة النظر الإسلامية، وخصوصية ذلك في المملكة، كما أن المؤتمر سيوفر مجالاً خصباً للاستفادة من الخبرات الإقليمية والعالمية على صعيد الخدمات التطوعية، إضافة إلى أن المؤتمر سيسعى إلى اقتراح تصور حول نظام وطني شامل للتطوع وايجاد استراتيجية شاملة للعمل التطوعي بالمملكة العربية السعودية، وذلك في إطار مشاركة الكثير من الخبراد والوزارات والمؤسسات والجامعات والجمعيات الخيرية السعودية ذات العلاقة مما يساهم بفاعلية في وضع تصور متكامل لمشروع النظام الوطني للتطوع، واعتقد أن ذلك سيؤكد الدور الريادي البارز للمملكة في هذا المجال.
* أعلم أنكم قد رأستم قبل فترة جلسة علمية حول التطوع في الوطن العربي وذلك من خلال أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية.. كيف ترون نظرة المجتمع العربي لمفهوم التطوع وانجذابه للإنخراط فيه؟
بداية.. لا بد من الإشارة إلى الدور المتميز الذي تقوم به أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، ففي الآونة الأخيرة كان هناك تحركاً ملموساً وبارزاً بالأكاديمية في القيام بمسؤولياتها عبر استراتيجية علمية أهم ملامحها التأكيد على هذا المفهوم الشامل للعلوم الأمنية التي لا تنفصل عن مختلف المفاهيم العلمية، إنسانية كانت أو اجتماعية، حيث تسعى الأكاديمية بوصفها جهازاً علمياً عربياً لمجلس وزراء الداخلية العرب في تفعيل دورها في تنمية الوعي العام المحلي والإقليمي بمختلف القضايا الأمنية وتداخلها مع القضايا الاقتصادية والإعلامية والثقافية وذلك من خلال العديد من الندوات والمشاركات العلمية والدورات التدريبية في إطار خطة عملية مدروسة وبرامج ذات فاعلية في التطور المستمر للكوادر الأمنية العربية والعمل على تنمية مهاراتهم وحسن إعدادهم وتزويدهم بالمهارات والمعلومات المختلفة والمتجددة عن طبيعة أعمالهم من أجل رفع مستوى الأداء والقدرة والكفاءة وعلى سبيل المثال فإن معهد التدريب بالأكاديمية يتولى إعداد وتصميم وتنفيذ البرامج التدريبية المختلفة التي يتم إدراجها ضمن برامج عمل الأكاديمية في إطار توجيهات ودعم ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، ففي ظل عناية سموه الكريمة لأعمال الأكاديمية والمتابعة الدقيقة لخططها احتلت الأكاديمية دوراً بارزاً على المستوى الإقليمي والدولي بين الأكاديميات العلمية، الكبرى حيث تعمل الأكاديمية على تبني المقترحات التي ترد من أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، وكذلك التوصيات الصادرة عن المؤتمرات والندوات والمقترحات التي ترد من هيئات ومكاتب جامعة الدول العربية المتخصصة، أو من اقتراحات الخبراء المتخصصين العاملين في المجالات الأمنية والاجتماعية في الدول العربية، وكذا الموضوعات التي ترى أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية أهميتها وجدوى تنفيذها بناء على توصيات البحوث والدراسات أو نتائج المسح الميداني لتحديد الاحتياجات التدريبية لمنسوبي الأمن في الدول العربية. ومن هذه المنطلقات تتبنى الأكاديمية العديد من الجلسات والندوات العلمية ومنها تلك الجلسة العلمية حول التطوع في الوطن العربي. وقد سعدت بالمشاركة فيها من خلال ورقة عمل حول الإعلام.. وتنمية الوعي بالعمل التطوعي، كما كان لي شرف رئاسة إحدى جلساتها العلمية. وحقيقة أن نظرة المجتمع العربي لمفهوم التطوع ومدى انجذابه إليه ليس نظرة سلبية بصفة عامة، فكما أشرت قبل ذلك أن العمل التطوعي يحثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف، كما أنه موجود في تاريخنا وتراثنا العربي وذلك يساهم في التفاعل الإيجابي مع مفهوم التطوع بالوطن العربي، ورغم ذلك فإننا في حاجة دائماً إلى تنمية وزيادة الوعي بوظيفة العمل التطوعي، وضرورته في ترابط النسيج الاجتماعي.
