| عزيزتـي الجزيرة
في يوم السبت الموافق 15/11/1421ه سرت في شارع الحياة متجها إلى الرياض وفي أثناء الطريق ونحن نسير أتاني الخبر عبر الجوال بأن شيخنا ووالدنا ومربينا أبا حمود الشيخ سليمان العامر قد مات.. قلت: أحقاً أم انه اختبار؟ قال لي صاحبي حقاً، انه مات. فآمنت بقضاء الله وقدره وتذكرت قوله تعالى: "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" فذهبت ذاكرتي إلى أيام الشيخ فلم تجد إلا كل خير وكيف لا يكون ذلك والشيخ يحوي في قلبه كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم متبعاً الأوامر ومجتنباً النواهي وماذا تقول عنه وقد حج بيت الله اكثر من ثلاثين مرة رحمك الله يا شيخنا الجليل.
كان شيخنا بمنزلة الوالد، فكم ارشد شباب حائل وكم كانوا يستشيرونه إذا أشكل عليهم شيء فكان حقاً هو المربي والعالم.. وكم كان يوصيهم ويضبط حماسهم وكم من منكر أزيل بفضله بعد فضل الله.
بيته بيت الجميع، الغني والفقير والمسافر، مجمع الوفود، وما من شيخ زار حائل إلا كان بضيافة الشيخ، لا يكاد يمر عليه اسبوع الا وقد استضاف.. انه باختصار كريم الطبع والشأن رحمك الله يا شيخ.
لا تراه الا مبتسماً ويقابل الناس بوجه بشوش ليستمع للمشاكل واستفسارات الجميع بصدر رحب لا يمل ولا يضجر من كثرة السؤال، فكان ذا عين باكية من خشية الله وقلب رحيم، يعطف على الضعيف والصغير، بل حتى على البهائم. يذكر أحد احفاده بأنه كان للشيخ ناقة اذا رأت الشيخ قدمت إليه وأنزلت رأسها لكي يمسح الشيخ عليها رحمك الله يا شيخ.
وكان رحمه الله يبعد عن الجدل، وفي احد الايام كان هناك رجل ضعيف النفس يتكلم على الشيخ والشيخ لا يرد عليه وهو مطاطئ رأسه متذكرا قول النبي صلى الله عليه وسلم "من كتم غيظاً وهو قادر على ان ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق فخيّره من أي حور يريد" أو كما قال صلى الله عليه وسلم رحمك الله يا شيخ.
كان رحمه الله قد كُتب له القبول بإذن الله، فقد شهد جنازته آلاف المصلين حيث اكتظت بهم جنبات جامع برزان والشوارع المحيطة بالجامع رحمك الله يا شيخ.
إنني أناشد المسؤولين في منطقة حائل ان يخلدوا ذكرى الشيخ وذلك من خلال تسمية إحدى المدارس أو أحد المراكز أو الطرق باسم فضيلته.
وفي الختام لا أملك إلا الدعاء، فيارب اسألك ان تغفر ذنبه وتقيل عثرته وان تسكنه الفردوس الأعلى وتحشره مع الصديقين والنبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.. اللهم آمين.
نواف محمد الغالب
أبو جهاد حائل
|
|
|
|
|