| أفاق اسلامية
غابت شمس عام مضى وأشرقت شمس عام جديد!! وبغياب شمس عامنا الذي مضى طويت سجلاتنا وقد دون الملكان فيها كل شيء، فسجلي وسجلك لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها!!، (ولا يظلم ربك أحدا)!!، والنهاية المحتومة لي ولك ولكل مخلوق (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)!!.
مر عام فيه من المفارقات والعجائب الشيء الكثير فكم من فتاة تتمايل في الطرقات والأسواق ضاحكة مستبشرة وقد هتكت جل حجابها، وأخرى في حرب مع الكفار تبكي عرضها وحجابها!!، كم من طفل بكى لأنه لم يذق حلواه المفضلة وآخر بكى لأنه لم يجد ما يسد به رمقه!!، وكم من دمعة من لوعة على الفراق، وأخرى من حرارة اللقاء!!، وكم من أناس قد زفواعروسهم ، وآخرون شيعوا ميتهم!!، كم من شاب سلم الناس من لسانه ويده، وآخر لم يسلموا لا من لسانه ولا من يده!! وكم فقير قد اغتنى!! وكم غني قد افتقر وكم من قائم في جوف الليل يناجي ربه، وكم من آخر يغضب ربه!! وكم.. وكم!!
في نهاية كل عام وكل عمل ثمة حسابات معينة تعرف من خلالها موقفك المالي!!، ونحن في هذه الخاطرة نود ان نصل الى محاولة معرفة ما لنا من حسنات لنزداد منها وما علينا من سيئات لنقلع عنها ونتوب منها وذلك بصورة عاجلة!!، كما نود ان نصل جميعا أيضا الى حقائق أخرى ستتضح لنا في السطور التالية!!، وليسأل كل واحد منا نفسه الأسئلة التالية:
كم صلاة الفجر صليتها مع جماعة المسلمين خلال العام الماضي؟، وكم أخرى لم أصلها إلا عند القيام من النوم للذهاب الى المدرسة أو العمل؟!، كم صليت من الصلوات الأخرى مع جماعة المسلمين؟، وكم ضيعت؟! كم حفظت من كتاب الله، وكم تعلمت منه؟!، كم يوماً صمته في سبيل الله؟! كم زيارةرحم أو صلة لها قمت بها؟! كم جنازة مسلم صليت عليها وشيعتها؟! كم من غيبة كتبت عليّ؟! وكم نظرةحرام سجلت عليّ وكم فرصة سنحت لي لأتوب ولكن لم أتب بعد؟! كم مرة عققت والديّ ونهرتهما؟! كم؟! وكم؟! إنها سلسلة لا تنتهي من الأسئلة!! وثمة وقفة أخرى وهي انه خلال العام الماضي عاش عالمنا الإسلامي الجريح الآلام المبرحة والجراح النازفة، فياليت شعري ما حال عالمنا الإسلامي في عامنا الجديد!! كما أنه خلال العام المنصرم كم من الأحبة أهلنا عليهم التراب بعد ان أودعناهم لحود القبور؟! فيا ترى من منا سيهال عليه التراب في عامنا الجديد؟! فنحن جميعا اليوم أقرب الى القبور من أمسنا القريب!! فهل نعتبر ونجعل من عامنا الجديد بل أيامنا ولحظاتنا القادمة صحائف خير جدير بنا أن نملأها بالحسنات تلو الحسنات!!، وإن اقترفت أيدينا وجوارحنا سيئات فعلينا ان نتذكر قوله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات) 114 هود، وأن نعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه عندما قال ( يا معاذ اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)!! رواه أحمد.
وبعد فما سلف ما هو إلا خواطر وذكرى وصدق الله ومن أحسن من الله قيلا (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) 55 الذاريات.
|
|
|
|
|