* بمناسبة مشاركتكم بورقة العمل حول الإعلام.. وتنمية الوعي بالعمل التطوعي، والتي جاءت في إطار جلسة علمية بأكاديمية نايف للعلوم الأمنية.. ما هو دور الإعلام في العمل التطوعي من ناحية، ودوره أيضاً في المجال الأمني من ناحية أخرى؟
يظل الإعلام مؤثراً فاعلاً في الارشاد والتوجيه والتعليم، ومصدراً رئيسياً للمعلومات المتدفقة وأداة ذات قدرة متجددة ومتدفقة تستحوذ على أفراد المجتمع، ولهذا يأتي دور الإعلام في العمل التطوعي الخيري في مقدمة الأدوار الفاعلة في ترسيخ مفهوم العمل التطوعي وأهميته، وذلك من خلال قدرته على إحكام السيطرة على الأفراد عبر قناعات فكرية وثقافية واجتماعية بضرورة العمل التطوعي الخيري وخصوصاً في المجتمعات الإسلامية العربية، نظراً لتفردها في التراحم والتكافل النابعين من الدين الإسلامي، ولكن مع مرور الزمن وتشابك ظروف الحياة وتعقد العلاقات الاجتماعية تضاعفت الحاجة إلى تفعيل مبادىء العدالة الاجتماعية من خلال استشارة الجماهير ومحاولة تشكيل رأي عام واع لاستثمار الجهود والموارد والطاقات البشرية لأداء خدمات أو المشاركة في تنفيذ بعض الأعمال مساندة للقائمين عليها ومعاونة لهم، وهنا يأتي دور حملات التوعية بما تتضمن من عناصر العمل التطوعي بداية من المفهوم والأهمية ومروراً بعلاقة الإسلام والعمل التطوعي وكيفية العمل متطوعاً، وأخيراً التجارب الناجحة في هذا المجال، والنجاح في توصيل هذه العناصر بصورة جيدة للأفراد يقع على عاتق دور الإعلام المنوط إليه هذا الفعل، ورغم أن المسؤولية جسيمة إلا أن حجم الدور الذي يمكن أن يقوم به الإعلام في ظل تعاظمه طوال السنوات الماضية بالغ الأثر والتأثير. أما بالنسبة إلى دور الإعلام في المجال الأمني فهو دور محوري للغاية لأن الإعلام هو بالفعل المرآة التي تعكس كافة تفاصيل ومجريات الأمور داخل المجتمع ومشاركته فعالة في مساندة السياسات وتوجيه الرأي العام بصدق المعلومات وموضوعيتها، والأمن واحد من أهم المجالات التي يساهم فيها الإعلام بدور استراتيجي في ترسيخ مفهوم الأمن، من أجل المساهمة في ضبط حركة المجتمع وتأمين أمن وسلامة المواطنين، وما الحملات الإعلامية في المجال الأمني سوى جزء من ذلك الدور، الذي يأتي في إطار منظومة اجتماعية واقتصادية وثقافية متكاملة في مجتمع متماسك.
* بصفتكم أحد مسؤولي جمعية الأطفال المعوّقين، ومشرفاً على العمل التطوعي فيها.. فماذا عن برنامج العمل التطوعي بالجمعية، وما مدى استفادة الجمعية من هذا البرنامج، وهل حقق النجاح المأمول منه؟
في الحقيقة أن جمعية الأطفال المعوقين ليست مجرد جمعية لعلاج وتعليم وتأهيل هذه الفئة الغالية من أبناء الوطن، ولكنها مؤسسة متكاملة ذات استراتيجية شاملة لمواجهة قضية الإعاقة في المجتمع، وفي هذا الإطار فهي نموذج مثالي للمؤسسات الخيرية فيما تقدمه من خدمات متكاملة متطورة لفئة هامة من المجتمع وتتسم هذه الخدمات بالمنهجية العلمية، وذلك يرجع إلى صدق التوجه والرؤية العميقة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية ولكافة أعضاء المجلس، ولدور الجمعية في المجتمع، ولهذا حرص سموه أن تمتد مظلة خدمات الجمعية إلى مختلف مناطق المملكة، وأن يؤسس مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وهو المركز العلمي الذي أنشأته الجمعية بمنحة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والرئيس الأعلى للمركز، ويعنى المركز بإثراء المعرفة ووضع الأسس العلمية للوقاية والرعاية في مجال الإعاقة..
