| العالم اليوم
* هانوفر ألمانيا د ب أ:
اشتبكت شرطة مكافحة الشغب الالمانية ليلة الثلاثاء/ الاربعاء مع المتظاهرين المناوئين لاستخدام الطاقة النووية واحتجزت أكثر من 100 شخص في احتجاجات بسبب شحنة من النفايات النووية يتم نقلها من فرنسا إلى وحدة تخزين في وسط ألمانيا.
وقد حاول النشطاء وقف القطار المدرع الذي يحمل ست حاويات بها 85 طناً من النفايات المشعة من وحدة المعالجة النووية الفرنسية في لاهاي إلى دشمة تخزين تحت الارض في جورلبن، في منطقة زراعية جنوب شرق هامبورج.
وأصيب على الاقل اثنان من المحتجين بجراح عندما استخدمت الشرطة العصي لابعاد مئات الاشخاص الذين سدوا طريق القطار. وقال منظمو الاحتجاج أن سبعة قد أصيبوا بجراح بعضهم جراحه خطيرة. كذلك ألقى بعض المحتجين قنابل الاضاءة على الآلاف من رجال الشرطة في المنطقة، كما أضرموا النار في العديد من عربات الشرطة في بلدة داهلنبرج الصغيرة.
وكان القطار الذي يحمل ست حاويات من براميل النفايات النووية قد احتجز إلى أجل غير مسمى من الساعة التاسعة مساء أمس/الثلاثاء/ بالقرب بلدة بافينبورج، حيث ربط المحتجزون أنفسهم بخط السكة الحديد مما اضطر الشرطة إلى قطع القضبان.كذلك استخدمت قوات الامن أيضا مدافع المياه لتفريق المتظاهرين من موقع ونش كان يستخدم في نقل الحاويات المغلقة المملوءة بالمواد المشعة من القطار إلى الشاحنات أمس الاربعاء.. وكما كان متوقعا على نطاق واسع، فقد تصاعدت المواجهة في المرحلة الاخيرة من عملية النقل المثيرة للجدل. وقامت الصفوة من قوات حرس الحدود في وقت سابق بإبعاد المتظاهرين من انصار السلام الاخضر )جرين بيس( الذين حاولوا سد جسر سيمر عليه القطار.
وهبط رجال الشرطة على الاحبال وأجبروا المتظاهرين، الذين ربطوا أنفسهم على طول الجسر، بأن يهبطوا إلى القوارب التي كانت في انتظارهم.
كذلك قامت قوات الشرطة بإبعاد 1000 شخص نظموا اعتصاما لسد طريق رئيسي للسكك الحديدية قرب لوينبرج.
وكان من المقرر أصلا أن تصل النفايات النووية إلى داننبرج، جنوب شرق ألمانيا، في وقت متأخر امس الاول.
هذا، وتم وضع الحاويات في شاحنات امس الاربعاء ليتم نقلها إلى وجهتها النهائية على الطريق لمسافة العشرين كيلومترا الاخيرة لتصل إلى جورلبن. وتخشى الشرطة أن تقع أحداث عنف خلال هذه المرحلة من نقل الشحنة ولاسيما من المتطرفين اليساريين.
ويحرس الشحنة حوالي 15 ألف رجل شرطة ومن المقرر أن يكون المحتجون بنفس العدد.
يذكر أن جورلبن كانت مركز احتجاجات عارمة في الثمانينيات عندما تم بناء المنشأة، وما زالت تمثل مركزا للحركة الالمانية المناوئة لاستخدام الطاقة النووية. وكانت آخر شحنة من هذه النوع في عام 1997، قد أثارت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين.
يذكر أن ألمانيا قد أوقفت شحنات النفايات النووية بسبب المخاوف الامنية في عام 1998، ولكنها استأنفت شحن النفايات ثانية للوفاء بالتزاماتها التعاقدية مع فرنسا. وكانت حكومة المستشار جيرهارد شرويدر قد وافقت في العام الماضي على إغلاق كل محطات الطاقة النووية في ألمانيا البالغ عددها 19 محطة خلال العقدين المقبلين، وهو ما سعت الحركة المناهضة لاستخدام الطاقة النووية إلى تحقيقه. وكجزء من الصفقة التي تم عقدها مع صناع الطاقة النووية، وافق الحزب الاشتراكي الديموقراطي المتحالف مع الخضر، على استئناف شحن النفايات إلى جورلبن.
ومن المثير للمفارقة أن وزير البيئة الالماني يورجين تريتين من حزب الخضر هو الذي تعين عليه أن يعطي المساندة النهائية لشحن النفايات.
وقال تريتين الذي كان أحد المتظاهرين البارزين ذات يوم في جورلبن أن الشحنات تعد ضرورية ولا مفر منها لان ألمانيا لا يمكنها أن تلقي بنفاياتها النووية على أعتاب جيرانها وقالت وزيرة شئون حماية المستهلكين والزراعة ريناته كوناست إن أولئك الذين يريدون إغلاق محطات الطاقة النووية يتعين عليهم أن يقبلوا شحن النفايات. وأضافت الوزيرة وهي عضو حزب الخضر إن هذا ليس موقفا سهلا.ولكن في مؤشر واضح على الفوضى، قال عدة أعضاء من الخضر في البرلمان إنهم سوف يسافرون إلى جورلبن للانضمام إلى الاحتجاج ضد حكومتهم. والنفايات النووية التي يجرى معالجتها في فرنسا تخرج أصلا من محطات الطاقة النووية الالمانية. وألمانيا، كما أكد شرويدر، ملزمة باسترداد نفاياتها النووية.
|
|
|
|
|