| المستهلك
تقدم الجامعات السعودية ومنذ سنين طويلة وعبر اقسام الاعلام السبعة فيها مئات الخريجين الذين يحملون درجة البكالوريوس في الصحافة والعلاقات العامة والاذاعة والتلفزيون.. وفي حسبة بسيطة استنادا الى بداية تلك الاقسام نجد ان الرقم يتجاوز خانة الآلاف من هذا الشباب السعودي المؤهل.
ابداً ليست هذه هي القضية فما اود طرحه هو ان اغلب المحطات الفضائية المختلفة يملكها رجال اعمال سعويون اختاروا الادارتها الاجانب واختاروا للعمل فيها جنسيات معروفة من الرجال والنساء.. وكل من يشاهدها او يتابعها يكتشف على الفور ان هؤلاء يذيعون برامجهم بلهجة البلد الذي ينتمون اليه، بل ان بعضهم مع الاسف الشديد يصل به الحال الى درجة الابتذال.
ولأنني احد هؤلاء الخريجين فقد عشت هذه المعاناة وقد سألت زميل لي سافر الى حيث موقع احدى المحطات في بلد غربي من اجل العمل هناك.. وصدم في الطريقة التي يتعاملون بها معه لانهم يعتقدون او هكذا يتوهمون ان السعودي يمثل خطرا على نفوذهم داخل المحطة..
وعندما سألت عن صاحب المحطة اكدوا لي انه لا يحضر الا كل ثلاثة اشهر ان لم يكن اكثر.. وعندها اسقط في يدي وعدت من حيث اتيت والحسرة تبدو على ملامحي.
هذه باختصار قصة شاب واحد من بين عشرات الآلاف من المؤهلين علميا وعمليا للعمل في هذه المحطات بل اننا اولى من غيرنا في ادارتها والعمل بها.. أليست ملكيتها تعود الى سعوديين؟
احيانا اتساءل: هل كل هذا العدد من الشباب ليس قادرا على اذاعة ولو برنامج فضائي واحد؟ ولكن:
لقد اسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي |
ع.ب. الرياض
|
|
|
|
|