* كنت عضواً باللجنة المنظمة ورئيساً للجنة الإعلامية للمؤتمر الدولي الثاني للإعاقة والتأهيل.. فهل يمكن التعرف على أهمية هذا المؤتمر ومستقبل توصياته؟
المكانة المرموقة لجمعية الأطفال المعوقين ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ليس بين المؤسسات الخيرية في أنحاء المملكة فقط، بل إقليمياً ودولياً، جعلتها تعنى عناية كبيرة بهذا المؤتمر، وكانت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض للمؤتمر دافعاً أكبر للارتقاء بمستوى المؤتمر وفعالياته، وحقيقة حظي المؤتمر باهتمام الشخصيات البارزة من مسؤولين ومتخصصين وباحثين وتمثل ذلك في الاستجابة الفورية للمشاركة بالمؤتمر، ولذلك أحدث عقد المؤتمر صدى دولياً بين الأوساط العلمية المتخصصة في مجالات الإعاقة، ولهذا كانت مسؤوليات عضويتي باللجنة المنظمة ورئاستي للجنة الإعلامية مضاعفة، ومن أجل ذلك وضعت خطة إعلامية متكاملة وفق برنامج زمني محدد لكافة وسائل الإعلام، بالإضافة إلى برامج خاصة لمختلف فعاليات المؤتمر، وكان لابد من التحضير الدقيق لذلك، واختيار العناصر المتخصصة والمحترفة، لأن المؤتمر كان بمثابة الواجهة الحضارية لكافة المؤسسات العلمية والخيرية التي تعنى بالإعاقة وتهتم بالمعوقين في المملكة، واعتقد أن التوصيات التي قدمها المؤتمر سوف تكون برنامج عمل متكامل في المرحلة القادمة، وسوف تؤتي ثمارها كما حدث مع توصيات المؤتمر الأول للجمعية والتي تم وضع أدلة تفعيلها كلها وتنفيذها بالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة، وكان أبرز تلك التوصيات مقترح مشروع النظام الوطني للمعوقين، والذي صدر مؤخراً، ويعد من أكبر الإنجازات الحضارية للمعوقين في وطننا المميز.
* بمناسبة الحديث عن النظام الوطني للمعوقين.. هل يمكن التعرف على أهم بنوده وفائدته للمعوقين؟
صدور النظام الوطني لرعاية المعوقين بموافقة الأمر السامي الكريم يعكس ما يحظى به المعوقون في بلادنا من عناية واهتمام بالغين. ولقد بذل سمو الأمير سلطان بن سلمان من أجله الكثير من الجهد منذ أن كان فكرة تبناها سموه بالمؤتمر الأول عام 1413ه وذلك لإعداد نظام متكامل وشامل يعنى بمختلف شؤون الإعاقة والمعوقين بما فيها مجالات التربية والتعليم والعلاج والتأهيل والتوظيف، ومصدراً يعتد به في العمل على الإفادة من فئات المعوقين في مختلف مجالات الحياة، وقد أخذ في الاعتبار الأنظمة المحلية والإقليمية والعالمية ذات الصلة، وبني على أساس التشريع الإسلامي والأنظمة المعمول بها في المملكة، وقد تم إعداد هذا النظام من قبل فريق عمل من الكفاءات الوطنية المتخصصة. وقد حظي النظام الوطني للمعوقين بدعم شخصي من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام والرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية. وهذا النظام يعد نقلة نوعية في تسهيل معيشة المعوقين حيث يكفل حقوقهم ومختلف الخدمات التي تساعدهم على العلاج والتعلم والتأهيل والتوظيف وجعلهم عناصر فعالة في بناء مستقبل البلاد.
