|
| عزيزتـي الجزيرة
لا.. لا تكوني كذلك.. فهذه هي الحياة، تهاجمنا مرات وتصالحنا مرات.. لا لا تكوني هكذا، فما خلقت لتتعذبي ولكنها الاقدار..
صديقتي: أتذكرين احلامنا، اتذكرين براءتنا؟
إذا نسيتها انت فما زال عبق ذكراها يعطر ذاكرتي انا
لم اعهدك قط هكذا!!
كل هذا الكلام لم تنطق به شفتاي بل كان يعتمل في نفسي عندما صادفتها
كانت عيناها متعبتين لكأنما قد عقدتا اتفاقية قوية مع السهر! شدتني وبشكل عجيب تلك الدموع التي كانت تخفيها بضحكاتها المرتفعة والتي كانت تخفي خلفها شيئاً ما.
وللأسف لم تكن ماهرة فمهما حاولت اخفاءها فهي تظهر جليا في نبرات صوتها وفي ضحكاتها المصطنعة.
صديقتي: الحياة عبر.. فليس العار ان نسقط ولكن العار الا نستطيع النهوض
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
وقال أيضاً:
|
ولرب نازلة يضيق بها الفتى
ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت اظنها لا تفرج |
صديقتي: الايام رماد نار، كانت بالأمس.. وجمر نار ربما تكون غدا، الذكي فقط هو الذي يعرف كيف يحول عثرته رقصة، هو الذي يعرف كيف يحول دمعته بسمة الذكي هو من يعرف كيف يمسك بلجام المصاعب ولا يدعها تتحكم فيه.. من يقهر الحزن بسلاح الفرح.. هذا هو من يستحق ان يعيش او لنقل هذا هو الإنسان الذي يستطيع ان يعيش في كل الظروف وفي كل الفصول..
هيا يا صديقتي.. انزلي دموعك ولا تحبسيها.. ورددي مع كل دمعة.. حسبي الله ونعم الوكيل.. فما يعتمل في داخلك الآن انما هو بقايا مشاعر واحلام تحطمت على صخرة واقع بشع ولكن هذا لا يعني نهاية العالم تذكري ما قد سبق وقرأناه سوياً..
كل دمعة لها نهاية ونهاية البسمة دمعة،
والحياة بداية ونهاية وبسمة ودمعة فلا تفرح كثيراً ولا تحزن كثيراً فإذا اصابتك احداهما فنصيبك من الأخرى مخبوء في صفحة القدر.
وانت معي في ان ضوء الحياة نحن الذين نبعثه بتفاؤل فلولا التفاؤل لأصبحت الحياة ظلاما لا يطاق.. وانت معي في اننا ينبغي ان نشق لنا طريقا ابيض في الظلمة، وان نصرخ حتى لا نخاف والا نخاف من الصمت والا يجفف اليأس أعيننا ويبتلع حظنا ويطفئ أرواحنا. وبعد هذا لماذا تنتظرين؟
أليس الآن وقت الرحيل احملي حقيبتك وابدئي فألم الروح اقسى من ألم الجسد وتذكري دائماً مقولة الاستاذة نوال السباعي: أعظم ما في الأمر ان تكون غريقاً وأعظم من ذلك الا تستطيع النجاة وأعظم من ذلك كله الا يستطيع انقاذك كل الذين يجيدون السباحة،
ويقفون عند الشاطئ بعضهم ينظر وبعضهم يخاف ابداء أية حركة ايجابية والبعض الآخر قد اداروا ظهورهم إلى حيث أولئك الذين لا يغرقون!!
ولكن تذكر الله، تذكر ان الله لا ينسى من فضله احداً تنقذ نفسك من الغرق وتنجو..
اختك وصديقتك
البندري العصيمي
الدوادمي
|
|
|
|
|
