| تحقيقات
تابعنا كما تابع الملايين من الناس حول العالم انباء تفشي مرض الحمى القلاعية في القطاع الحيواني في العديد من الدول الاوروبية وخاصة بريطانيا، وما هي الا أسابيع قليلة وإذا بنا نفاجأ بأن المرض قد وصل الينا ومن غير سابق انذار، وكما حدث في حمى الوادي المتصدع بادرت صحافتنا المحلية بتغطية الموضوع بدافع السبق الصحفي والاثارة من غبر توثيق ما يتم نشره ضاربة بعرض الحائط الخوف الذي يعم المواطنين او اصحاب تربية المواشي، وعلى سبيل المثال لا التحديد طالعتنا احدى صحفنا المحلية بالعنوان العريض «مخاوف في السعودية من انتقال الحمى القلاعية للانسان» وعند قراءة الموضوع نرى ان المحرر يقول نقلا عن مصدر مسؤول في وزارة الصحة، ان الوزارة ستخاطب منظمة الصحة العالمية لمعرفة ما اذا كانت الحمى القلاعية تنتقل الى الانسان... الخ.
يا للعجب هذا المرض ليس بالجديد والمعلومات عنه كثيرة وطرق انتقاله معروفة ويستطيع الفرد العادي من خلال شبكة الانترنت التعرف على آخر المعلومات عن المرض ومن أكبر المراجع العالمية، ليس ذلك فحسب بل هناك الخطط التي تبنتها الدول الغربية «مثل بريطانيا» للحد من انتشار المرض مع نصائح للمواطنين واصحاب المواشي حول كيفية التعامل مع المرض.
عودة الى الحمى القلاعية، فعلى الرغم من خبرتي المحصورة بالأمراض الفيروسية وطرق تشخيصها بين البشر الا ان ما نشر عبر الصحف، دعاني الى مراجعة الموضوع ونشره حسب آخر الحقائق العلمية عن المرض:
الفيروس
ينتمي فيروس الحمى القلاعية الى عائلة من الفيروسات تسمى بايكورنا فيريدي جنس أبسوفيروس وهناك ثمانية انواع معروفة من هذا الفيروس تختلف عن بعضها بتركيبتها المناعية. ويستطيع الفيروس البقاء لفترة طويلة في درجة الحرارة المنخفضة تحت الصفر في حين يمكن القضاء عليه بدرجة الحرارة التي تتجاوز خمسين درجة مئوية، كذلك يمكن القضاء على الفيروس بخفض درجة قلوية الوسط عن 6 وكذلك باستعمال العديد من المحاليل المعقمة.
التوزع البيئي
يعتبر مرض الحمى القلاعية من أشد الأمراض التي تصيب القطاع الحيواني من حيث سرعة الانتشار وفداحة الخسائر المادية، ويصيب المرض قطاع الماشية من أغنام، أبقار، خنازير، جواميس وبط، أما بالنسبة للجمال والخيول فاحتمال الاصابة أقل وهناك العديد من الحيوانات التي تحمل الفيروس لفترات طويلة في لعابها قد تمتد ل 30 شهرا من غير ظهور أية اعراض عليها، هذا ويتواجد الفيروس في الجهاز التنفسي، اللعاب، البول، البراز، وحليب الحيوانات بالاضافة الى اللحم وخاصة في حالة حفظ اللحم في وسط مشعر الحموضة اكثر من 6.
طرق انتقال المرض
بين الحيوانات
ينتقل الفيروس بشكل مباشر وغير مباشر، بشكل مباشر عن طريق القطرات المحملة بالفيروس والصادرة من الحيوان عند عطاسه «في درجات الحرارة المنخفضة تحت الصفر المئوي يمكن ان ينتقل الفيروس في الهواء لمسافة 60 كم وفي الماء لمسافة 300 كم» أما الشكل غير المباشر فيكون عن طريق التراب الملوث او اي شيء تم أخذه من الحيوان المصاب مثل اللحم والحليب ومشتقاته او اية مواد ملوثة بالفيروس مثل السيارات التي تنقل الحيوانات المصابة وغيرها.
الأعراض والتشخيص
تظهر الأعراض على الحيوان بعد فترة حضانة تتراوح من 2 14 يوما، وحسب تسمية المرض تظهر بثور في أطراف الحيوان وكذلك فمه ويصاب الحيوان بالهزال ويصبح غير قادر على اعطاء الحليب، أما عن الوفيات فتكون قليلة في الحيوانات البالغة بينما تكون مرتفعة في الحيوانات الصغيرة بسبب التهاب العضلة القلبية.
التأكد من الإصابة
عند الحيوان
يتم التأكد من اصابة الحيوان عن طريق عزل الفيروس من مفرزات جسمه وكذلك بعمل الفحوص المصلية الخاصة.
الإنسان والحمى القلاعية
لا يعتبر مرض الحمى القلاعية من الأمراض التي تصيب الانسان حيث ان انتقال هذا المرض للانسان يعتبر نادر الحدوث، وحتى في حال انتقال الحمى القلاعية للانسان فالأعراض التي تظهر عليه بسيطة جدا ولا تتعدى بعض البثور الجلدية البسيطة التي تختفي بسرعة بدون علاج.
قد يختلط على البعض اسم المرض فهناك فيروس مماثل يصيب الانسان والأطفال من نفس عائلة بايكورنا فيريدي وقد يحدث حمى بسيطة وبعض المظاهر الجلدية البسيطة، ولكن لا علاقة له من قريب او من بعيد بفيروس الحمى القلاعية الحيواني وما ذكرته احدى صحفنا المحلية عن الفيروس الذي اصاب اطفالا في ماليزيا لا علاقة له بالفيروس الحيواني.
لا تصاب الدواجن بهذا الفيروس «الدجاج،الأرانب....الخ» كما لا تصاب الاسماك به كما لا تعتبر الخضراوات والفواكه من نواقل المرض.
يمكن أكل لحوم الحيوانات المصابة بعد طهيها بشكل كامل ففيروس الحمى القلاعية يموت عند تعرضه للحرارة.
كيفية الحد من انتشار المرض
1 التبليغ عن اية حيوانات مصابة، لعزل المزارع التي تحتوي على حيوانات مصابة وتقييد حركة انتقال هذه الحيوانات.
2 ذبح الحيوانات المصابة والتخلص من أجسامها حسب الطرق الخاصة المنصوص عليها عالميا.
3 استعمال المنظفات الخاصة لتعقيم مناطق تواجد الحيوانات، وكذلك جميع المواد التي من الممكن ان تكون تلوثت بالفيروس مثل أحذية العاملين في المزارع التي تتواجد فيها حيوانات مصابة وعجلات السيارات الناقلة للحيوانات وغيرها.
4 هناك لقاح يمكن استعماله في حالات الأوبئة لوقاية الحيوانات غير المصابة.
أخيرا أكرر مناشدتي للمسؤولين عن صحفنا المحلية ببذل الجهد في توثيق ما يكتبه محررو الأخبار.
لمزيد من المعلومات للمهتمين بهذا الموضوع يمكنكم الاطلاع على المواقع التالية:
www.guardian.co.uk/ footandmouth
www.maff.gov.uk
www.aleffgroup.com/ avisfmd/
www.news.bbc.co.uk/hi/ english/in_depth/uk/2001/ footan
د. سامي حسين الحجار
استشاري الأمراض المعدية والفيروسية
|
|
|
|
|