| مقـالات
الحياة ليست سوى اختبارات.. بل سلسلة طويلة بالوهم قصيرة بالواقع من الاختبارات بدءا باختبار معرفة نوعية الجنين ذكرا هو أم أنثى، مرورا باختبار فصيلة دمه حال قدومه الى هذا الكون، فاختبار المقاسات الملائمة لجسده من ثياب وأحذية وأغذية، فالانتظار قليلا ثم الانقضاض عليه زجا به في أتون الدراسة وما أدراك ما الدراسة واختباراتها مرحلة ومرحلة ومراحل، فضلا عما هنالك من اختبارات جانبية لا غنى له عنها: اختبارات رخصة القيادة ومشتقاتها من اختبار نظر واختبار مهارات وخلافهما، وهكذا مراحل زمن تتعاقب وامتحانات تتكالب وبينهما إنسان مرهق يتثاءب!، فمزيد من الاختبارات التحاقا بالوظيفة بعد النجاح في اجتياز متطلباتها من اختبارات قدرات وتأهيل، وبقاء تحت التدريب والملاحظة والاختبار، فتثبيت بعد تجاوز كل اختبار واختبار، وهكذا فبعد ان اختبر فخبر، يحل موعد امتحان اختبار ا ختيار شريك الحياة، فها هو وقد تزوج منهمكا في اجراءات اختبار نوعية مولوده البكر، شارعا في اختبارات فصيلة دمه.. ابحارا في غبب بحر الحياة المتلاطم.. مشيا قسريا لخطى قسرية يتعاقبها زفير الليل مرخيا سدوله وشهيق النهار معلنا انبلاجه وبين الليل والنهار نذر وهن العظام وشيب المفارق وبيارق الرحيل مرفرفة.. وهنا وصال وهناك فراق يتوقف لاهثا يرنو لفراق.. منقبا على سنا وميض تلافيف ذكريات تكدست تذكرة لرحلة آمال وأحلام ونجاحات واخفاقات واختبارات.. فأزوف أوان القاء معاول البحث عن المجهول شخوصا نحو معلوم المجهول.. فالاختبار الأكبر قادم .. قادم هو أكبر اختبار..
اختبار اللغة!
أخي المهندس هشام الريس )سلاح الحدود/ الرياض( دعني استهلالا أجيب عن تساؤلك لأقول إن )شدو( يوم الخميس تحط الرحال )فكريا( عن عمد فتخلع مخيط )حدة وجفاف( مقالات يومي الأحد والثلاثاء.. ! هل لي أن أستعير نهجك فأطلب منك منحي الغفران على )التفلسف( كما طلبت مني ابتداء في رسالتك الجميلة..؟ )لا(.. لا أعتبر نفسي سوى متسلق غصن من أغصان دوحة اللغة العربية الخضراء.. وارفة الظلال.. لغة القرآن الكريم، وكما تعرف فتسلق الأغصان أسهل بمراحل من بلوغ )الجذور(.. بعبارة أخرى ما أنا إلا عابر مع عابر وعابر لجسر اللغة العربية القوي المتين، وحتما هناك فروق وفروق أعمق وأعمق بين جسر ينطلق من جذر وجذر ينطلق منه جسر! إنني )أحب اللغويين ولست منهم!( ولعلهم الآن وأعني اللغويين قد فغروا أفواههم لا فضت احتجاجا على انتسابي إليهم رغم قلة زادي وضآلة عتادي لغويا.. لكأني أسمع لسان حالهم يصرخ احتجاجا: «ألك في اللغة بضاعة!».. غير ان الرد بالإيجاب )إيجابا!(.. وأسلحتي هنا نَصْل التأسي وسيف التعلل بأن : «العلم من المهد الى اللحد» علاوة على )رشّاش!( الحقيقة الماثلة في أن اللغة الأم هي لغة الحس بمثل ما هي لغة القول ولغة الكتابة، ولن يتحقق لكاتب استواء المخارج ما لم يتم على الأقل احساسه وانتماؤه وتواصله العاطفي مع لغته )الأم( فيمتطيها حسب ما بحوزته من وقود ومؤونة ابحار تجديفا في لجج موج التعبير ) عما يعتلج في ذاته المائجة(، وعليه فمن باب سد الذرائع بالوقائع، تحسبا لما يمكن ان يأتي به من اللغويين )الطالع!( فإنني أؤكد وفرة بضاعتي ) اصرارا وطموحا وتطلعا لا غير!( الى المزيد من التحصيل اللغوي وعذري ان الكتاب الذي أقرأ فيه في الوقت الحاضر عنوانه: )الواضح في قواعد اللغة العربية!!(..، بخصوص تساؤلك عما إذا كانت الجريدة مصدر إثراء ) لغوي( لقارئها فالجواب يحدده مستوى هذا القارئ لغويا.. )نعم( في حال كان تأسيسه وتحصيله ومحصلته لغويا بحاجة الى تحسين والعكس صحيح أيضا...، بالمناسبة جزيرتنا الغراء كما تعلم )تعج!( بالعديد من الجهابذة اللغويين الذين من ضمنهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ أبو عبدالرحمن، والدكتور صالح اللحيدان، والدكتورة السقاف، والدكتور الهويمل، والأستاذ إبراهيم التركي، والدكتور سلطان سعد القحطاني.
شكرا، أخي هشام، على حسن ظنك مقدرا تواصلك الجميل شاكرا لك أسلوبك )الأجمل(.. وليوفقك الله بلوغا لما تصبو وترنو إليه.
للتواصل: ص.ب: 454 رمز 11351 الرياض
|
|
|
|
|