* د. عبدالعزيز.. لقد أجريتم دراسة علمية إعلامية ذات علاقة بالإعاقة والمعوقين.. فهل يمكن التعرف على أهم ملامحها ونتائجها؟
الإعلام في العصر الحديث في ظل التقنيات المتطورة التي طرأت على وسائل الاتصال، أصبح من أبرز وسائل التأثير في المجتمعات، وقضية الإعاقة من القضايا ذات الآثار السلبية الحادة على المجتمعات أيضاً. ومن هنا رأيت أهمية رصد تلك العلاقة بين وسائل الإعلام وهذه القضية بمختلف مفرداتها، نظراً لضرورة الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في التصدي للإعاقة، والدراسة كشفت مضمون هذا الدور تاريخياً وعلى المستوى الدولي والمحلي وتم استخلاص العديد من التوصيات للعاملين في مجال الإعلام وأيضاً للعاملين في مجال الإعاقة.
* وبعيداً عن الإعاقة وهمومها.. أجريتم دراسة علمية حول الرضا الوظيفي عند الصحفيين السعوديين، وتوصلتم إلى نتائج حول أدائهم المهني.. فما أبرز هذه النتائج؟
شهدت الصحافة السعودية طوال السنوات الماضية تزايداً ملحوظاً في المطبوعات.. مما أحدث حركة نشطة في الساحة الصحفية، وتزامن ذلك مع تنامي خطط تنمية البلاد في كافة المجالات، فانعكس ذلك ايجاباً على الصحف التي ازدهرت في ظل الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في مختلف مناطق المملكة، وكانت في نفس الوقت ثورة المعلومات والاتصالات في العالم تتفجر بالتقنيات الجديدة وانطلاق الفضائيات وكل ذلك أحدث ثراءً كبيراً في المجال الإعلامي.. ولكن كان هناك سؤال مهم، وهو محور الدراسة التي أجريتها.. ما نصيب الصحفي السعودي من هذا الاتساع الإعلامي وتعاظم دور الصحافة؟ الحقيقة أن الصحفي السعودي اكتسب مساحات جديدة للتعبير من خلالها، ويرصد ويتابع حركة المجتمع وعلى مختلف مستوياته، ولكن هل كان ذلك كافياً؟ فنتائج الدراسة أكدت أن الرضا الوظيفي لدى الصحفيين السعوديين يتكىء على تسعة محاور هي: الدوافع الذاتية، تقدير المؤسسة، الاستمرار في العمل، إمكانية الإنجاز، الدخل، تقدير المجتمع، الروتين في العمل، التطلع للمستقبل، المسؤولية تجاه العمل، والأمن الوظيفي. وأشارت الدراسة إلى أن الرضا الوظيفي لدى الصحفيين ليس ترفاً، وأنما هو أساسي ومرتبط بجوهر العمل الصحافي كما أشارت النتائج إلى أن غالبية من يقوم بالعمل الصحافي هم من المتعاونين الذين ربما يمثل العمل الصحافي لهم أمراً ثانوياً.
