| محليــات
«التربية الأخلاقية وتحديات العصر».. عنوان اللقاء السنوي الذي تعقده إدارة تعليم منطقة المدينة خلال الفترة (16181 1422ه) للتربويين.
ولأن العصر الحاضر هو المحطة الحرجة التي تضطرب فيها «الأخلاق»، شأنها شأن كافة المنعطفات التاريخية التي تمر بها الحياة بالبشر، وتحدث فيها من المتغيرات ما يكون له أثره الفاعل في تغيير أنماط القيم السائدة، واستبدالها بقيم حديثة تتناسب والحياة التي تطرأ فيها «مستهلكات» لا تقف عند المنتَج الاستهلاكي المصنَّع، بل تتخطى إلى «المستهلك» من القول، والسلوك، وتنتهي إلى أن تسود «قيماً» في المجتمع الصغير بالإنسان ذي الخصوصية المحلية، فالأكبر، فالإنساني الشامل.
ولا شك أن «متغيرات» العصر، وما يمسُّ منها المجتمع العربي، والإسلامي على وجه الخصوص من القوة في التأثير بكل ما فيها من «المنتجات».. بحيث «يخشي» في هذا الوضع على «السياجات» الأخلاقية من الاقتحام، ومن ثمَّ الانهيار..، في معية الدولبة العنيفة التي تلفُّ المجتمعات في دورانها السريع.. فإنَّ استعداداً كاملاً، وشاملاً، ومدروساً، وواعياً لابد أن يؤهَّل من أجل حماية هذه السياجات كي لا تنقضَّ،..
وعلى الرغم من أن كثيراً من القيم الأخلاقية التي تعاهدها المجتمع المسلم قد بادت واندثرت بل طُمس أكثرها حتى لو هو باقٍ..، إلا أن المجتمعات دَأبت على الحرص على إبقاء البقية أو البقايا التي لا يختلف عليها رأي.
والأخلاق هي قوام الإنسان..
بل هي قوام الأمم..
بل هي محك الحياة..
فإما حياة شريفة تسودها الأخلاق..
وإما حياة وضيعة تخلو منها..
ولا أحسب أن الثانية هي مآل مجتمع بشري يمارس في حياته اليومية التطهُّر للصلاة لخمسٍ كل يوم..
والأخلاق لها مقوماتها، ولها صفاتها، وعنها تظهر التركيبة الأساس لبنية المجتمع أي مجتمع يبدأ من اثنين وينتهي إلى الأكثر، فالأكثر..
وكلَّما قوي بناء الاثنين، استشرف بناء من يأتي..
وقوام النفوس تأديب الأخلاق..
وأدب النفس هو أدب الدرس، وأدب الدرس هو محتوى الخلق، والخلق احتواء للفضائل في أبنيتها بأشكالها الصوتية والحسية والسلوكية الحركية، والسلوكية الفكرية، والسلوكية التعبيرية في مختلف أنواع التعبير وأشكاله.
والأخلاق ليست مصطلحاً قابلاً للمعاشرة مع اللسان فقط في حروف منطوقة.. إنها إن لم «تنفذ» وتمارس عملياً من خلال التطبيق..، فإنها كالبناء الذي يتكون من رقائق ورقبة هشة لا قوام لها.
ولأنها مهمة «التربية»، ولأنها مسؤولية التعليم، ولأنها واجبات المربين في الأسرة الصغيرة.. فالأكبر.. فالأكبر..، فحري إذن أن يتدارس من أجلها، وعنها القوم، في حلقاتهم، وفي لقاءاتهم..، وحري بهم أن يضعوها موضع «القلق»، وتكون مصدراً فاعلاً للفعل في حواراتهم، وبحثهم، وأعمالهم..
|
|
|
|
|