| الريـاضيـة
عزيزي القارئ الكريم نقيم معكم على هذه الأرض الطيبة ونتابع بكل شغف مسابقاتكم الرياضية عبر الاعلام المرئي والاعلام المقروء ممثلاً في الصحف والمجلات واني كنت من خلال هذه السطور اشخص حال فريقي القومي التونسي بحكم اني تونسي مهتم رياضي ومتابع ساءتني النتيجة التي آلت اليها المباراة فجالت في نفسي هذه الكلمات:
قلنا ونحن نشاهد الاهداف الستة في مرمى الفريق الكنوغولي بالمنزه ان المنتخب التونسي عادت له شهية التهديف وبات يملك خطا هجوميا ناجعا بل ويملك خطوطا متكاملة غاية في التكامل والانتشار المتوازن .. وقلنا ونحن نشاهد تلك الاستعراضات الفنية الجميلة من كل لاعبي المنتخب حتى الحارس بان المنتخب وصل الذروة وصار منتخبا يحاكي الفرق العالمية وقلنا .. وقلنا .. ولكن نسيت ان اقول لكم ان المنتخب المقابل هو منتخب الكونغو الديمقراطية منتخب لايزال لم يخرج من البلد ومن ازمات سياسية واقتصادية وحتى نفسية فأراد المنتخب التونسي ان يزيد تلك الازمات ويجعلها ازمات متكاملة فيضيف الى كل تلك الازمات ازمة رياضية...
هذا ما قلناه بعد ان شاهدنا تلك المباراة ولكن ماذا سنقول الآن بعد مباراة المغرب فلم نر فنيات ولم نر تهديفا ولم نر استعرضات بل الذي شاهدناه هو الفريق المغربي الشقيق حيث فرض اسلوبه وطريقة لعبه واتحفنا بالعروض الفنية وامتعنا بهدفين اثنين كادا ان يكونا اكثر لو ارادوا ذلك..وبان المنتخب التونسي على حقيقته وباتت ألاعيب من كان يسهر على الناحية الفنية للمنتخب ولمدة ثلاث سنوات واعني المدرب الايطالي "سكوليو" هذا ان كانت له ناحية فنية كان يسهر عليها وبما اني لست متخصصاً في الامور الفنية ولا اريد ان اقحم نفسي فيها، لكن الشيء الأكيد هو أن امام المدرب الالماني الجديد "كراوتزن" من العمل الكثير ومن الجهد ما يشق به الجبال ويقطع به الصعاب لانه امامه كأس العالم ووراءه كأس امم افريقيا فأين المفر فكان الله في عونك لاعادة التوازن المفقود واللحمة والروح والاندفاع الغير موجود...
لقد انكشف المستور وبان ما كان مخبأ بين السطور فقد شاهدنا الخطوط الثلاثة ليس فقط متباعدة بل تباعدت وتداخلت وامتزجت انصهرت في تركيبة كيميائية اتحدى انشتاين نفسه ان يحل عقدها..!!
فصرنا لا ندري خاصة في الشوط الثاني من ا لذي يبني الهجمة او ينهيها الى حد ان المدافع التونسي المتألق خالد بدرة اقتنع بأن فلسفة الخطوط والخطط التكتيكية ليس لها مكان في هذه المباراة فبدأ بالهجمة وأنهاها ومن المفارقات انها هي الهجمة الوحيدة التي شكلت خطرا حقيقياً على مرمى بن زكري ولو كانت القذيفة اكثر قوة ودقة لكانت هدفاً جميلاً!!
ولأني وبصراحة اشفق على المدرب الجديد كراوتزن في العمل الذي ينتظره فلابد من تهيئة الظروف الملائمة والعمل على اتاحة الفرصة لكل الطاقات الواعدة التي يمكن ان تعطي الاضافة والى ذلك الوقت نتمنى للمنتخب المغربي كل التوفيق ولكافة المنتخبات العربية المشاركة في التصفيات المختلفة النجاح والابداع.
محمود المكي
مقيم تونسي في بريدة
|
|
|
|
|