* يلاحظ انخفاض عدد الصحفيات السعوديات رغم ارتفاع نسب تعليم المرأة.. ما الأسباب التي وراء ذلك؟
المرأة السعودية ذكية وقوية ومثابرة ودؤوبة، وأثبتت قدراتها في الكثير من المجالات، طالما اتيحت لها فرص التعلم والتثقيف، وأي إنسان تمت إتاحة الفرصة له للتعلم واكتساب المهارات سوف يجيد استخدام وأداء هذه المهارات، والمرأة السعودية ليست أقل من أي امرأة أخرى، التي لابد من اتاحة الفرصة لها طالما أن عملها يؤدى في إطار الأعراف والتقاليد والأخلاق العامة وذلك ما يحدث في كل مجال طرقته المرأة السعودية، بل واعتقد أن الصحافة واحدة من المهن التي تناسب المرأة يمكن أن تكون بالفعل إضافة كبيرة للصحافة السعودية وهذا يتطلب اهتمام الجامعات بافتتاح أقسام للإعلام وتحفيز الفتيات على دخولها، وإذا كان افتتاح أقسام جديدة مشكلة يمكن ايجاد دبلوم إعلام تلتحق به الفتيات بعد انتهاء الدراسة، وذلك من أجل تطوير مهاراتهن الإعلامية وصقلها بالدراسة لممارسة مهنة الصحافة على أسس عملية. واعتقد أن تزايد عدد الصحافيات أو الإعلامية بصفة عامة في وسائل الإعلام السعودية سوف يساهم في تطوير المهنة ويكسبها تميزاً وتفرداً، وخصوصاً في ظل الأهمية الكبيرة التي اكتسبها الإعلام من قبل كافة الناس بمختلف مستوياتهم وفئاتهم، حيث أصبح مستحوذاً على عقول البشر، وأحد الأدوات المهمة في السيطرة والتغيير والتطوير والتعليم والتثقيف.. كل ذلك تفعله وسائل الإعلام، وبالتالي لا يصلح أن يسيطر علينا فكر واحد ولكن لابد من تنوع الرؤى والمرئيات حتى تستطيع أن تكون فاعلاً ومؤثراً وحاضراً على الساحة، وقادراً على الجذب، ليس إقليمياً أو دولياً بل محلياً فأنت في حاجة إلى ألا يغيب عنك مواطن بالغرق في وسائل الإعلام الأخرى.
* لقد ذكرت في حديثك أن العالم يشهد ثورة في المعلومات والتقنيات الجديدة.. فما مدى استفادة الصحافة السعودية من هذه التطورات؟
لابد أن يعي كل إعلامي وصحفي أننا نعيش العصر الذهبي للإعلام عامة، وللصحافة خاصة في ظل التحديث المستمر في تقنيات الاتصالات التي تشهد ثورة فعلية، وأن الصحفي الذي لا يستفيد من ذلك لخدمة مهنته عليه أن يبحث عن مهن أخرى، وفي هذا الإطار يمكن أن تستفيد الصحافة السعودية من هذه التقنيات في مختلف مجالاتها بداية من تطوير تقنياتها الداخلية أو بنيتها الأساسية من تنفيذ وطباعة مروراً بتطوير قدرات وطاقات الصحفي نفسه وحتى انتقال المادة الصحفية المجهزة للطباعة والنشر من دولة إلى أخرى عبر شبكة متكاملة من أجهزة الحاسب الآلي تربط المركز بالأطراف في منظومة عمل واحدة، ولكن إلى أي مدى يحدث ذلك في الصحافة السعودية؟.. فالحقيقة أن ذلك قلما يحدث؟! وعلى سبيل المثال ان الدورة الورقية داخل الصحيفة التي تبدأ من الصحفي مروراً بالمراجعات وحتى التنفيذ والطباعة ما زالت تتم على الورق بينما تتم الآن في معظم بلدان العالم عبر أجهزة الكمبيوتر، فلا أحد يستخدم الورق، كل شيء يحدث على الأجهزة والكل يعمل في وقت واحد عبر شبكة متصلة بعضها ببعض، حتى موافقة رئيس التحرير على النشر والطباعة. ولذلك من الضرورة تحديث وتطوير قدرات الصحفيين بالدورات والتدريب المستمر لمواكبة هذه التطورات في التقنيات وبخاصة في ظل ما يتوفر من معلومات بالإنترنت، فكيف يطلع الصحفي على هذه الكنوز من المعلومات على هذه الشبكة التي تجمع كل العالم بداخلها دون أن يعرف كيف يستخدم الكمبيوتر؟!.. ولذلك فالصحافة السعودية في حاجة إلى تحديث من الداخل للاستفادة من التقنيات الجديدة لصالح القارىء.
* من جهة أخرى.. لكم رؤية خاصة حول تعامل وسائل الإعلام مع الموضوعات الأمنية.. فما هي؟!
