| عزيزتـي الجزيرة
لقد شرع الله عز وجل العزاء في جميع أمور المسلم الحياتية ومن ذلك تعزية المصاب بوفاة قريب أو حبيب، ولقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تعزية المصاب ولكن هل فقه الناس كيفية هذا العزاء؟
الجواب بأن جزءا كبيراً من المجتمع ما زالوا غير مدركين لمعنى العزاء الصحيح، فمن ظواهر العزاء في مجتمعنا المخالفة للسنة بأنك تجد بعض الناس يجلس للعزاء في بيته ولا يخرج منه لمدة ثلاثة ايام، ولسان حاله بهذه الطريقة بأنه يقول للناس "اقبلوا علي فإني مصاب" وفي تلك الأثناء تجهز الولائم والموائد، ويكون هذا العزاء "مشروع تسمين" وتذهب من هذه الأجواء حالة الوقار والسكينة وتكون مناسبة العزاء مناسبة فرح بهذا الوضع الذي ذكرت والاصل في ذلك ان يعزى المصاب في اي مكان وجد، ولا يخصص وقت للجلوس، ومن تلك المخالفات في العزاء حياء بعض الناس والاضطرار للحضور للمصاب ومجاملته وليس اتباعاً للسنة، واحياناً يكون المعزى في كامل صبره واحتسابه، وقد نسي او تناسى مصيبته ثم بعد ذلك يثير المعزي اشجانه واحزانه، وهذا من الخطأ، ومن تلك المجاملات المخالفة للسنة، تجد بعض الناس يأتي للعزاء وهو لم يعلم بالوفاة الا بعد ايام ثم يأتي ويعتذر ويقول عذرا لم أعلم الا متأخراً او نحو هذه العبارات وقد نسي ما هو أهم من ذلك وهو الدعاء للميت وكأنه يعتذر عن الحضور لمناسبة عامة، وهذا من الخطأ ومن الأمور المخالفة للسنة في العزاء ازدحام بعض الناس للعزاء في المقبرة وأحياناً يصل هذا الزحام إلى ايذاء الأموات وكذلك اعتقاد بعض الناس بوجوب تقبيل او معانقة المصاب، مما يسبب للمصاب احيانا اختناقا او غير ذلك من الأمور غير المشروعة.وبعد كل هذا يجب على المسلم ان يتبع ولا يبتدع في دين الله ويقتدي بالقدوة الحسنة وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ويتجنب كل قدوة مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم.
أحمد بن صالح الجعيثين
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية العلوم العربية والاجتماعية قسم اللغة العربية
|
|
|
|
|