| فنون تشكيلية
مرحبا سيزان..
اليوم هو الخامس والعشرون من مارس عام واحد بعد الالفين الميلادي لابدانك قرأت رسالتي الماضية لقد طرحت فيها اسئلة تتعلق بمهرجان الفن للجميع والذي سيصادف موعد افتتاحه يوم غد.
سأحاول ان اشرح لكم هذا الحدث في رسالة قادمة، الان اسمح لي ان استكمل معك حديث الرسالة الماضية للوهله ثمة اسئلة يفترض ان اشارك في الاجابة عليها بحكم انتمائي للمجال التشكيلي الا انها حتى اللحظة مازالت تفرض على شخصي مواقف واعتبارات كثيرة
ما الذي على الفنان ان يفعله في مهرجان كهذا؟
علي الرغم من انني متأكد ان ثمة فنانات وفنانين غيري يمتلكون رغبة المشاركة الفاعلة والتي تتعدى حدود انجاز اعمال فنية للمناسبة ووفق شروطها ويمتلكون بشكل او آخر اجابات وآراء مختلفة ومتضاربة او حتى متشابهه وقد يأتي بعضها مقنعا ذكيا خارج تصورنا اقول على الرغم من ذلك فقد بدا السؤال مهما للغاية اذ انه بمجرد التفكير في ان تكون فاعلا وحيويا بصورة ما تكتشف ان تلك الصور مجرد فكرة شخصية قد تتوارد او تتطابق عند آخرين وان العمل على تحقيقها لابد ان يسبقه استعداد واجماع بين الفنانات والفنانين لطرح مختلف الآراء ومن ثم العمل على صياغتها بشكل مدروس، لهذا اقترح ان يجد هذا السؤال مكانا عند بوابات قاعات العروض الاربعة، ويسجل كل منا ما يملكه من وجهة نظر او رأي عندها قد نجمع سويا على فعل يتسم بمشاركة الجميع واذا لم يدركنا الوقت لتحقيقه في هذه الدورة فقد تسمح لنا دورة اخرى بتحقيقه على ان هذه المشاركة لا ينبغي ان تكون حكرا على المشاركين فحسب ينبغي ان يطرح ايضا على الذين لم تسنح لهم الفرصة للمشاركة في هذه الدورة ذلك اننا نؤمن بطبيعة هذا الحق طالما يتسم بالوعي، انتقل الان الى الجمهور المتلقي، مال الذي بوسعه ان يفعله؟
في هذا المهرجان؟ قد يكون من المناسب ألا اضع نفسي في موقف المتلقي احتراماً له من جهة واعترافا بحقه وقدراته على التعاطي مع الفن من جهة اخرى وما ارجوه من بعض زملائي الا يزعموا ادعاء انهم يمتلكون حساسية بصرية او ثقافية او معرفية افضل منه او اننا نعرف اكثر مما يعرف ثمة متلقين اذكياء للغاية وتتفوق حساسيتهم حساسية الفنان لهذا اجد ان من المناسب ان يملك كل منا قناعة الاعتراف بهذا من جهة وقناعة الالتزام بالتواضع الجم تجاههم من جهة اخرى والا نستغفلهم ظنا اننا الافضل.
ان مهرجانا كهذا لا ينبغي ان نسوق فيه انه جاء من اجل توعية الجمهور المتلقي بالفن قياسا الى دوره الفاعل في تنميته والمشاركة في تفعيل بنيته اجتماعيا وثقافيا وفي اعتقادي ان المتلقي هو الضلع الثاني الذي يبني الفن عليه وعيه ورسالته السامية من هنا قد يكون المتلقي قادرا على فرض حضوره والتعاطي مع هذا الحدث بوعي لهذا ربما يعوزنا التذكير ان المتلقي يمتلك ذات الاهميةالتي يمتلكها الفنان او تزيد ومن غير المملكن الا نحتفي به اكثر من احتفائنا بأنفسنا ومن هنا ايضا استطيع ان اذهب الى السؤال الذي قلت عنه انه الاكثر حضوراً في المهرجان.
ما المبررات التي تجمع الاطراف الثلاثة )الفن، الفنان المتلقي(؟ الواقع انه لا يمكنني ان اتجاهل القول ان ثمة مصالح متبادلة بين الفنان والمتلقي وعلى الرغم من ذلك ثمة فجوة عميقة بين الطرفين وقد لا اكون مبالغا اذا حسبته جفاء من نوع خاص بل وزاد من عزلة الفنان والفن معا ربما يرجع السبب الى طبيعة الفن كما يظن بعضنا الا انه على جانب آخر ينبغي القول ان الفن قد يكون بريئا من هذا. يقال ان طبيعة ما توصل إليه الفن من طقوس وتيارات سببها الفنان نفسه لا الفن كما يعتقد وحتى لا اتشعب كثيراً في الموضوع قد يكون من المناسب ان تطرح هذه الاشكالية في ندوة تقام ابان فعاليات هذه المناسبة بمشاركة الاطراف الثلاثة كان بودي ان طرحنا شعاراً لهذه الدورة يتصل بهذا الموضوع ذلك ان متلقياً من هذا النوع سيزيد من حصيلة الدور الثقافي وقد يساعد على بلورة تصورات جديرة بالاهتمام والمناقشة.
قبل الاخير اود ان اذكرك ببعض الملاحظات التي ذكرتها هناك سؤال علق على بوابات قاعات العرض بالتأكيد لديك اقتراح بشأنه ارجو تدوينه وارساله، قد يستفاد منه ينبغي الا يزعم بعضنا انه يملك حساسية ثقافية او بصرية اكثر من المتلقي علينا ان ندرك انه يمتلك ذات الاهمية التي يمتلكها الفنان ولا ينبغي استغفاله اتمنى ان تكون الفجوة والعزلة بين الفنان والمتلقي شعارا لندوة ثقافية موازية لهذه الدورة.
|
|
|
|
|