| مقـالات
لابد ان الجميع يلاحظ تلك الركاكة الأسلوبية واللغوية والإملائية، التي تميز كتابات الشباب على المواقع المختلفة على الإنترنت!!؟؟ ولو طلب من طالب تخرج من الثانوية العامة لدينا، أن يعبر عن رأيه في قضية أو يناقش موضوعا بشكل مختصر وموضوعي لعجز عن هذا بل وعجز عن الخروج من الموضوع بشكل ملائم ملخصا فكرته بنتائج شاملة لنقاط الموضوع!!
ولعل هذا يرجع الى عدة أسباب قد يكون منها:
1 ربط مادة التعبير لدينا بالجمال الأسلوبي فقط! فيندرج تحت هذا التشبيهات والأخيلة والزخرف اللفظي، فعلى حين ينحصر ما سبق في الكتابة الإبداعية الجمالية، فإنه يتحول في مادة التعبير الى درجة تقييم ضمن درجات التقييم في المادة.
2 لا يوجد منهج لمادة التعبير يتطور مع الطالبة أو الطالب عبر مختلف سنيه الدراسية، بحيث تصبح المهمة الأولى لهذا المنهج هو تدريب الطالب على التعبير عن نفسه أو عن رأيه في قضية بطريقة منظمة تحتوي مقدمة فيها تلخيص لما يود طرحه، ثم ما يود طرحه بشكل منظم بحيث تبنى كل فكرة على الأخرى وينتهي الى خاتمة تلخص جميع ما سبق، وكثيرا ما ألاحظ في مواضيع طالباتي الإنشائية أن الطالبة تتورط بالموضوع ولا تستطيع الخروج منه، ولا تستطيع أيضا ان تنتقل من فكرة الى التي تليها بيسر وسهولة!!
3 علامات الترقيم، وما أدراك ما علامات الترقيم، ليس لها وجود في تلك المواضيع، وإن وجدت ففي غير مواضعها وتوضع هكذا كيفما اتفق وبحسب المتاح، بدون فهم لمعانيها ومواقعها!!
وأذكر عندما كنت أدرس في مدرسة اللغة في الولايات المتحدة كان الأساتذة يتوقعون منا الكتابة المنظمة كشيء بدهي مفروغ منه في مواضيعنا على حين وقتها كان بالنسبة لي شيئاً غريبا وغامضا لم أسمع به في المدرسة )على الرغم من أنني كنت أنال علامات كبيرة في التعبير عندما أستعرض عضلاتي الأسلوبية في الموضوع( لأن تقييم التعبير لدينا ينحصر في الجمال الأسلوبي كما أسلفت.
وإن كان الغرب قد سيطر على هذا الموضوع وجعله من أولويات التعليم، فللعرب ارث عريق في هذا المجال بل إرث كبير وافر، ابتدأ بديوان الرسائل، حيث أنشئ خصيصا للعناية بالكتابة وشروطها وأسسها، إضافة الى العديد من المؤلفات التي تدور حول هذا الموضوع، قد يكون من أبرزها كتاب ) ابن قتيبة( أدب الكاتب، وكتابه )المعارف( انتهاء بصحيفة )بشر بن المعتمر( وهي الوصايا الجميلة الرائعة المتجاوزة لعصرها والتي توجه الى من أدركته حرفةالأدب وامتهن الكتابة التي يقول في مقطع من مقاطعها )فكن في ثلاث منازل : فإن أولى الثلاث، أن يكون لفظك رشيقا عذبا وفخما وسهلا، ويكون معناك ظاهرا مكشوفا، وقريبا معروفا، إما عند الخاصة إن كنت الخاصة قصدت، وإما عند العامة إن كنت العامة أردت، والمعنى ليس يشرف بأن يكون من معاني الخاصة، وإنما مدار الشرف الصواب وإحراز المنفعة مع موافقة الحال، وما يجب لكل مقام من مقال(.
على كل حال سواء طبق طلبة العلم ما سبق أو بعضه، لكننا بالتأكيد بحاجة الى مراجعة أكيدة لمناهج التعبير والكتابة لدينا.
ردود: الأستاذ محمد العمري )وكالةالموجز(، شكرا لكلماتك اللطيفة وبالتأكيد، هذا شعور وطني يمتلكه الجميع.
email:omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|