بداية.. لابد من التأكيد على أهمية الإعلام في بلورة ومعالجة القضايا الأمنية، وقد ساعد انتشار الصحف بالمملكة إلى وصول ودعم السياسات الأمنية التي تبتغي أمن وأمان الوطن والمواطن والمقيم. وحقيقة أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للإعلام لا يبخل على الإطلاق على وسائل إعلامنا باطلاعها بحقائق الأمور وصدقها، مما يساهم في دحض كذب وزيف أية ادعاءات تنافي الحقيقة في مختلف الأمور والقضايا، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على عناية سموه الكريمة بأمن وأمان وطننا العزيز. وفي ظل ثورة المعلومات وتحديث وسائل الاتصالات فإن العلاقة بين الأمن والإعلام في حاجة إلى تحديث وبلورة وخصوصاً لرؤية الإعلاميين أن رجال الأمن لا يسعون دائماً إلى توفير المعلومات الضرورية حول القضايا الأمنية، وفي المقابل لا يرى بعض رجال الأمن في الإعلاميين سوى محاولاتهم لتصيد الأخطاء وأوجه القصور للإثارة الصحفية، وهذه الحالة من الشد والجذب بين الإعلاميين ورجال الأمن في حاجة إلى ازالتها ومد أواصر التعاون بين هذين القطاعين المهمين من أجل خدمة الأهداف النبيلة لحماية الوطن العزيز من أية أخطار سواء كانت اجتماعية أو جنائية.
* اختارتكم أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية مشرفاً علمياً على دورة أسس إعداد البرامج الإعلامية للتوعية الأمنية التي تعقدها الأكاديمية خلال شهر محرم القادم، ويشارك فيها إعلاميون ورجال أمن من مختلف الدول العربية.. حبذا لو ألقيتم بعض الضوء على هذه الدورة؟
إن الدوافع الحقيقية للحرص على هذا التعاون مع البرامج والدورات التي تنظمها أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية له عدة أسباب:
أولاً: المساهمة في هذا الجهد العلمي المتميز الذي تتفرد به الأكاديمية باعتبارها من أبرز الصروح الأكاديمية عربياً ودولياً.
ثانياً: توجه الأكاديمية بالتنوع في مجالات اهتماماتها فلم تعد قاصرة على النواحي الأمنية المتخصصة، بل تحرص على الرؤية الشمولية للأمن باعتباره متداخلاً مع مختلف المجالات والقضايا سواء كانت اجتماعية أو جنائية أو اقتصادية أو إعلامية وذلك يعكس مدى عمق الرؤية الثاقبة العلمية للمسؤولين بالأكاديمية، أما بالنسبة إلى الدورة التي أشرف عليها علمياً حول أسس إعداد البرامج الإعلامية للتوعية الأمنية، ومدتها ستكون أسبوعين فتستهدف التعريف بأهمية البرامج الإعلامية وأهدافها وإكساب المشاركين مهارات في الاتجاهات الحديثة في إعداد البرامج الإعلامية المتخصصة ودورها في تحقيق التوعية الأمنية. كما تهدف إلى اطلاع المشاركين على أسس التخطيط في مجال إعداد البرامج الإعلامية المتخصصة ودورها في تحقيق التوعية الأمنية. كما تهدف الدورة إلى اطلاع المشاركين على أسس التخطيط في مجال إعداد البرامج الإعلامية وفقاً للسياسات والاستراتيجيات العامة وكيفية وضع الخطط التنفيذية بما يتناسب مع الموضوعات المحددة والأهداف المتوخاة منها، ويحضرها مدنيون وعسكريون ممن لهم ارتباط علمي بالجوانب الإعلامية. واعتقد أن أهمية هذه الدورة تتمثل في توطيد العلاقات بين العاملين في إعداد البرامج الإعلامية التوعوية في المجالات الأمنية في الأجهزة الأمنية ممن لهم علاقة بإعداد البرامج الإعلامية، وكذلك الإعلاميين المهتمين بتغطية القضايا الأمنية.
|
|
|
|
|