|
| العالم اليوم
كل هذه الأفعال والعرب لايزالون متمسكين بالسلام كخيار استراتيجي، ومع أن الفلسطينيين يموت كل يوم منهم عدد من الشباب ويبيت الآلاف منهم جياعاً، وكل يوم تدمّر منازلهم وتخرّب مزارعهم، إلا أن العالم يرفض مدَّ يد المساعدة لهم، حتى مجلس الأمن الدولي يعجز عن توفير الحماية لهم لأن «الفيتو» الأمريكي يشهر في وجه الجميع ويسلط فوق الرؤوس.
قبل أن تبدأ القمة وجّه شارون عدة رسائل للقادة العرب بقصف الأحياء في مدينة الخليل وقتلت قذائف دباباته ومدافعه الفلسطينيين في الخليل ودير البلح في غزة وقبلها بيوم نشطت الجرافات في توسيع المستعمرات المحيطة بالقدس الشرقية ومع هذا يردد أنه لن يتفاوض حتى يوقف العنف... العنف الذي يواصل ارتكابه هو.
وفي نيويورك عجز مجلس الأمن الدولي عن تبني قرار«ضعيف» قدمته دول عدم الانحياز السبع من الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي بعد دمج مشروع قرارأوروبي ومشروع القرار هذا يدعو إلى الوقف الفوري لكل أعمال العنف والاستفزاز والعقاب الجماعي والعودة إلى المواقع والترتيبات التي كانت قائمة قبل أيلول «سبتمبر» الماضي ويدعو حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى التنفيذ الفوري بلا شروط مسبقة للتفاهمات التي تم التوصل إليها في قمة شرم الشيخ الأخيرة التي عقدت في تشرين الأول «اكتوبر» ويحض على استئناف مفاوضات السلام على أساس الاتفاقات السابقة بهدف تنفيذ القرارين 242 و338.
هذا القرار الذي حذفت منه عبارة إنشاء قوة مراقبة للأمم المتحدة للفصل بين قوات سلطات الاحتلال والفلسطينيين، واكتفى واضعوه بطلب إنشاء آلية لحماية المدنيين الفلسطينيين لايزال لايحظى بالدعم المطلوب من الأعضاء الأوروبيين الأربعة في مجلس الأمن «فرنسا وبريطانيا والنرويج وإيرلندا» كما أنه ليس مقبولاً من قبل أمريكا التي قد تستعمل «الفيتو» ضده وأفضل ما يمكن أن تقوم به هو الامتناع عن التصويت، أما الأصدقاء الروس والصينيون فلم يكشفوا عن مواقفهم.
وهكذا بدأت القمة العربية اجتماعاتها، وموقف إسرائيل وحكومة شارون واضح لا يقبل اللبس ، قتل وتجويع وتدمير للفلسطينيين ومنازلهم ومزارعهم وحصار إلى حد التجويع.
وموقف الأسرة الدولية يتراوح ما بين عداء سافر شاهرسلاح «الفيتو» وتجاهل من الأوروبيين.. وصمت من الذين يصنفون في خانة الأصدقاء.
هل نجد رداً على هذه المواقف الإسرائيلية.. والأمريكية والأوروبية وحتى الروسية والصينية في قرارات قمة عمّان.
نواصل غداً
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
