|
| أفاق اسلامية
من نعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد المباركة أن جعلها مهبط وحيه، ومنبع رسالة الاسلام الخالدة، منها شع نور الهدى وعلى ثراها الطاهر نزل القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فأخرج الناس من دياجير الجهل والظلام إلى نور الحق والهداية، وقد تعاقبت على هذه الجزيرة حقب من التاريخ بعد عصر النبوة والخلافة الراشدة وصل الأمر في بعضها بالناس هنا إلى درجة كبيرة من الجهل والتخلف والظلم حتى قيض الله عز وجل مؤسس الدولة السعودية الأولى محمد بن سعود رأس الأسرة السعودية الكريمة رحمه الله إمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب يرحمه الله وتمكينه من محاربة الجهل والبدع التي انتشرت بين الناس، والسعي لاقامة شرع الله والحكم بما في الكتاب والسنة واجماع السلف الصالح، واستمرت الدولة السعودية الأولى والثانية على هذا النهج المبارك، شعارا خالدا لمن يحكم من هذه الأسرة النبيلة.
وشاء الله وما شاء فعل أن ينهض بهذه الأمانة والمسؤولية في عصرنا الحاضر هذا رجل ألهمه الله الحكمة وزوده بمقومات القيادة والزعامة في وقت تتجاذب العالم من حولنا قوى شتى ذات مطامع وأهداف متباينة وأيدلوجيات مشبوهة، فإذا بالملك عبدالعزيز رحمه الله يعلن في الخامس من شوال من عام 1319ه من الرياض ولادة هذه الدولة المباركة في عصرنا الحاضر لتقوم يمسئولياتها تجاه الاسلام والمسلمين. وتجاهد من أجل الدين ومن أجل إرساء قواعد الأمن لحماية الأموال والأعراض لسكان هذه البلاد ولكل مقيم على ثراها عاملا أو سائحا، ولكل مسلم يفد لبيت الله حاجا أو معتمرا. فقضى على الجهل والظلم وحفظ للناس دماءهم وأموالهم
ولم يكن ذلك ليتم لولا توفيق الله أولا، ثم حرص ولاة الأمر وتصميمهم على تحكيم كتاب الله وإقامة حدوده، وقد أعلن الملك عبدالعزيز هذا المبدأ سنة 1354ه عندما قال بالنص «أنا بينكم الآن لأقيم حكم القرآن والسنة».
ومن هنا فليس غريبا أن يحتفي قادة المملكة بالقرآن ويعتنوا به، ويستمدوا منه دستور البلاد ونهجها، وأنظمة الحكم فيها. واليوم نشاهد مئات المدارس في مختلف المراحل بنين وبنات لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده. كما نشاهد جماعات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في شتى مناطق المملكة. تدعمها الدولة وتشجع الحفظة وتتبناهم.
ولم يكن في الأمر ما يدعو الى الغرابة عندما نجد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله يرعى المسابقة المحلية التي تقيمها مشكورة وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، فالأمير سلمان ليس بعيدا عن دائرة الأعمال الخيرية الجليلة بل هو في بؤرتها، وجهوده مشكورة وملموسة في هذا المجال في الداخل والخارج. وهذه المناسبة العظيمة التي يرعاها سموه إنما تأتي انطلاقا من إيمانه بحتمية الواجب على أبناء المملكة حكاما ومحكومين تجاه كتاب الله وحفظته. وتدبر معانيه والعمل بها. ففيه الحياة لمن أرادالحياة الكريمة وفيه السعادة وحسن المآل عند رب العالمين.
ولا أجدني في نهاية هذه الكلمة في حاجة الى التنويه بجهود المملكة وقادتها في خدمة كتاب الله فذلك قدرها ورسالتها، ولكنني أقول بارك الله الخطى، وأدام علينا أمننا واستقرارنا وجعلنا في هذه البلاد المباركة هداة مهتدين وأن يوفق الله ولاة أمرنا للعمل بما يرضيه سبحانه، كما أتوجه بالشكر الجزيل لراعي هذه المناسبة الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والقائمين عليها وأن يكتب الله لهم الأجر والمثوبة والاستمرار في هذه الأعمال الخيرة والله الهادي إلى سواء السبيل
* وكيل جامعة الملك فيصل للشؤون الأكاديمية
|
|
|
|
|
